واستند التحقيق إلى مقابلات مع 13 صحفياً وموظفاً سابقاً وحالياً في BBC، أشاروا إلى تحريف الأخبار لصالح إسرائيل بشأن التغطية غير المتوازنة.
ووفقاً للصحفي جونز، يتألف التحقيق من ثلاثة أجزاء رئيسية: الأول تحليل الشكاوى الداخلية من موظفي BBC حول تغطية الحرب على غزة. الثاني تقييم كمّي لكيفية وصف BBC للحصار الإسرائيلي على غزة. الثالث مراجعة تاريخ الأشخاص الذين يقفون وراء التغطية، وعلى رأسهم رافي بيرغ، محرر شؤون الشرق الأوسط في BBC، المعروف بعلاقاته المؤيدة لإسرائيل.
وكشف التحقيق عن دور بيرغ في تحديد نبرة التغطية الإخبارية لصالح إسرائيل، خصوصاً في ما يتعلق بالحرب على غزة، كما أشار الصحفيون إلى أن الشكاوى الداخلية حول التغطية جرى تجاهلها مراراً من قِبل الإدارة العليا، التي تقودها ديبوراه تيرنس، الرئيسة التنفيذية لقسم الأخبار، وتيم ديفي المدير العام للهيئة.
ومنذ اندلاع الحرب في غزة طالب عديد من الصحفيين في BBC بإجراء تغييرات في طريقة تغطية الأحداث، مثل تأكيد عدم وصول الصحفيين إلى غزة بسبب الحصار الإسرائيلي، وتوضيح المسؤولية الإسرائيلية في الهجمات، وكذلك ضرورة استخدام لغة متسقة عند مناقشة وفيات الفلسطينيين والإسرائيليين.
كما دعت مجموعة من الصحفيين إلى تسليط الضوء على تقارير حقوق الإنسان، مثل تقرير منظمة العفو الدولية الذي وصف ممارسات إسرائيل بأنها إبادة.
ورغم هذه الاحتجاجات، ردت BBC بالقول إن الانتقادات لا تعكس العمل الجاد الذي يجري على الأرض وإنها مستعدة دائماً للنقاش حول تغطيتها. ومع ذلك أكد الصحفيون أن تلك التصريحات كانت محاولة من الإدارة لتجنب المسؤولية ورفض مطالبهم.
وأشار الصحفيون في التحقيق إلى أن التغطية الإعلامية لحرب غزة كانت تميل إلى تقليل أهمية معاناة الفلسطينيين، وتعزيز الرواية الإسرائيلية، في تناقض مع معايير النزاهة التي تتبناها الهيئة. وزعم البعض أن الخلل في التغطية كان نتيجة لتأثير بيرغ، الذي اعتُبر مسؤولاً عن التأثير الكبير في شكل ومحتوى التقارير المتعلقة بإسرائيل وفلسطين.
علاوة على ذلك، أشار التحقيق إلى أن مشاعر الغضب بين الصحفيين في BBC كانت في تزايد مستمر، لدرجة أن أكثر من 100 موظف وقّعوا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي رسالة احتجاج ضد ما وصفوه بعدم التزام الهيئة معايير الحياد والإنصاف في تغطية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. هذه الرسالة، التي تطالب بإصلاحات جوهرية في التغطية، تجاهلتها الإدارة.
ورغم أن BBC تمثل مصدراً رئيسياً للأخبار في المملكة المتحدة والعالم، فإن التحقيق يبرز تزايد القلق داخل الهيئة بشأن كيفية تأثير تحيز التغطية في مصداقيتها، خصوصاً في ظل التأثير الكبير الذي تمارسه في تشكيل الرأي العام.
