وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) باستشهاد 3 فلسطينيين، بعد محاصرة جيش الاحتلال الإسرائيلي منزلاً في مخيم الفارعة جنوب طوباس.
ونقلت "وفا" عن مصادر أمنية بأن 3 فلسطينيين استشهدوا عقب استهداف جيش الاحتلال للمنزل المحاصر بالرصاص والقذائف، كما اختطف جثثهم. وقبل ذلك ذكرت الوكالة الفلسطينية أن قوات إسرائيلية خاصة تسللت إلى المخيم وحاصرت منزلاً، وسُمعت أصوات انفجارات وإطلاق رصاص من جهة المنزل المحاصر.
كما قال شهود عيان إن أصوات إطلاق نار سمعت في محيط المنزل المحاصر يعتقد أنها ناتجة عن اشتباكات مسلحة بين جيش الاحتلال ومقاومين محاصرين في المنزل.
من جهتها، نعت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) شهداء طوباس الذين قتلهم جيش الاحتلال خلال اشتباك مسلح بعد رفضهم الاستسلام إثر حصار منزل في مخيم الفارعة. ونددت بتصاعد جرائم الاحتلال في الضفة الغربية، مشيرة إلى أن تكثيف عمليات التدمير والقتل يعكس "النهج الفاشي" الذي يمارسه الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وأرضه. وأكدت الحركة أن اغتيال المقاومين لن يزيد الشعب الفلسطيني إلا إصراراً وتمسكاً بخيار الجهاد والمقاومة حتى تحرير الأرض.
في سياق متصل، أصيب فلسطينيان بالرصاص وآخرون نتيجة تعرضهم للضرب وبحالات اختناق بالغاز خلال اقتحام جيش الاحتلال، الأربعاء، مناطق متفرقة بالضفة الغربية.
ففي شمالي الضفة الغربية تركزت الاقتحامات في مدينة نابلس، إذ أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان مقتضب، أن طواقمها "نقلت إلى المستشفى إصابة لطفل يبلغ من العمر 15 عاماً برصاص حي في الفخذ" خلال مواجهات في بلدة بيتا، جنوب نابلس.
ووفق وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا" فإن "قوات الاحتلال اقتحمت البلدة ودَهَمت عدة أحياء فيها، ما أدى إلى اندلاع مواجهات أطلق خلالها الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز السام المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة الطفل بالرصاص الحي، وآخرون بالاختناق بالغاز السام".
وفي بيان آخر، أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن طواقمها "نقلت إلى المستشفى إصابتين جراء اعتداء بالضرب من قبل قوات الاحتلال في بلدة بيت فوريك، قرب نابلس".
وفي بلدة قُصرة، جنوب نابلس، ذكرت "وفا" أن "عدداً من المواطنين أصيبوا بحالات اختناق، عقب اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي البلدة وسط إطلاق كثيف لقنابل الغاز والصوت".
وفي قرية تل، جنوب غرب نابلس، اعتقل جيش الاحتلال "5 مواطنين على الأقل، وأصاب آخرين بشظايا الرصاص الحي والاختناق والمطاط" حسب الوكالة الرسمية. كما نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لجرافات عسكرية إسرائيلية تقتحم قرية تل.
وفي مدينة طولكرم (شمال) قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمها "تسلمت من قوات الاحتلال إصابة بالرصاص الحي لشاب (24 عاماً) وجارٍ نقله إلى المستشفى" دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وفي مدينة قلقيلية (شمال) دَهَم جيش الاحتلال عدداً من منازل المواطنين "دون أن يبلغ عن إصابات أو اعتقالات" وفق شهود عيان للأناضول.
ووسط الضفة اقتحم جيش الاحتلال قرية النبي صالح، شمال غرب مدينة رام الله، "دون أن يبلغ عن اعتقالات" حسب ما ذكرت "وفا".
وأضافت أن جيش الاحتلال "اقتحم كذلك قرية حوسان، غرب بيت لحم (جنوب) وأطلق قنابل الغاز السام المسيل للدموع والصوت، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بالاختناق".
وجنوبي الضفة أيضاً احتجز جيش الاحتلال شابا "ونكّّل بآخرين خلال اقتحام مخيم العروب، شمال (مدينة) الخليل" وفق ذات المصدر. وحسب "وفا"، فإن القوات الإسرائيلية "اقتحمت مخيم العروب، وأطلقت قنابل الغاز السام صوب منازل المواطنين، واحتجزت شاباً واقتادته إلى مدخل المخيم قبل أن تطلق سراحه، كما اعتدت على آخرين ونكلت بهم".
وبالتزامن مع بدء حرب الإبادة وسّع جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن استشهاد 920 فلسطينياً على الأقل وإصابة نحو 7 آلاف شخص، واعتقال 14 ألفاً و500 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي، بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وسط دمار هائل.