خلص تقرير مشترك لمنظمتَي هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية، الخميس، إلى أن الضربتين الإسرائيليتين على صحفيين بجنوب لبنان مؤخراً، "هجومان متعمَّدان على مدنيين" ويستدعيان تحقيقاً حول حدوث "جريمة حرب".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك بين الهيئتين الدوليتين، الخميس، في بيروت للكشف عن نتائج تحقيقين منفصلين أجرتهما المنظمتان حول هجوم إسرائيلي على صحفيين جنوب لبنان في 13 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأسفر الهجومان الإسرائيليان عن استشهاد المصور الصحفي في وكالة رويترز عصام عبد الله، وجرح ستة آخرين، هم: مصورا وكالة الصحافة الفرنسية كريستينا عاصي التي طالتها إصابات بالغة نجم عنها بتر ساقها، وديلان كولنز، ومصورا رويترز ثائر السوداني وماهر نزيه، ومراسلة قناة الجزيرة كارمن جوخدار وزميلها المصور إيلي براخيا.

كما أظهر تحقيق أجرته وكالة الصحافة الفرنسية مع منظمة Airwars "إيروورز" غير الحكومية نُشر، الخميس، أن قذيفة دبابة إسرائيلية قتلت صحفياً في وكالة رويترز، وجرحت آخرين بينهم مصوران في وكالة الصحافة الفرنسية في لبنان في 13 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
واستندت نتائج التحقيق الذي امتد لأسابيع إلى تحليل قطعة من قذيفة وعشرات مقاطع الفيديو والصور، فضلًا عن صور أقمار صناعية ومقابلات مع شهود.
وذكرت رايتس ووتش في بيانها أنّ "الضربتين الإسرائيليتين على صحفيين بجنوب لبنان هما هجومان متعمّدان على مدنيين، ما يشكّل جريمة حرب".
وأشارت إلى أنّ "الجيش الإسرائيلي كان يعلم أو ينبغي له أن يعلم أنه يطلق النار على مدنيين".
ودعت المنظمة حلفاء إسرائيل الرئيسيين، في إشارة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وألمانيا إلى "تعليق المساعدات العسكرية ومبيعات الأسلحة لإسرائيل نظراً لخطر استخدامها في ارتكاب انتهاكات جسيمة".
ليست المرة الأولى
قال رمزي قيس، باحث في هيومن رايتس ووتش: "هذه ليست المرة الأولى التي يُفترض فيها أن القوات الإسرائيلية هاجمت صحفيين عمداً وتسببت بالقتل والدمار".
وطالب بضرورة "محاسبة المسؤولين والإعلان بوضوح أن الصحفيين وغيرهم من المدنيين ليسوا أهدافاً مشروعة".
من جانبها، أشارت آية مجذوب، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية إلى أنّ "الضربتين الإسرائيليتين على صحفيين في جنوب لبنان يرجَّح أن تكونا هجومين مباشرين على مدنيين".
وأوضحت أنّه "يجب التحقيق في استهداف الصحفيين في 13 أكتوبر/تشرين الأول في لبنان بوصفه جريمة حرب".
وتابعت: "يجب إجراء تحقيق مستقل ونزيه، ولا يمكن السماح لإسرائيل بقتل الصحفيين والإفلات من العقاب".
ولفتت إلى أن القانون الإنساني الدولي يحظر بشكل تام الهجمات المباشرة على المدنيين والهجمات التي تُشنّ بلا تمييز "ويمكن أن ترقى إلى جرائم حرب”.
وأكدت: "لم نجد أي مؤشر على وجود مقاتلين أو أهداف عسكرية في الموقع الذي حدثت فيه الضربات بجنوب لبنان".
وشددت على أنه "لا يمكن السماح لإسرائيل بقتل الصحفيين ومهاجمتهم، ثم الإفلات من العقاب. يجب إجراء تحقيق مستقل ونزيه في هذا الهجوم القاتل".
وأشارت إلى أن "القذيفة التي قتلت مصور رويترز عصام عبد الله أُطلقت من موقع إسرائيلي، وهي من صنع شركة (آي ام آي سيستمز) الإسرائيلية".
لبنان تُدين
في السياق، جدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، إدانة إسرائيل على استهدافها الصحفيين خلال عدوانها المستمر على جنوب لبنان، ما أدى إلى استشهاد وجرح الكثير منهم.
وقال ميقاتي: "إن الإجرام الإسرائيلي لا حدود له، وهذا ما نشهده في غزة وجنوب لبنان"، مضيفاً أن استهداف المؤسسات الإعلامية "يهدف إلى إسكات كل صوت يفضح العدوان الإسرائيلي".
وتابع في تصريح صحفي تعقيباً على تقرير المنظمتين:"الحكومة اللبنانية ستتخذ الإجراءات كافة لضم التقريرين إلى الشكوى المقدمة أمام مجلس الأمن الدولي ومتابعتها".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى مساء الثلاثاء 16 ألفاً و248 شهيداً، بينهم 7112 طفلاً و4885 امرأة، بالإضافة إلى 43 ألفاً و616 جريحاً، فضلاً عن دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، حسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.