عام على الإبادة.. آلاف الجثث تحت الأنقاض وانهيار تام لكل القطاعات في غزة
تقترب الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة من إتمام عامها الأول، ويواصل الاحتلال للعام الثاني حرمان سكان القطاع من الحياة وحقوقهم الأساسية، ما يضعهم أمام مستقبل غامض ومجهول، وسط انهيار تام لكل شيء.
أطفال يلهون بجانب صاروخ إسرائيلي غير منفجر أطلق على قطاع غزة / صورة: AA (AA)

وإلى جانب قتله عشرات الألاف من الفلسطينيين، أجهز الاحتلال خلال عام على كل شيء في القطاع، الاقتصاد والتعليم والصحة وغيرها، في وقت تعاني فيه غزة من الأساس من حصار خانق منذ أكثر من 17 عاماً، ليعيد الفلسطينيين إلى نقطة الصفر ويجبرهم على خوض رحلة طويلة لإعادة البناء، إذا أتيحت الفرصة.

آلاف الجثث تحت الأنقاض

قال مركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة "يونوسات" الاثنين الماضي، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمر أو سبب أضراراً في ثلثي المباني بقطاع غزة، إذ تمثل المباني المتضررة في قطاع غزة "66% ويبلغ عددها 163 ألفاً و778 مبنى".

وقدر المركز أن الأضرار تشمل الآن 52564 مبنى دُمرت، و18913 مبنى تضررت بشدة، و35591 مبنى تضررت هياكلها، و56710 مبنى لحقت بها أضرار متوسطة.

كما تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 10 آلاف جثة تحت أنقاض المباني المدمرة، إذ خلفت الغارات الإسرائيلية أكثر من 42 مليون طن من الحطام في مختلف أنحاء القطاع حتى منتصف أغسطس/آب الماضي.

وقد يستغرق إزالة كل هذا الركام نحو 3 سنوات من العمل، ويكلف ما يصل إلى 700 مليون دولار "وستتعقد المهمة بسبب القنابل غير المنفجرة والمواد الملوثة الخطيرة والبقايا البشرية تحت الأنقاض"، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

نسبة الفقر 100%

قبل بدء الإبادة الإسرائيلية، كان اقتصاد غزة يشكل قرابة 14% من الناتج المحلي الإجمالي لفلسطين، بقيمة 2.8 مليار دولار حسب أرقام حكومية رسمية، فيما كانت نسبة البطالة نحو 40%. وفي يونيو/حزيران الماضي قالت منظمة العمل الدولية، إن معدل البطالة في غزة بلغ نحو 80%.

واليوم، يترقب أكثر من مليوني غزي نهاية حرب الإبادة للبدء من الصفر تقريباً، مع بلوغ نسبة الفقر 100% إذ إن جميع الغزيين فقراء، حسب بيانات البنك الدولي.

وتُظهر بيانات البنك الدولي الصادرة نهاية سبتمبر/أيلول الماضي أن اقتصاد غزة انكمش بنسبة 86 % في الربع الأول من 2024، مقارنة مع انكماش بنسبة 50 % في الربع الأخير من 2023.

وحتى عشية 7 أكتوبر/تشرين الأول، كان عدد المنشآت الصناعية في القطاع يقترب من 5000 منشأة صناعية، فيما تجهل اليوم مؤسسات الإحصاء الفلسطينية مصير هذه المنشآت بسبب صعوبة المسح تحت الهجمات الإسرائيلية.

استهداف لقطاع التعليم

أعلن مكتب الإعلام الحكومي بغزة الخميس، في بيانٍ، أن غارات قوات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع دمرت 93 % من المباني المدرسية خلال حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على القطاع منذ عام.

وأوضح البيان أن الغارات الإسرائيلية قتلت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أكثر من 11 ألفاً و600 طفل فلسطيني في سن التعليم المدرسي و750 معلماً وموظفاً تربوياً، بالإضافة إلى أكثر من 1100 طالب جامعي و130 أكاديمياً فلسطينياً.

وأشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي "تعمد استهداف المباني والمنشآت الإدارية والأكاديمية التابعة لمؤسسات التعليم العالي ودمر منها أكثر من 130 منشأة".

وقبل الحرب، كان في غزة 796 مدرسة تستوعب نحو 800 ألف طالب وطالبة، بالإضافة إلى 17 جامعة وكلية مجتمع متوسطة، ومن تلك المدارس دمر الجيش الإسرائيلي 123 بشكل كامل و335 بشكل جزئي، كما تعرضت 6 جامعات للتدمير الكامل أو الجزئي، وفق جهاز الإحصاء الفلسطيني.

وأكد إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن: "الاحتلال يستهدف الهيئات التعليمية، إذ قتل أكثر من 750 من المعلمين والمعلمات والعاملين في القطاع التعليمي في غزة، بالإضافة إلى قتل 115 من العلماء والباحثين والمفكرين في مجال التعليم الجامعي".

وأضاف الثوابتة في تصريحات لوكالة الأناضول أن الاحتلال "قتل أكثر من 11500 طالب وطالبة في جميع المراحل الدراسية".

بدورها قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في 2 سبتمبر/أيلول المنصرم، إن أكثر من 600 ألف طفل بقطاع غزة يعانون صدمة شديدة ومحرومون من التعليم، فيما تحولت مدارسهم إلى مراكز لجوء مكتظة بالنازحين وغير صالحة للتدريس.

وبدعم أمريكي يشن الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة على الفلسطينيين بقطاع غزة خلفت أكثر من 138 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل المجازر متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

TRT عربي - وكالات