تدعم الولايات المتحدة الأمريكية تنظيم YPG الإرهابي، الذراع السورية لتنظيم PKK الإرهابي، منذ سنوات، وتستخدم ذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي لتوفير التدريب والدعم اللوجستي وكذلك شاحنات الأسلحة والمعدات العسكرية، فيما تقدّم أوروبا من ناحية أخرى التسهيلات لعمل التنظيم الإرهابي في أراضيها.
وفي الوقت الذي تعمل فيه تركيا على محاربة تنظيم PKK الإرهابي بكل صرامة، فإن الغرب مستمرّ في اتباع سياسة الكيل بمكيالين في موضوع محاربة الإرهاب وتصنيفه.
وعلى الرغم من الاعتراضات التركية المتواصلة فإن الولايات المتحدة تدافع عن دعمها تنظيم YPG الإرهابي، الذراع السورية لتنظيم PKK الذي تصنفه واشنطن تنظيماً إرهابياً، في حين أن التقارير الاستخباراتية وتصريحات مسؤولين الأمريكيين تفيد بأن YPG مرتبط بشكل كامل بتنظيم PKK الإرهابي.
وكانت التصريحات التي أدلى بها المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا جيمس جيفري واضحة عام 2018، عندما أكد أن العلاقة بين YPG وPKK الإرهابي واضحة وجلية وهي تشكّل مشكلة أيضاً لواشنطن نفسها حسب قوله. في الوقت الذي أكّد فيه تقرير الاستخبارت الوطني الأمريكي أن "YPGهي مليشيات لتنظيم PKK في سوريا".
أما الدول الأوربية فتتيح للتنظيم الإرهابي قاعدة عمل لوجستي واسعة دون أي معيق، خصوصاً في موضوع تمويل نشاطات التنظيم والدعاية له وتجنيد العناصر الإرهابية في صفوفه، رغم أن الاتحاد الأوروبي ودوله تصنّف PKK تنظيماً إرهابياً.
أوروبا.. قاعدة استراتيجية للتنظيم الإرهابي
في الناحية الأخرى لا يبدو أن الوضع يختلف كثيراً في أوروبا من حيث تعاملها مع التنظيم الإرهابي المسؤول عن مقتل عشرات آلاف الأبرياء في تركيا وسوريا والعراق. فعلى الرغم من تصنيفه على قوائم الإرهاب منذ تسعينيات القرن الماضي، فإن السلطات في الدول الأوروبية تسمح للتنظيم بالعمل في أراضيه بكل أريحية.
وقال جهاز الشرطة الأوروبي في تقريرَي 2018 و2019 إن تنظيم PKK الإرهابي يستخدم الأراضي الأوروبية قاعدة لوجستية لجمع الأموال وتجنيد العناصر وتسهيل وصول السلاح. وأشار إلى نشاطات التنظيم المتعلق بجمع رسوم العضوية وتسهيل تهريب البشر وتجارة المخدرات.
وأشار تقرير الشرطة الأوروبية عام 2015 إلى أن لتنظيم PKK الإرهابي معسكرات تدريب وتجنيد في بلجيكا، وأشار تقرير آخر عام 2017 إلى وجود معسكرات للتنظيم في جبال الألب بسويسرا.
ويعمل البرلمان الأوروبي في كل عام على دعوة عناصر وقيادات في تنظيم PKK الإرهابي مطلوبين على القوائم الحمراء، لحضور اجتماعاته وتقديم محاصرات وخطابات، حتى وصل الأمر إلى حد تنظيم معرض صور على هامش الاجتماعات يروّج للتنظيم الإرهابي وقياداته.
فرنسا.. دعم علني
أما على مستوى الدول فتمثل فرنسا الوجه المتقدم لدعم التنظيم الإرهابي، إذ استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العناصر الإرهابية في قصره، في الوقت الذي لم تتوقف فيه الإدارة الفرنسية عن تسهيل وصول السلاح وتقديم التدريب العسكري، حتى وصل الأمر إلى إنشاء شركة "لافارج" الفرنسية شبكة الأنفاق التي يتحصن بها تنظيم YPG الإرهابي في شمالي سوريا.
وكانت فرنسا من الدول الأكثر انزعاجاً من فشل خطة إقامة ممر إرهابي يقسم سوريا ويكون شوكة في خاصرة الأمن القومي التركي، إذ كانت باريس من أبرز الدول الداعمة لهذا المشروع والمعترضة على العمليات التركية ضد التنظيم الإرهابي.
ألمانيا.. مساحة كبيرة للعمل
يجد تنظيم PKK الإرهابي مساحة واسعة للعمل على الأراضي الألمانية رغم تصنيف السلطات في برلين له منذ عام 1993 تنظيماً إرهابياً، حيث تنظّم المؤسسات التابعة للتنظيم بشكل كبير وتنجح دوماً في تغيير أسمائها وتنويع نشاطاتها للتهرب من القانون، وتقدم مساهمات كبيرة للتنظيم من ناحية الدعم المالي والدعائي وتجنيد العناصر الجديدة.
ويعتمد التنظيم على عدد من المصادر لتمويل نشاطاته الإرهابية وعلى رأسها المخدرات وتهريب البشر والسجائر وتجارة السلاح وجمع الاشتراكات بالقوة من عناصر التنظيم وداعميه. وقال تقرير للاستخبارات الألمانية عام 2018 إن التنظيم جمع 25 مليون يورو في الدول الأوروبية.
أما اليونان فإنها تُعتبر مركز "الترانزيت" للتنظيم الإرهابي لتنسيق نشاطات العناصر وتسهيل تنقلهم، إلى جانب كونها موقعاً مهماً في موضوع التدريب والسماح بإنشاء المعسكرات. كما يعمل التنظيم على استخدام الأراضي اليونانية لتهريب البشر وجمع الأموال من وراء هذه التجارة التي راجت في السنوات الأخيرة.