و"إنفيديا" من أكبر شركات التكنولوجيا الرائدة في العالم الداعمة لإسرائيل، ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي تبرعت لتل أبيب بملايين الدولارات في حربه على قطاع غزة، كما تمتلك في إسرائيل ثاني أكبر مركز تطوير لها خارج الولايات المتحدة.
وتشمل قطاعات الشركة، التي يقع مقرها في سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة، الحوسبة والشبكات والرسومات، كما تختص بإنتاج الشرائح الإلكترونية ومعالجات الرسومات (GPU) التي تُستخدم في قطاع الذكاء الصناعي، وأنظمة ألعاب الفيديو المتطورة.
وارتفع سهم الشركة بنسبة 147% تقريباً هذا العام، مضيفة نحو 1.8 تريليون دولار مع الارتفاع الكبير في الطلب على رقائقها المستخدَمة لتشغيل تطبيقات الذكاء الصناعي، إذ تشغِّل مُنتَجاتِ الذكاء الصناعي مثل ChatGPT حواسيبُ كبيرة تعمل من خلال رقائق متخصصة تسمى وحدات معالجة الرسومات (GPUs)، و"إنفيديا" تمتلك حصة 95% من سوقها.
ومنذ مطلع 2024، ارتفعت أسهم الشركة بنحو 147 بالمئة، مضيفة نحو 1.8 تريليون دولار مع ارتفاع الطلب الشديد على رقائقها المستخدمة لتشغيل مهامّ الذكاء الصناعي.
والأربعاء قال الرئيس التنفيذي للشركة جينسن هوانغ في كلمة، إن الشركة تخطِّط لتحديث ما يسمى "مسرعات الذكاء الصناعي" كل عام، وهو ما دفع السهم إلى الصعود.
استثمارات ضخمة في إسرائيل ودعم خلال الحرب
تمتلك شركة التكنولوجيا العملاقة "إنفيديا" 13% من قوتها العاملة العالمية في إسرائيل، وفق تقرير لموقع "جلوبس" الإسرائيلي المختص في القضايا الاقتصادية الإسرائيلية وعالم الأعمال.
وزعم الموقع أن "طريق الشركة إلى النجاح يمر عبر إسرائيل" حيث ثاني أكبر مركز تطوير للشركة خارج الولايات المتحدة.
وتعمل الشركة في إسرائيل منذ عام 2016، ولديها 3300 موظف، كما نمت القوى العاملة الإسرائيلية في الشركة بنسبة 50% في السنوات الأربع الماضية.
وفي 29 من مايو/أيار من عام 2023 أعلنت الشركة عن بناء أقوى كمبيوتر عملاق يعمل بالذكاء الصناعي في إسرائيل لتلبية طلب العملاء المتزايد على تطبيقات الذكاء الصناعي، وأضافت أن النظام سيكلف بناؤه مئات ملايين الدولارات، ويُسمَّى "إسرائيل-1" (Israel-1).
وقال جلعاد شاينر، نائب الرئيس الأول في شركة إنفيديا، إن إنفيديا عملت مع 800 شركة ناشئة في إسرائيل وعشرات آلاف مهندسي البرمجيات.
وفي مارس/آذار الماضي صرّح الرئيس التنفيذي للشركة جنسن هوانغ بأن "إسرائيل أحد أكبر مقرات إنفيديا من حيث عدد العاملين، كما أنها موطن بعض مهندسي الشركة الأكثر موهبة".
وأكّد أن شركته ستواصل الاستثمار بكثافة في إسرائيل، المنطقة التي عدّها "مهمة جدّاً" له.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي تبرعت إنفيديا وموظفوها بـ15 مليون دولار لمنظمات إسرائيلية وأجنبية لدعم إسرائيل في حربها على قطاع غزة.
وقالت وكالة رويترز إن آلاف الموظفين من أكثر من 30 دولة تبرعوا بما مجموعه 5 ملايين دولار لدعم إسرائيل، وهو ما ضاعفته الشركة إلى 10 ملايين دولار، "في إطار برنامج خاصّ لمساعدة المتضررين من الحرب"، وتُعتبر تلك التبرعات أكبر حملة قدمتها الشركة في تاريخها البالغ 30 عاماً.
وقالت إنفيديا أيضاً إنها تبرعت بمئات أجهزة الكمبيوتر للعائلات التي أُجلِيَت من شمال وجنوب إسرائيل، وقدّمت آلاف الوجبات.
كيف تتعامل حركات المقاطعة الفلسطينية مع عمالقة التكنولوجيا؟
يقول محمود النواجعة، المنسق العامّ لحركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS)، إن حركة المقاطعة تنشط في مجال مقاطعة الشركات التكنولوجية الكبرى وتعمل على الضغط باتجاه مقاطعة جميع الشركات التكنولوجية الإسرائيلية، بالإضافة إلى الشركات الدولية المتورطة بشدة في حرب الإبادة.
ويوضح النواجعة لـTRT عربي، إن هناك حملة لمقاطعة شركتَي غوغل وأمازون بسبب مشروع "نيمبوس" الذي يهدف إلى تزويد الحكومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي بخدمات الحوسبة السحابية والذكاء الصناعي بقيمة 1.2 مليار دولار.
ويضيف: "لكن هذه الحملة تأخذ منحنيات تصعيدية وفي نفس الوقت مختلفة عن المقاطعة على المستوى الشعبي، فالضغط يأتي داخليّاً ضد هذه الشركات، وحملات لمقاطعة شركات تكنولوجية على مستوى العالم مثل Intel التي أعلنت عن استثمار بقيمة 35 مليون دولار لدى الاحتلال، وهو يأتي من أجل حماية حكومة أقصى اليمين المتطرفة وحماية نتنياهو نفسه".
أما "إنفيديا"، فيشير إلى وجود نقاش لدى حركة المقاطعة حول إمكانية إطلاق حملة واسعة لمقاطعة الشركة، لا سيما أنها سابقاً اشترت شركة "ميلانوكس" الإسرائيلية التي كان الاحتلال أكبر زبائنها، فضلاً عن تبرُّعها بمبلغ ضخم للاحتلال، "وهذا يؤكد أن لديها توجهات تورُّطية تواطئية مع جريمة الإبادة التي تحدث ضد شعبنا الفلسطيني"، وفق تعبيره.
وأكّد النواجعة أن "مقاطعة إنفيديا على المستوى الشعبي ضرورة، والآن نعمل على أن تكون حملة أكثر استراتيجية لمقاطعتها وزيادة الضغط على الشركة".
ويوضح أن لدى حركة المقاطعة مجموعة مبادئ تحكم عملها، مثل "مقدار تورُّط هذه الشركة وإمكانية بناء تحالفات واسعة، أي أن يكون بإمكان الأشخاص المقاطعة مع وجود بدائل. وأخيراً إمكانية النجاح، إذ إن الحملات لا تنجح بالضرورة، وهذا إهدار للموارد بشريّاً، وموارد الحملات والإمكانيات المالية لدى حركة المقاطعة وشركائها حول العالم".
وحركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها BDS هي حركة فلسطينية المنشأ امتدَّت إلى العالمية، تسعى لمقاطعة إسرائيل وقف التعامل معها، ومقاطعة الشركات الإسرائيلية والدولية المتواطئة في انتهاكاتها لحقوق الفلسطينيين.