ونقلت الصحيفة عن خمسة أشخاص حضروا المناقشة، التي لم تجرِ على العلن، بين أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين -جميعهم من كبار أعضاء اللجان القوية- حول كيفية استخدام نفوذهم الجماعي لإقناع بايدن بأنه "ليس لديه فرصة كبيرة لهزيمة خصمه المرشح الجمهوري دونالد ترمب"، نظراً لفشله في المناظرة الأولى، ووسط مخاوف متزايدة بشأن عمره وقدرته على الفوز بإعادة انتخابه.
وكان الإجماع خلال الجلسة التي عقدها حكيم جيفريز، النائب الديمقراطي عن نيويورك وزعيم الأقلية في مجلس النواب الأمريكي، على أن تغيير بايدن ضروري للحفاظ على فرص الحزب في الفوز بسباق البيت الأبيض والانتصار في المعركة، حسب ما نقلته الصحيفة.
محاولة "جس نبض"
من جهتها نقلت شبكة CNN الأمريكية أن جيفريز أجرى الجلسة لـ"جس نبض" كبار الأعضاء والقادة قبل عودتهم إلى مبنى الكابيتول في واشنطن هذا الأسبوع.
وجاء في تقرير للشبكة حول هذا الأمر أنه "ساد قلق عميق بشأن الضرر المحتمل الذي قد يلحق بالحملة الديمقراطية، وكيف يهدد فرص الحزب في استعادة الأغلبية في مجلس النواب"، بينما قال مصدر كان حاضراً في المناقشة للشبكة إن جيفريز لم يشارك زملاءه موقفه بشأن مسألة ما إذا كان يجب على بايدن مواصلة الترشح لإعادة انتخابه.
وكان عدد المشرّعين الذين قالوا صراحة إن بايدن لا ينبغي أن يكون مرشحاً، أكبر من عدد الذين دافعوا عن بقائه، بحسب أحد المصادر، ومن بين الذين عارضوا استمرار بايدن مرشحاً، النواب: مارك تاكانو وآدم سميث وجيم هايمز وجو موريل وجيري نادلر وسوزان وايلد، بحسب ثلاثة مصادر.
وقال أحد المصادر إن أحد المخاوف التي عُبّر عنها خلال المناقشة التي استمرت ساعتين تقريباً هو أن الديمقراطيين سيفقدون فرصتهم في استعادة الأغلبية في مجلس النواب إذا كان بايدن هو المرشح، مضيفاً أن"المُسلّم به عموماً أن المرشح البديل، يجب أن يكون نائب الرئيس كامالا هاريس".
بينما نقلت "نيويورك تايمز" أن النائب جيم هايمز من ولاية كونيتيكت، وهو ديمقراطي بارز في لجنة الاستخبارات أعرب عن عدم اليقين بشأن مسار بايدن في الانتخابات، بينما قالت النائبة سوزان وايلد من ولاية بنسلفانيا، والعضو البارز في لجنة الأخلاقيات، في بيان عقب الجلسة إنها "أعربت عن المخاوف نفسها التي يتصارع معها الأمريكيون في جميع أنحاء البلاد، بشأن إمكانية انتخاب الرئيس بايدن"، مضيفة أن "العملية الصعبة" التي يمر بها الديمقراطيون لتحديد أفضل مسار للمضي قدماً يجب أن تجرِ بطريقة سرية.
وكان لويد دوجيت، عضو مجلس النواب الأمريكي من تكساس، أول عضو ديمقراطي في الكونغرس يدعو بايدن إلى التنحي، وسبق أن قال في بيان: "واصل الرئيس بايدن الركض بشكل كبير خلف أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين في الولايات الرئيسية، وفي معظم استطلاعات الرأي كان متأخراً عن دونالد ترمب"، وأضاف: "كنت آمل أن توفر المناظرة بعض الزخم لتغيير ذلك، لكن الأمر لم يحدث".
من ناحية أخرى، رفض العديد من المشاركين في الاجتماع التعليق على المناقشة السرية، وأصدر أحد الحاضرين، النائب دون بيير من فرجينيا، بياناً بعد ذلك أعلن فيه: "أنا أدعم الرئيس بايدن". بينما وصف النائب ريتشارد إي. نيل من ماساتشوستس، وهو النائب الديمقراطي الأول في لجنة الطرق والوسائل، بايدن بأنه "زعيم ثاقب البصيرة" على وسائل التواصل الاجتماعي، مضيفاً: "دعونا نستمر في ذلك".
كامالا هاريس إلى الواجهة
وأمس (الأحد) قال النائب الديمقراطي الأمريكي، آدم شيف، لشبكة NBC News إن "نائبة الرئيس كامالا هاريس يمكن أن تفوز بأغلبية ساحقة إذا ترشحت ضد ترمب، لكن الرئيس جو بايدن يحتاج إلى اتخاذ قرار بشأن ترشيحه".
وأضاف: "إما أن يفوز (بايدن) بأغلبية ساحقة، وإما أن عليه أن يمرر الشعلة إلى شخص قادر على ذلك".
ويقول كبار الديمقراطيين إن نائبته هاريس ستكون الخليفة الطبيعية للرئيس جو بايدن إذا رضخ للضغوط المتزايدة، وتنحى عن منصب المرشح الديمقراطي في انتخابات عام 2024.
وحسب مراقبون، فهاريس تثير قلق المانحين الجمهوريين، ويحظى اسمها بشهرة كبيرة، وقد بدأ كبار الشخصيات في الحزب الديمقراطي يصطفون خلفها.
لكن في الوقت نفسه تتساءل فئة من المانحين للحزب والناشطون والمسؤولون ما إن لدى هاريس فرصة أفضل من بايدن للتغلب على ترمب، وفق وكالة رويترز.
هاريس البالغة من العمر (59 عاماً) كانت عضو مجلس الشيوخ الأمريكي سابقاً والمدعية العامة السابق لولاية كاليفورنيا، وستكون أول امرأة تتولى رئاسة الولايات المتحدة إذا أصبحت مرشحة الحزب، وفازت في انتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني القادم، وهي أول شخص أمريكي من أصل إفريقي وآسيوي يشغل منصب نائب الرئيس.
وحسب "رويترز"، شهدت فترة عملها في البيت الأبيض التي استمرت 3 سنوات ونصف السنة بداية باهتة وتناوب الموظفين ومحافظ سياسية أولية شملت الهجرة من أمريكا الوسطى لم تسفر عن نجاحات كبيرة.
وحتى العام الماضي، شعر الكثيرون داخل البيت الأبيض وفريق حملة بايدن بالقلق بشكل خاص من أن هاريس ستكون "عبئاً على الحملة، وأشار مسؤولون ديمقراطيون إلى أن "الوضع تغير بشكل ملحوظ منذ ذلك الحين، حيث اتخذت موقفاً واضحاً بشأن حق الإجهاض وجذبت الناخبين الشباب".
وأخبرت حملة بايدن وكالة رويترز أن "هاريس فخورة بكونها شريكة له في السباق، وتتطلع لخدمته إلى جانبه لأربع سنوات أخرى".
وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن أداء هاريس يمكن أن يكون أفضل من بايدن ضد ترمب، المرشح الجمهوري، على الرغم من أنها ستواجه منافسة متقاربة.
وأظهر استطلاع أجرته شبكة "CNN" في 2 يوليو/تموز الجاري أن الناخبين يفضلون ترمب على بايدن بست نقاط مئوية، أو 49% مقابل 43%. كما تأخرت هاريس عن ترمب بنسبة 47% مقابل 45%.
في حين وجد الاستطلاع أيضاً أن المستقلين يدعمون هاريس بنسبة 43% -40% على ترمب، ويفضلها الناخبون المعتدلون من كلا الحزبين بنسبة 51-39%.
ويجري أخذ هاريس على المحمل الجاد بشكل أكبر من الجمهوريين، وقال اثنان من المتبرعين لـ"رويترز" إنهما يفضلان أن يواجه ترمب بايدن بدلاً منها.
وقالت بولين لي، وهي إحدى جامعات التبرعات لترمب في نيفادا بعد مناظرة 27 يونيو/حزيران الماضي، "أفضل أن يبقى بايدن في منصبه"، بدلاً من أن تحل هاريس محله، وقالت إنها تعتقد أن بايدن أثبت أنه "غير كفء".
بايدن يتمسك بموقفه
وكان بايدن تشبث بموقفه حول خوض الانتخابات قائلاً في مقابلة له مع شبكة ABC الأمريكية إنه "لن ينسحب إلا إذا أمره الرب بذلك". ومقراً في الوقت نفسه بأدائه السيئ في مناظرته الأولى أمام ترمب.
وأمس الأحد عاد بايدن إلى مسار حملته، إذ توجه إلى كنيسة ماونت إري في فيلادلفيا، ليتحدث خلال قدّاس في كنيسة للسود إلى جانب مشاركته لاحقاً في لقاء نقابيين ومؤيّدين له في هاريسبرغ.
وقال بايدن في ملاحظات مقتضبة: "لدي خبرة كبيرة، وما من أحد منا بكامل"، مؤكداً: "يجب أن نوحد البلاد مجدداً، هذا هدفي وهذا ما سنحققه".