تعيش تركيا مؤخراً فترة ازدهار في مجال السكك الحديدية ونقل البضائع، إذ تنطلق أو يخطط أن تنطلق من أكبر مدنها إسطنبول، 3 خطوط حديدية تربطها بقلب القارة الآسيوية وأهم مراكزها التجارية، على نحو يمهّد لأن تصبح تركيا نقطة ربط أساسية بين آسيا وأوروبا.
إسطنبول-طهران-إسلام أباد
وفي سياق الصحوة التي تشهدها كبرى مدن تركيا وعاصمتها التجارية والثقافية في مجال النقل الحديدي، قرر وزراء النقل في منظمة التعاون الاقتصادي إعادة تشغيل خط القطارات لنقل البضائع بين مدن إسطنبول وطهران وإسلام آباد، اعتباراً من مطلع عام 2021.
ودعا وزير النقل والبنية التحتية التركي عادل قره إسماعيل أوغلو في كلمته خلال الاجتماع العاشر لوزراء النقل في المنظمة الذي عُقِد الثلاثاء، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، إلى إزالة جميع العقبات، أمام نقل البضائع بين الدول الأعضاء.
وتضم "منظمة التعاون الاقتصادي" 10 دول هي تركيا وأذربيجان وأفغانستان وأوزبكستان وإيران وباكستان وتركمانستان وطاجيكستان وقيرغيزيا وكازاخستان.
وتهدف المنظمة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الأعضاء، وتوجد أمانتها العامة وقسمها الثقافي في طهران، بينما يقع المكتب الاقتصادي في تركيا، أمّا المكتب العلمي فمقره باكستان.
من تركيا إلى الصين
وفي حدث هو الأول من نوعه، انطلق قبل نحو 10 أيام أول قطار شحن يحمل بضائع مصدّرة من تركيا إلى الصين، قاطعاً في طريقه قارتين وبحرين و5 دول.
ووفقاً لبيان أصدرته الخارجية التركية، تمتد رحلة القطار لـ8693 كيلومتراً (5402 ميل) يقطعها في غضون 12 يوماً، قبل أن يصل إلى الصين.
وفي بداية رحلته، مر القطار عبر نفق مرمراي الذي يربط الجانبين الآسيوي والأوروبي في مدينة إسطنبول تحت مضيق البوسفور، وتوقف داخل تركيا بمحطات في ولايات إسطنبول وقوجه إلي والعاصمة أنقرة وسيواس وقارص، لينتقل بعدها آخالكالاكي في جورجيا، ثم أذربيجان وطريق النقل الدولي العابر لبحر قزوين (TITR) وكازاخستان، التي يُرتقب أن يصل منها إلى مقاطعة شيان الصينية.
وأشارت وزارة الخارجية التركية إلى أن 10 قطارات جرى تشغيلها بنجاح على الخط الصيني-التركي-الأوروبي حتى الآن، بالإضافة إلى أول قطار ترانزيت غادر الصين ووصل إلى أوروبا في نوفمبر/تشرين الثاني 2019.
وأوضحت أن القطار الذي انطلق قبل أيام، هو أول قطار محمل بالصادرات يتجه إلى الصين من تركيا، مؤكدة أن "تركيا ستواصل اتخاذ الخطوات اللازمة في مجال النقل من أجل تعزيز التواصل بين الشرق والغرب وترسيخ مكانتها المركزية في المنطقة".
إلى العراق أيضاً
في السياق نفسه، أعلن نجم الجبوري محافظ نينوى شمالي العراق في سبتمبر/أيلول الماضي، بدء التحضيرات لمد خط سكة حديدية للقطارات بين مدينة الموصل (شمال) وتركيا، في خطة لتخفيف الازدحام الحاصل على الطرق البرية.
وأضاف الجبوري في تصريح لصحيفة الصباح العراقية الرسمية أن "الطواقم الهندسية والفنية، بالتعاون مع شركات إعمار هندسية تركية، ستبدأ خلال أيام مد خط حديث لسكة الحديد بين البلدين". والمشروع هو الأول من نوعه في العراق، ويتمتع بأهمية خاصة نظراً إلى وصول الخط الحديدي إلى مدينة الموصل مركز محافظة نينوى التي تشهد تعاوناً وتبادلاً اقتصادياً واستثمارياً كبيراً مع الجارة تركيا.
ولم تورد الصحيفة أي تفاصيل بشأن طول خط سكة الحديد، والتكلفة الإجمالية له.
ولا يمتلك العراق أي خطوط سكك حديدية مع دول الجوار، إذ يعتمد في التبادل التجاري على المنافذ الحدودية البرية والبحرية. ويعتبر منفذ إبراهيم الخليل البري بقضاء زاخو التابع لمحافظة دهوك، بإقليم كردستان شمالي العراق، المنفذ الرئيس للتبادل التجاري مع تركيا.