ويعود سبب هذا التفاوت بين الولايات لمجموعة من العوامل، تشمل إجراءات معالجة بطاقات الاقتراع البريدية و البطاقات المؤقتة، وإجراءات إعادة فرز الأصوات، بالإضافة إلى التحديات اللوجيستية في ولايات مختلفة.
وبسبب عدم وجود عملية شاملة لفرز الأصوات على المستوى الفيدرالي في الولايات المتحدة، فإن القوانين والموارد الخاصة لكل ولاية تنشأ عنه جداول زمنية مختلفة لإعلان النتائج، مما يؤدي إلى سرعات مختلفة في نشر النتائج على مستوى البلاد.
أبرز العوامل التي تسهم في تأخير فرز الأصوات ونشر النتائج:
بطاقات الاقتراع بالبريد
يعد التعامل مع بطاقات الاقتراع التي تأتي عبر البريد أحد الأسباب الرئيسية لتأخير فرز الأصوات. ونتيجة الانتظار الذي كان يدوم أياماً، راجع كثير من الولايات قوانين الانتخابات الخاصة بها لتسريع فرز الأصوات عن طريق البريد، والأصوات الغيابية، والأصوات في الخارج.
ومع ذلك، فإن الهيئات التشريعية في ولايات مثل بنسلفانيا وويسكونسن، لم تجرِ تغييرات مماثلة على قوانين الانتخابات.
ولا تستطيع هذه الولايات قانونياً بدء عملية فرز الأصوات قبل يوم الانتخابات، وهو ما يؤدي إلى تراكم الأصوات، ما يضيف عبئاً إضافياً على المشرفين على العملية الانتخابية.
وتتطلب الخطوات المتبعة في معالجة بطاقات الاقتراع بالبريد جهداً إضافياً، بدءاً بالتحقق من التوقيع إلى إزالة المغلف، وهو ما يتسبب في وقت إضافي.
في المقابل، فإن ولاية فلوريدا التي تسمح بفرز بطاقات الاقتراع قبل يوم الانتخابات، غالباً ما تكون قادرة على تقديم النتائج في وقت أسرع.
بطاقات الاقتراع المؤقتة والتحقق من الهوية
وتضيف بطاقات الاقتراع المؤقتة سبباً آخر لتأخير الفرز في ولايات مثل جورجيا وكارولاينا الشمالية، حيث تتطلب هذه البطاقات خطوات تحقق إضافية.
يجري إصدار بطاقات الاقتراع المؤقتة عندما تكون هناك تساؤلات حول أهلية الناخب، مثل بطاقة الهوية المفقودة أو تساؤلات حول حالة التسجيل.
في ولاية جورجيا، تسمح هذه البطاقات للناخبين بفترة تصل إلى ثلاثة أيام بعد يوم الانتخابات لتقديم وثائق الهوية اللازمة، مما يضمن فرز أصوات الناخبين المؤهلين، وتمديد فترة الفرز.
من جهتها تمنح ولاية كارولاينا الشمالية الناخبين مهلة حتى 14 نوفمبر/تشرين الثاني لحل أي مشكلات تتعلق بالهوية، وهو ما يضيف ما يقرب من أسبوعين إلى عملية الفرز النهائي للأصوات.
هوامش ضيقة وإعادة فرز محتملة
في الولايات المتأرجحة، غالباً ما تجري إعادة فرز الأصوات في حال كانت هوامش فرق الأصوات بين المرشحين ضيقة وضمن حد معين، وهو ما قد يؤدي إلى إطالة مدة الانتظار قبل إعلان النتيجة النهائية.
ففي انتخابات عام 2020، استغرقت عملية إعادة فرز الأصوات بالانتخابات الرئاسية في ولاية جورجيا يدوياً أكثر من أسبوعين، وهو ما يشير إلى أن عمليات إعادة الفرز، على الرغم من أهميتها المتعلقة بالدقة، فإنها تضيف وقتاً كبيراً.
وقد تؤدي هذه الفروق المتقاربة إلى إعادة فرز الأصوات في عديد من الولايات، مما يتطلب مراجعة جميع بطاقات الاقتراع والتحقق منها يدوياً في بعض الأحيان، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى إبطاء إصدار النتائج الرسمية.
التحديات المتعلقة بالبنية التحتية واللوجيستية
تلعب البنية التحتية والموارد المتاحة للمشرفين على الانتخابات دوراً حاسماً في تحديد سرعة فرز الأصوات.
فعلى سبيل المثال، يمكن لولاية أريزونا، وهي ولاية تتمتع بأنظمة حديثة ومرافق إحصاء مركزية، إدارة العملية بشكل أكثر فاعلية من الولايات ذات الموارد المحدودة.
ومع ذلك، تواجه ولاية أريزونا أيضاً تحديات لوجيستية بسبب حجمها الشاسع والنسبة العالية لبطاقات الاقتراع بالبريد وعدد الناخبين الكبير.