"بايكار" التركية تحتفل بأول تحليق لمقاتلتها "بيرقدار قزل إلما" ("بايكار" التركية)
تابعنا

شركة "بايكار" التي تعد من الشركات الدفاعية الرائدة في تركيا تُنتج أنواعاً عدة من الطائرات من دون طيار، مثل "بيرقدار 2"، و"أكنجي"، والمُسيرة النفاثة "قزل إلما"، واستطاعت في السنوات الماضية تحقيق أرقام قياسية في صادراتها الدفاعية من هذه الأنظمة التي اختُبرت في ميادين المعركة في أكثر من مناسبة.

وتعتمد الشركة على عدد من المحركات التي يُصنع بعضها خارج تركيا وبعضها بقدرات محلية، وللأهمية البالغة للمحركات في الأنظمة المُسيرة، اتجهت الشركة إلى هذا المسار التطويري، لتستمر في عملية الوصول إلى حالة الاكتفاء الذاتي في تصنيع جميع مكونات النظام.

وأشار خلوق بيرقدار، في حديث له مع مؤسسة إعلامية تركية، في شهر يونيو/حزيران الماضي، إلى أن الشركة عندما بدأت العمل في مجال الصناعات الدفاعية فإنها ركزت "على أهم مجالات العمل، وهو نظام التحكم في الطيران والبرمجيات والإلكترونيات، واستوردنا محرك (Bayraktar TB2)، إذ كانت نسبة مساهمة المحرك في القيمة المضافة للمنتج العام لا تصل حتى إلى 1%. لذلك، لم نكن نرى أن المحرك جزء بالغ الأهمية".

مشكلات التوريد والتوفير

أظهرت الأزمات الأخيرة حجم التحديات التي تفرضها أي اختلالات -لأسباب سياسة أو تجارية- في سلاسل التوريد على عمليات الإنتاج، ما يجعل من توطين عملية التصنيع بكامل مراحلها ليست فقط ضرورة وطنية إنما ضرورة اقتصادية وحيوية للشركات الدفاعية التركية.

وفي هذا الإطار يشير الباحث في الشؤون الدفاعية أنيل شاهين، في حديث له مع TRT، إلى أن شركة "بايكار" من أكثر الشركات في العالم إنتاجاً وبيعاً للطائرات المُسيرة "فقد صدّرت حتى الآن المُسيرة (بيرقدار 2) إلى 33 دولة، والمُسيرة (أكنجي) إلى 10 دول، ونجحت في إنتاج أكثر من 700 نوع مختلف من الطائرات المُسيرة".

ويضيف شاهين أن "هذا التصدير يتطلب تزويداً كبيراً بالمحركات، خصوصاً بالنسبة إلى طائرة (بيرقدار 2)، سواء المنتج حديثاً منها أو للمُسيرات التي في الخدمة بعد انتهاء عمر المحركات الافتراضي". ويوضح شاهين أن شركة "بايكار" تستخدم الآن في مُسيراتها المحرك الكندي "Rotax 912"، الذي وفقاً لشاهين "يحتاج إلى استبدال بعد عدد معين من ساعات الطيران، ما يعني حاجة الشركة إلى نحو 200 محرك سنوياً فقط لطراز (بيرقدار 2)، وهو ما يكلفها نحو 6 ملايين دولار سنوياً".

واستطاعت الشركة في الفترة الأخيرة إنتاج نماذج محلية لمحركات الطائرات من دون طيار، فبعد استثمار 300 مليون دولار استطاعت الشركة إنتاج المحرك "BM-100" الذي بدأت الشركة إنتاجه بشكل واسع واستخدامه في عدد من المُسيرات التي تنتجها الشركة.

محرك لـ"أكنجي" و"قزل إلما"

وعلى خلاف المُسيرة "بيرقدار 2" فإن نظامي "أكنجي" و"قزل إلما" بحاجة إلى محركات أكبر وأقوى نتيجة الوظيفة التي تؤديها، وهذا ما يشير إليه شاهين، الذي يوضح أن "محرك (بيرقدار 2)، الذي يتمتع بمستوى تكنولوجي أقل، جرى تأميمه لأول مرة وجعله جاهزاً للإنتاج الضخم تحت اسم (BM-100)، وبعده سيجري تطوير المحركات المحلية للمُسيرتين (أكنجي) و(قزل إلما) من خلال استثمار 300 مليون دولار".

وسبق أن طوَّرت شركة "توساش" التركية المحرك "PD170" الذي يعمل بالديزل ويستخدم في عدد من المُسيرات التركية، مثل: "العنقاء" و"أكشنغور" و"بيرقدار3"، كما طوَّرت الشركة المحرك "PD222ST" الذي يعد أخف بخمسة كيلوغرامات وأقوى بـ55 حصاناً من المحرك المحلي "PD170".

وقال البروفيسور محمود فاروق أكشيت، رئيس مجلس إدارة شركة "توساش"، إن المحرك "PD222ST" صُمم وأُنتج بأيدي مهندسين وفنيين أتراك، طوَّروه بشكل يجعله قادراً على العمل بسهولة في ارتفاعات تصل إلى 40 ألف قدم، مع استهلاك أقل كمية من الوقود، ما يجعله الأول في فئته، إذ إن المحركات المنافسة تعمل عادةً على ارتفاع 25 ألف قدم.

وتابع: "في هذا المحرك ركزنا أكثر على قوة الإقلاع، فنحن نرغب في تزويد المُسيرة التركية (بيرقدار تي بي 3) بهذا المحرك لتكون قادرة على الإقلاع وهي محملة بالذخيرة من مدرج قصير على ظهر السفينة المحلية (TCG Anadolu)".

وفي حين تحتاج المُسيرات السابقة وعلى رأسها "أكنجي" إلى محركات "مروحية" فإن المُسيرة "قزل إلما" تحتاج إلى محرك "نفاث"، ما يجعل من الضروري تطوير المحركات بناءً على هذه الاحتياجات، وفق ما أشار إليه شاهين، الذي أكد أن جزءاً من محركات المُسيرات التركية الحالية جرى تطويره بمساعدة شركات أوكرانية.

وتسعى شركة بايكار إلى تطوير نماذجها الخاصة المتسقة أكثر مع معايير الناتو، على خلاف الشركات الأوكرانية التي تُنتج وفق معايير سوفييتية. ويضيف شاهين أن مساعي بايكار من الممكن أن تفتح المجال أمام التصدير لاحقاً إلى دول مختلفة.

وتتصدر بايكار شركات الصناعات الدفاعية الأكثر تصديراً في تركيا طيلة السنوات الأربع الأخيرة، وتأتي 95% من عائدات الشركة من الصادرات. وخلال معرض "ساها إكسبو 2024" الأخير، لاقت منتجات الشركة اهتماماً بالغاً، وتقدم عدد من الدول بطلبات شراء للمقاتلة المُسيرة المحلية "قزل إلما" على الرغم من عدم بدء إنتاجها المتسلسل بعد، وفق ما قاله خلوق بيرقدار، مدير عام الشركة، الذي أكد عزمهم على بدء الإنتاج المتسلسل من المُسيرة العام المقبل.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً