لماذا أصبحت المرشحة جيل ستاين الخيار المفضّل لكثير من المسلمين الأمريكيين؟
يصف أنصار المرشحة الرئاسية الأمريكية جيل ستاين، مرشحتهم بأنها مقاتلة بامتياز، فهي في نظرهم تجسد الروح الأمريكية التي لا تستسلم أبداً على الرغم من كل الصعوبات التي تواجهها.
لماذا أصبحت المرشحة جيل ستاين الخيار المفضّل لكثير من المسلمين الأمريكيين؟ / صورة: Reuters (Reuters)

ترجع الثقة الكبيرة في ستاين من أنصارها، وهي المرشحة عن حزب الخضر، لخبرتها الكبيرة بعد خوضها غمار الانتخابات الرئاسية في أعوام 2012 و2016 و2020، ومواجهتها خصوماً أقوياء وممولين جيداً من أكبر حزبين في الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من هزيمتها في الانتخابات السابقة، لكنَّ عام 2024 قد يمنحها فرصة فريدة لترك بصمة لا تُمحى على السياسة الأمريكية مع ارتفاع شعبيتها خصوصاً بين الناخبين المسلمين في الولايات المتأرجحة الرئيسية.

مناصِرة لفلسطين

تعد ستاين، وهي طبيبة تبلغ من العمر 74 عاماً، مؤيدة بقوة لفلسطين والفلسطينيين، وتنتقد بشدة العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة.

وأظهر استطلاع للرأي أجراه مؤخراً مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) أن ستاين تتخلف بفارق ضئيل عن المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، مع تنامي الاستياء تجاه الحزبين الرئيسيين بين المسلمين الأمريكيين.

استطلاع رأي "كير"، الذي أُجري بين مايو/أيار وأغسطس/آب، أوضح أن هاريس تتصدر بنسبة 29.4%، تليها ستاين بنسبة 29.1%، ثم دونالد ترمب بنسبة 11.2%.

ويسلط الاستطلاع الضوء على نسبة كبيرة من الناخبين المسلمين غير الحاسمين، الذين يشعر كثير منهم بخيبة الأمل تجاه كلا الحزبين الرئيسيين. وتعكس نتائج استطلاع "كير"، الإحباط المتزايد إزاء الدعم الأمريكي لحرب إسرائيل في غزة.

وفي بيان صدر عقب نشر نتائج الاستطلاع، قالت منظمة "كير" إن نتائج الاستطلاع "تكشف عن أن الناخبين المسلمين الأمريكيين منخرطون بقوة في الانتخابات الرئاسية المقبلة... وأنهم غير راضين تماماً عن الحالة الحالية للبلاد، خصوصاً الدعم الأمريكي للحرب على غزة. كما يُظهر الاستطلاع أن عدداً كبيراً من المسلمين الأمريكيين يخططون للتصويت لمرشحين من أحزاب ثالثة".

وفي ميشيغان، يدعم 40% من الناخبين المسلمين ستاين، مقارنةً بـ18% لترمب و12% لهاريس، وفقاً لمجلس العلاقات الإسلامية-الأمريكية.

ويمكن أن تلعب ولاية ميشيغان، التي يعيش فيها أكثر من 241 ألف مسلم، دوراً حاسماً في تحديد نتيجة الانتخابات إذا استمر تقدم ستاين.

وتتقدم ستاين أيضاً على هاريس في ولايتَي أريزونا وويسكونسن، وهما ولايتان فاز بهما بايدن بفارق ضئيل في عام 2020.

يقول أنيس تشاكير، وهو ناخب مسلم مسجَّل في ولاية ويسكونسن، لـTRT World: "في هذه الانتخابات، إما لن أصوّت وإما سأصوِّت لحزب ثالث. بالنسبة إليّ، كل شيء يتلخص في إسرائيل. سيدعم ترمب وكامالا إسرائيل على قدم المساواة، سيفعلان أي شيء تقوله إسرائيل".

عدم الرضا عن التواطؤ في الإبادة الجماعية

في حين حصل بايدن على دعم كبير من المسلمين في عام 2020، فإن دعم إدارة بايدن المستمر لإسرائيل في إراقة الدماء في غزة أدى إلى تآكل هذا الدعم بشكل كبير.

كما كشف استطلاع أجرته مؤسسة غالوب مؤخراً ونُشر في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2024، عن أن 58% من الناخبين الأمريكيين يعتقدون الآن أن وجود حزب ثالث ضروري.

وتشير مؤسسة غالوب إلى أن السبب في ذلك هو أن الحزبين الجمهوري والديمقراطي "يقومان بعمل سيئ للغاية" في تمثيل الشعب الأمريكي.

وفي الثاني عشر من سبتمبر/أيلول، أعلنت إحدى كبرى المنظمات الإسلامية، وهي لجنة العمل السياسي للمسلمين الأمريكيين، تأييدها لستاين وحزب الخضر، الأمر الذي عزز صعودها بين الناخبين المحبطين من الوضع الحالي.

وبالإضافة إلى ذلك، أعلنت لجنة العمل السياسي العربية-الأمريكية (AAPAC) في 14 أكتوبر/تشرين الأول أنها لن تؤيد أياً من هاريس أو ترمب، مشيرةً إلى "الدعم الأعمى" من جانب المرشحين لحروب إسرائيل في غزة ولبنان.

وبذلك، ستشهد انتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المرة الأولى للجنة العمل السياسي العربية-الأمريكية (AAPAC) التي لم تدعم فيها أي مرشح، بعد أن كانت في العادة تدعم الديمقراطيين، منذ إنشائها في عام 1998.

وقالت (AAPAC) في بيان إن "كلا المرشحين أيدا الإبادة الجماعية في غزة والحرب في لبنان". وأضافت: "ببساطة، لا يمكننا إعطاء أصواتنا للديمقراطية كامالا هاريس أو للجمهوري دونالد ترمب، اللذين يدعمان الحكومة الإسرائيلية الإجرامية بشكل أعمى".

TRT عربي - وكالات