وأوضح بيان الوزارة أنه "لا زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم"، وأكد "ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 41802 شهيد و96844 إصابة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي".
وفي السياق، استشهد 9 فلسطينيين وأصيب آخرون، اليوم الجمعة، بغارات إسرائيلية على مختلف أنحاء قطاع غزة، بينما دمر الاحتلال أكثر من ثلثي الأراضي الزراعية في القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال مصدر طبي في "مستشفى شهداء الأقصى" بمدينة دير البلح (وسط) إنّ المشفى استقبل "4 شهداء وإصابات عدة سقطوا جراء قصف طائرة إسرائيلية منزلاً لعائلة أبو جبر شرق المدينة".
و"تمكنت طواقم الإسعاف من انتشال جثمان شهيد من محيط قصر اللوح في أرض أبو مهادي شمال غرب مخيم النصيرات (وسط)"، وفق شهود عيان.
وبحسب مسعفين فلسطينيين "وصل إلى مستشفى العودة بمخيم النصيرات جثمان شهيد ثان، جرى انتشاله من تحت ركام منزله غرب المخيم".
وأطلقت الآليات الإسرائيلية قذائف مدفعية ونيران أسلحتها الرشاشة شرق مخيم المغازي، بينما سمعت أصوات انفجارات وإطلاق نار شمال "المخيم الجديد" وشمال شركة الكهرباء بمخيم النصيرات، بحسب مصدر محلي.
وأضاف المصدر أن طائرة مسيرة من نوع "كواد كابتر" ألقت قنابل مشتعلة على آلية ثقيلة من نوع "كباش" يعود لعائلة "الجاعوني" في النصيرات، ما أدى إلى احتراقها بالكامل.
وفي خان يونس جنوبي قطاع غزة، أفاد مصدر طبي بـ"وصول 3 شهداء وعدد من الجرحى جراء استهداف منزل لعائلة أبو جزر بجانب مسجد عباد الرحمن في منطقة معن جنوب شرقي المدينة".
وأطلقت الآليات الموجودة داخل السياج الحدودي شرق مدينة خان يونس النار تجاه منازل المواطنين وأراضيهم الزراعية التي جرفتها خلال عملياتها العسكرية البرية، وفق شهود عيان.
أما مدينة رفح أقصى جنوب القطاع؛ فجددت المدفعية الإسرائيلية قصفها على حي الشاكوش شمال غربي المدينة، بينما سمعت أصوات الدبابات بمنطقة المواصي غرباً.
وكذلك شهدت مناطق جنوب شرقي مدينة غزة قصفاً مدفعياً وإطلاق نار من الآليات الإسرائيلية المتمركزة في محور "نتساريم" وتلك الموجودة في محاور التوغل في المناطق الجنوبية والشرقية.
وقال شهود عيان إنّ إطلاق نار من الآليات الإسرائيلية المتمركزة شرق مدينة غزة استهدف منازل المواطنين في حييّ الشجاعية والزيتون، مضيفين أن قذائف مدفعية سقطت في منطقة المصلبة وشارع 8 بحي الزيتون جنوب شرقي غزة، وأخرى سقطت في حي الشجاعية، من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
وأطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية قذائفها تجاه شواطئ بحر مدينة غزة، وفق مصدر محلي وشهود عيان، بينما يتواصل القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة من قطاع غزة، ما يسفر عن سقوط شهداء وجرحى.
تدمير ثلثي الأراضي الزراعية
في غضون ذلك، دمرت الحرب الإسرائيلية أكثر من ثلثي الأراضي الزراعية في القطاع، ما "يزيد من خطر تعرض السكان للمجاعة" وفقاً لتقييم نشرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) الخميس.
وحتى الأول من سبتمبر/أيلول، لحق الضرر بـ67,6% من الأراضي الزراعية (أكثر من 10 آلاف هكتار) وفقاً لهذا التقرير الذي جرى إعداده بالتعاون مع مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات). وكانت النسبة 57,3% في مايو/أيار، و42,6% في فبراير/شباط.
وبتعبير أدق، تضررت 71,2% من البساتين والأشجار المثمرة، و67,1% من المحاصيل الحقلية (ولا سيما في منطقة خان يونس)، و58,5% من محاصيل البساتين، حسبما ذكر التقرير الذي يستند إلى صور الأقمار الصناعية.
إلى ذلك، تعرّض أكثر من نصف آبار المياه المخصصة للاستخدام الزراعي (1188) و577 هكتاراً من البيوت البلاستيكية الزراعية لأضرار "جسيمة"، وأظهرت الصور آثار مركبات ثقيلة أو عمليات قصف أو مواقع سُويت بالأرض.
وسجّل التقرير نفوق نحو 95% من المواشي. ونجا 43% من الأغنام (أقل من 25 ألف رأس) و37% من الماعز (ثلاثة آلاف رأس). ودمّرت معظم قوارب الصيد في ميناء مدينة غزة الذي تعرض لأضرار جسيمة.
وحذرت نائبة المدير العام للمنظمة بيث بيكدول في بيان من أن "حجم الأضرار وصل إلى مستويات غير مسبوقة. وهذا يثير تساؤلات جدية حول القدرات الإنتاجية الحالية والمستقبلية، إذ إن المساعدات الغذائية وحدها لا يمكنها تلبية الحاجات اليومية لسكان غزة".
وأضافت "هذا الضرر الذي لحق بالأراضي الزراعية يؤدي إلى تفاقم خطر المجاعة الوشيك في جميع أنحاء قطاع غزة".
وتؤكد المنظمة أن سكان القطاع الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة في حاجة ماسة إلى الغذاء، في حين لا تزال القيود الصارمة مفروضة على دخول المساعدات إلى القطاع المحاصر.
وبدعم أمريكي مطلق، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على قطاع غزة أسفرت عن أكثر من 138 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.