يعتبر عيد الفطر من أهم الأعياد الدينية في العالم الإسلامي، ويُحتفل به في جميع الدول الإسلامية، بما في ذلك تركيا والدول العربية. وعلى الرغم من الاختلاف في تحديد أول أيام العيد في بعض الدول، فإن العيد ومراسم الاحتفال به يمتاز بعادات مميزة ومتشابهة في العالم الإسلامي، ويمكن القول إن هذه العادات تعكس التقاليد التي يتبعها المسلمون.
ويُعدُّ عيد الفطر فرصةً للاجتماع مع العائلة والأصدقاء ومشاركتهم الأفراح والسعادة. ولكن ما العادات المميزة التي تُتبع في هذا العيد وكيف يستقبل العرب والأتراك عيد الفطر المبارك؟
على الرغم من اختلاف طقوس الاحتفال بالعيد بين تركيا والدول العربية، فإن عديداً من نقاط التشابه يعبر جميعها عن الروح الإسلامية والتعاون والتضامن. بشكل عام، يستقبل العرب والأتراك عيد الفطر بالفرحة والبهجة والتضامن، ويتبعون عديداً من العادات والتقاليد المميزة التي تعبر عن فرحتهم وسعادتهم في هذا اليوم المميز. إليكم في هذا التقرير أبرز نقاط التشابه والاختلاف..
أبرز العادات التركية
يستعد الأتراك لاستقبال عيد الفطر قبل أيام من حضوره، إذ يشترون الألبسة الجديدة والحلويات مثل الحلقوم والبقلاوة والشوكولاتة. كما تجري السيدات حملة تنظيف واسعة للمنازل ومن ثم تزينها على أكمل وجه لاستقبال العائلة والزائرين.
فيما يبدأ الأتراك أول أيام العيد بإقامة صلاة العيد في المساجد الكبيرة والتاريخية، مثل جامع السلطان أحمد ومسجد آيا صوفيا في مدينة إسطنبول. بعد الانتهاء من الصلاة يجتمع المصلون في ساحة المسجد من أجل تبادل التهاني والتبريكات بحلول العيد.
ومن أبرز العادات التركية في عيد الفطر هي عندما يقدم أئمة المساجد هدايا للأطفال الذين صاموا للمرة الأولى، وذلك بغية تشجيعهم وتحفيزهم على الصوم في الأعوام القادمة.
عقب الانتهاء من صلاة العيد، يذهب الصغار لتقبيل يد الكبار وتهنئتهم بالعيد. وبعد أخذ عيديتهم من الأهل والأقارب يذهب الأطفال وهم مرتدون ألبستهم وأحذيتهم الجديدة إلى الحدائق والمنتزهات حيث تنصب بعض البلديات التركية خياماً لتقديم عروض ترفيهية للأطفال، بخاصة عرض الدُمى المتحركة.
وتمتد زيارات العيد لليومين الثاني والثالث لتشمل الأقارب والأصدقاء، كما يسافر آخرون إلى قراهم ومدنهم لزيارة الأقارب والأصدقاء.
تشابه العادات العربية والتركية
على الرغم من بعض الاختلافات الثقافية بينهم، يتشابه العرب والأتراك في عديد من العادات لاستقبال عيد الفطر، من أبرزها:
صلاة العيد: تعتبر صلاة العيد من أبرز الطقوس التي يمارسها العرب والأتراك في أول أيام العيد، إذ يذهبون إلى المساجد من أجل الصلاة وتبادل التهاني والتبريكات.
زيارة القبور: الأتراك والعرب في بعض الدول العربية، مثل مصر وبلاد الشام، يزورون قبور الأقارب والأصدقاء المتوفين.
تحضير أكلات وحلويات خاصة بالعيد: يُعدُّ الطعام من العادات الأساسية في عيد الفطر، إذ يُفضَّل تحضير وجبات خاصة ولذيذة لهذا اليوم. يحضّر الأتراك والعرب، كل حسب مطبخه، الأطعمة والحلويات التي تطبخ خصوصاً بأفضل الطرق والوصفات المميزة لمثل هذه المناسبة.
تبادل التهاني والمعايدات والزيارات: بعد الانتهاء من صلاة العيد، يحرص العرب والأتراك على زيارة الأهل وتبادل التهاني والزيارات. وتتسلسل الزيارات من الأكبر إلى الأصغر فالأصغر، ويتبادل الزوار الطعام والحلويات.
ملابس جديدة: يستقبل المسلمون، وبالأخص الأطفال، عيد الفطر بشراء ملابس وأحذية جديدة للظهور بأبهى حلة.
العيدية والترفيه: يحصل الأطفال على العيدية من أهلهم وأقاربهم الأكبر منهم، فيما تحرص العائلات على الذهاب إلى أماكن التنزه والترفيه خلال أيام العيد للاستمتاع بالوقت مع الأصدقاء والعائلة.
اختلافات بسيطة
أبرز نقاط الاختلاف بين الأتراك والعرب تتمثل في الأكلات التي تُحضّر في عيد الفطر. ففيما يفضل الأتراك تحضير الفطور التقليدي في أول أيام العيد أو الخروج للإفطار خارج المنزل في مطعم أو متنزه، وعادة يكون الطعام خفيفاً، مقارنة بالطعام العربي الذي يكون عبارة عن وجبة دسمة مثل الحمص والفول والفلافل، وفي بعض الدول الفسيخ والرنجة أو حتى الكبدة واللحوم أو ما يعرف باسم "المعلاق".
الحلويات أيضاً مختلفة، فيما يفضل الأتراك شراء الحلويات المتنوعة، بما في ذلك الحلقوم والبقلاوة والشوكولاتة، جاهزة من محلات الحلويات، يحضّر معظم الشعوب العربية حلويات العيد في المنزل مثل الكعك والمعمول.
أماكن الاحتفال مختلفة بعض الشيء أيضاً. يتميز الاحتفال بالعيد في تركيا بالسفر إلى القرى والبلدات الريفية والغابات لقضاء العطلة في الطبيعة.