أردوغان: العالم يتابع على الهواء مباشرة وحشية مصاص الدماء المعتوه المدعو نتنياهو / صورة: AA (AA)
تابعنا

وقال أردوغان، في كلمة له أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، في العاصمة التركية أنقرة، اليوم الأربعاء، للولايات المتحدة ودول أوروبية: "أيديكم ملطخة بهذه الدماء (في غزة)، التزمتم الصمت فأصبحتم شركاء في مص الدماء الذي تمارسه إسرائيل".

وأكد أنه "لا يوجد معتقد يبرر قتل المدنيين الأبرياء حرقاً في الخيام، والعالم يتابع بشكل مباشر وحشية مصاص الدماء المدعو نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي)"، مضيفاً: "لا يمكن لأحد من أوروبا أن يتشدّق ويتحدّث لنا عن حقوق الإنسان وحقوق الصحافة وحقوق الأطفال، فبينما قتلت إسرائيل في غزة الإنسانية، قتلت في أوروبا قيمها وداست على كل المبادئ التي كانت سبباً لوجودها".

ولفت أردوغان إلى أن اعتراف إسبانيا وأيرلندا والنرويج بدولة فلسطين يشكّل بارقة أمل في هذا المشهد المظلم، وتابع: "أشكر هذا الموقف الإنساني الشجاع، واليوم 147 دولة، أي ثلاثة أرباع الدول الأعضاء بمجلس الأمن، تعترف بفلسطين، وقرار هذه الدول يجب ألا يُترَك لـ5 دول فقط (الأعضاء الدائمين بمجلس)".

وواصل: "ناهيك بوقف الإبادة، لم تتمكن الأمم المتحدة حتى من حماية موظفيها أو العاملين الإغاثيين، فقد ماتت الأمم المتحدة مع روحها في غزة، وليس الإنسانية فحسب".

وخاطب أردوغان العالم الإسلامي قائلاً: "ماذا تنتظرون لتتخذوا قراراً مشتركاً؟! نعوش الشهداء في غزة تلهو بها الكلاب، والإرهابيون الإسرائيليون يدخلون بيوت المسلمين وينتهكون حرماتهم، وأطفال المسلمين تُقطع رؤوسهم، والناس يُحرَقون في الخيام".

واستطرد مخاطباً المجتمع الدولي: "دعكم من وقف المجازر، انظروا إلى الأمم المتحدة التي لا تستطيع حماية موظفيها في غزة".

وقال أردوغان مخاطباً إسرائيل: "ماذا فعل لكم 15 ألف طفل بريء كي تقتلوهم؟ أما بقيت فيكم ذرة من إنسانية؟ ماذا يعني أن تقطعوا رؤوس أطفال أبرياء؟ لا يمكن تبرير ذلك. العالم كله يقف موقف المتفرج على المجنون نتنياهو، وأيادٍ أمريكية ملطخة بدماء الفلسطينيين في رفح بالضبط كأيادي الإسرائيليين".

ولفت الرئيس التركي إلى أن "إسرائيل تحاول الضغط على محكمة العدل الدولية والقضاة، لذا يجب منعها من القضاء على آخر ذرة من الإيمان بتجلي العدالة"، وقال إن "الشباب بدؤوا يرون مدى انحراف الصهيونية وتنكرها للقانون وآمل أن تنشئ هذه الثورة عالماً خالياً من انحرافات الصهيونية".

وأوضح أنه "بتحالف البشرية يجب أن تتوقف هذه الإبادة والوحشية والهمجية على الفور قبل أن يخرج نتنياهو وشبكة الإجرام التابعة له عن السيطرة تماماً"، مشدداً على أنه "لن توجد دولة آمنة، بما فيها تركيا، ما لم تكن إسرائيل خاضعة لرقابة القانون الدولي".

سلسلة مجازر

ومنذ مساء الأحد الماضي، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة مجازر ضد النازحين في خيام بمناطق غرب رفح زعم سابقاً أنها "آمنة"، وذلك رغم صدور أمر من محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم البري على رفح فوراً.

وأسفرت هذه المجازر عن استشهاد 72 فلسطينيّاً، وفق وزارة الصحة بغزة، و200 شهيد، حسب مسؤولة أممية، ويعود التباين في الحصيلة إلى خروج مستشفيات رفح عن الخدمة ووجود إصابات حرجة كثيرة دون تدخل طبي.

وأمس الثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة خروج جميع مستشفيات رفح من الخدمة، باستثناء مستشفى واحد متخصص بالولادة، جراء عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي في المدينة.

ومنذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول عمد جيش الاحتلال إلى استهداف المستشفيات والمنظومة الصحية عامة، وأخرج مستشفيات كثيرة من الخدمة، ما عرض حياة المرضى والجرحى للخطر، حسب بيانات فلسطينية وأممية.

وخلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 117 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وللعام الثامن عشر، تُحاصر إسرائيل قطاع غزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم نحو 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً