ففي الولايات المتحدة وصلت أسعار النفط، اليوم الاثنين، إلى أدنى مستوى لها خلال ثمانية أشهُر جراء مخاوف من تأثير التوتر في الشرق الأوسط -أكبر منتج للنفط الخام في العالم- في الإمدادات التي تصل إلى واشنطن. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت أربعة سنتات أو 0.1%، ووصلت إلى 76.77 دولار للبرميل. كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 13 سنتا، أو 0.2%، ووصلت إلى 73.39 دولار للبرميل.
وتسود حالة من القلق في واشنطن من حدوث ركود محتمل بسبب استمرار انخفاض أسعار النفط في عموم الولايات المتحدة وارتفاع معدل البطالة إلى 4.3%، وتباطأ نمو الوظائف أكثر من المتوقع في يوليو/تموز، إذ أشارت تقارير اقتصادية من الصين إلى ضعف نشاط الصناعات التحويلية الشهر الماضي في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا، وهو ما يزيد خطر ضعف التعافي الاقتصادي العالمي بما يؤثر في استهلاك النفط.
ولا تقتصر تداعيات هذه المخاوف على الولايات المتحدة، بل إنها وصلت إلى حد التأثير في بلدان أخرى، إذ انخفض مؤشر نيكي 225 للأسهم اليابانية بنحو 10%، اليوم الاثنين، إزاء عمليات بيع مكثفة بسبب أن الحالة التي وصل إليها الاقتصاد الأمريكي أسوأ مما كان متوقعاً. وانخفض مؤشر نيكي 3.12% إلى 34790.44 نقطة، ونزل المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 3.45% إلى 2450.11 نقطة.
جدير بالذكر أن "الاثنين الأسود" من شهر أكتوبر/تشرين الأول 1987 كان أكبر هبوط شهده نيكي في يوم واحد، إذ انخفض بواقع 3836 نقطة، أو 14.9%.
وفي بريطانيا تراجعت شركة سدارة، التي تتخذ من دبي مقراً لها، اليوم الاثنين، عن خطتها لشراء مجموعة جون وود البريطانية، وقد عزت ذلك إلى تنامي المخاطر الجيوسياسية وعدم الاستقرار في الأسواق المالية، فقد انخفضت أسهم المجموعة البريطانية المتخصصة في الأعمال الهندسية 37% إلى أدنى مستوى لها منذ ديسمبر/كانون الأول 2022.
وقدّمت سدارة في وقت سابق عرضاً إلى الشركة البريطانية، التي تتخذ من اسكتلندا مقراً لها، يتراوح بين 205 و230 بنساً للسهم، وهو عرض قالت إنه سيكون النهائي.
وفي أوروبا تراجعت الأسهم الأوروبية، اليوم الاثنين، إلى أدنى مستوياتها في نحو ستة أشهُر إزاء عمليات البيع العالمية المدفوعة بمخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي الأمريكي، إذ تراجع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 3.1% إلى 482.42 نقطة بحلول الساعة 07:11 بتوقيت غرينيتش، ليسجل أدنى مستوياته منذ 13 فبراير/شباط.
ومن المتوقع أن يسجل المؤشر أسوأ أداء يومي له منذ عامين ونصف، وذلك بعد أسوأ أداء أسبوعي له منذ ما يقرب من 10 أشهر، الجمعة الماضي، وانخفض إلى ما دون 500 نقطة للمرة الأولى منذ 15 أبريل/نيسان.
وكانت القطاعات المالية الأكثر تضرراً خلال جلسة التداول الخاصة بالبورصة الأوروبية اليوم. وخسر المؤشر الفرعي لأسهم البنوك 4.2%، كما تراجع المؤشر الفرعي لأسهم شركات الخدمات المالية 3.6% وهبط المؤشر الفرعي لقطاع التكنولوجيا 5%.
وفي الشرق الأوسط تراجعت أسهم البورصة في ظل التوتر الذي تشهده المنطقة بعد اغتيال إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، الذي جاء عقب مقتل القائد العسكري في حزب الله اللبناني فؤاد شكر في غارة إسرائيلية على بيروت.
وانخفض المؤشر السعودي 2.4% متأثراً بهبوط سهم مجموعة التيسير لتصنيع منتجات الألمنيوم 10% وتراجع سهم مصرف الراجحي 2.7%. ومن بين الخاسرين الآخرين أيضاً سهم عملاق النفط أرامكو السعودية الذي انخفض 1.3%.
وتراجع المؤشر القطري 0.7%، مع انخفاض سهم صناعات قطر 0.7%، كما أغلق مؤشر بورصة مسقط 30، منخفضاً 0.43%، وأغلقت بورصة الكويت تعاملاتها اليوم الاثنين على تراجع مؤشرها العام بنحو 2%، في حين نزل مؤشر السوق الرئيسي 1.14%.
وتأتي التقلبات الجارية في ظل ترقب إسرائيلي لردود فعل انتقامية من إيران وحزب الله وحماس على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران، الأربعاء، والقيادي العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر في بيروت، الثلاثاء.
وبينما تبنَّت تل أبيب اغتيال شكر، تلتزم الصمت حيال اتهام إيران وحماس لها باغتيال هنية، وإن ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مسؤولية بلاده عن قصف مقر إقامة هنية خلال زيارته طهران.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حرباً على قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 130 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود.
وللمطالبة بإنهاء هذه الحرب، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول قصفاً يومياً، خلّف مئات القتلى والجرحى، معظمهم في الجانب اللبناني.