تابعنا
بعد تهديد حركة حماس على لسان أحد أبرز قيادييها يحيى السنوار، لإسرائيل بحرق الأرض فوق رأسها إن عادت إلى الاعتداء على المسجد الأقصى، تلغي السلطات الإسرائيلية يوم الاثنين 7 يونيو/حزيران الجاري مسيرة الأعلام بمدينة القدس بعد أن كانت قد وافقت على تنظيمها.

تزامناً مع إحياء الذكرى 54 لاحتلال القدس الشرقية سنة 1967، ينظم القوميون اليهود مسيرة للأعلام عبر باب العمود أحد أبواب المسجد الأقصى يوم الخميس 10 مايو/أيار.

وبعد اجتماعه قرر المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) الإسرائيلي تأجيل موعد المسيرة إلى يوم الثلاثاء 15 مايو/أيار الجاري، على أن يجري تحديد مسار جديد للمسيرة.

السنوار يتحكم بأمورنا

لاقى قرار الكابينت ذلك موجة غضب من الناشطين اليهود واعتبروا القرار وصمة عار، وفي تغريدة له على حسابه على تويتر قال زعيم حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المشارك في تنظيم المسيرة: بينما نتجادل بشأن أي حكومة يجب تشكيلها، نرى أن (رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة) يحيى السنوار هو الذي يتحكم بأمورنا هنا، هذا خزي ووصمة عار.

واعتبر أن إسرائيل في حاجة لقيادة أقوى من الحالية، وأن المسألة مسألة وقت لتحقق ذلك.

وكانت قد اندلعت في وقت سابق مواجهات نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية بين مجموعة من الشباب اليهود رفعوا علم إسرائيل، فقامت الشرطة الإسرائيلية بالرد على ذلك بإطلاق قنابل صوتية وقنابل مسيلة للدموع أدت إلى مواجهة مع المتظاهرين وحدوث إصابات في صفوف الطرفين.

في الوقت ذاته نقلت وسائل إعلامية أنه بعد أن صدر قرار تأجيل مسيرة الأعلام اقتحم حوالي 72 مستوطناً باحات المسجد الأقصى وأدوا حركات استفزازية، تلا ذلك اعتقالات واسعة لمواطنين فلسطينيين واعتداء على آخرين من طرف المستوطنين الإسرائيليين.

هل يقطع نتنياهو الطريق أمام الحكومة المقبلة؟

من جانبها وجهت حركة المقاومة الإسلامية حماس تنبيهاً لقوات الاحتلال الإسرائيلي بالاستمرار بما أسمته بالعربدة وأعمال الاستفزاز والاعتداءات بالأقصى، وهددت بأنها ستقوم بالتصعيد ما إذا استمر ذلك.

وفي سياق متصل قال محمد حمادة، الناطق باسم حركة حماس في القدس، في بيان: "نحذر من مغبة الحماقة الجديدة التي ينوي الاحتلال تنفيذها في القدس، وذلك بالسماح من جديد لما تُسمى مسيرة الأعلام بالمرور عبر باب العمود".

وخوفاً من انفجار الأوضاع وزيادة حدة التوتر، قرر المسؤولون الأمنيون في إسرائيل تأجيل المسيرة، وفي هذا الإطار صرح مسؤول أمني إسرائيلي "أنه تحديداً عندما نتحدث عن القدس، كل حدث غير عادي يمكن أن يشعل الأرض ويقود إلى التصعيد في الضفة الغربية وكذلك في قطاع غزة".

وتعليقاً على قرار الإلغاء قال الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم: "إلغاء الاحتلال الإسرائيلي مسيرة الأعلام في القدس، تثبيت للمعادلة التي فرضتها المقاومة على الاحتلال بأن القدس والأقصى خط أحمر لا يمكن تجاوزه، ولإدراكه مدى خطورة تجاوز هذه الخطوط الحمراء وتبعات ذلك على الأرض".

ويصادف التاريخ المقرر لتنظيم المسيرة يوم الثلاثاء أي بعد أيام قليلة من تصويت الكنيست الإسرائيلي على الحكومة الجديدة يوم الأحد القادم، وهي الحكومة التي ستصدر قرارها إن حصلت على الثقة بالموافقة على تنظيم مسيرة القوميين اليهود أو عدمه، لتعتبر بذلك أحزاب إسرائيلية أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنامين نتنياهو يحاول الاستثمار في أعمال العنف في القدس لتحقيق مكاسب سياسية.

ويرى محللون أن نتنياهو يؤمن بفكرة تفجير الأوضاع في القدس ودفعها نحو مزيد من التوتر، قطعاً للطريق أمام التشكيل الحكومي الجديد.

فيما اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يصعد عدوانه على القدس لإنقاذ نفسه".

TRT عربي
الأكثر تداولاً