قال رئيس جهاز الاستخبارات التركي إبراهيم قالن، إن "وجود تركيا القوية والمرنة، أمر لا غنى عنه" لتحقيق السلام الإقليمي والعالمي.
جاء ذلك في كلمة خلال مشاركته في الذكرى السابعة والتسعين لتأسيس جهاز الاستخبارات التركية.
وأوضح قالن أن جهاز الاستخبارات التركية يعمل باستراتيجية متكاملة لحماية الوطن وتعزيز مقاومته البرية والبحرية والجوية وفي الفضاء والعالم السيبراني.
وأضاف قائلاً: "يسعدني أن أعلن إنشاء أكاديمية الاستخبارات الوطنية لكي يكون لتركيا رأي في نظرية الاستخبارات التركية".
وذكر قالن أن "الصراعات على السلطة والظلم العالمي والأزمات المتفاقمة والتهديدات الهجينة وغير المتماثلة والفرص والمخاطر التي تخلقها التقنيات الجديدة، أدت إلى خلق بيئة من عدم اليقين وانعدام الأمن".
وأشار إلى أن المبادئ والقواعد التي من المفترض أن تشكل أساس النظام الدولي "تُنتهك وتتآكل كل يوم من الجهات الفاعلة التي تشكّل النظام الحالي".
ولفت إلى أن "القوى المهيمنة دمرت موثوقية النظام الدولي من خلال انتهاك القواعد التي وضعتها بأنفسها".
وتابع: "ننفذ طرق وأساليب عمل متعددة الاتجاهات والأبعاد في مكافحة الإرهاب ومنع أنشطة التجسس ضد بلدنا وإدارة المخاطر في مناطق الصراع والاستخبارات الاستراتيجية ومكافحة الجريمة المنظمة والدبلوماسية الاستخباراتية".
وتابع: "الدول التي تمسكت بالقانون الدولي خلال حرب روسيا ضد أوكرانيا، التزمت الصمت حيال الهجمات الإسرائيلية الوحشية على غزة، وهذا هو أحدث مثال لوضع النظام الدولي المُزري".
واستطرد: "المشكلة الرئيسية وراء حرب أوكرانيا التي بدأت في فبراير 2022، لا تزال تتمثل في الصراع الجيو-سياسي بين روسيا والعالم الغربي، لذلك لن يكون من الممكن التغلب على هذه الأزمة دون بناء هيكل أمني عالمي عادل وشامل".
وأشار إلى أن مفاهيم الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان وحرية التعبير" تُستغل من القوى المهيمنة للضغط على خصومها".
وأوضح أن "السياسة التي تتبعها القوى المهيمنة هي فرض مصالحها الخاصة قيماً عالمية".
وذكر أن "المكاسب التكتيكية تتحول مع مرور الزمن إلى هزائم استراتيجية، وأن التصرف بالسياسة الواقعية لا يعني اتباع سياسة خالية من الأخلاق والقيم".
ولفت إلى أن "القوى المهيمنة ستكافح بشدة كي لا تفقد امتيازاتها، ولن تتردد في دخول حروب جديدة"، مبيناً أن النظام العالمي "الهش والمختل بالفعل سيصبح أكثر هشاشة وخطورة".
وتابع: "لن يأتي السلام والثقة والاستقرار إلى الشرق الأوسط دون تلبية الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني الذي ظل يعيش تحت سياسات الاحتلال والترهيب والتهجير والقمع لعقود من الزمن".
وأكد أن تركيا تؤمن بأن مبدأ حل الدولتين هو الخيار الوحيد الذي سيمنح إسرائيل والمنطقة برمتها الاستقرار الدائم.
وقال: "لهذا السبب، نعمل بقيادة رئيسنا (أردوغان) ليلاً ونهاراً لوقف الهجمات على غزة وضمان وقف دائم لإطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية، وتبادل الأسرى، وضمان حل الدولتين والمصالحة الوطنية الفلسطينية".