شهادات لمجزرة عائلة علوش بجباليا.. وحماس: إبادة الشمال تستدعي موقفاً عاجلاً
بدا المشهد في شارع غزة القديم بحي جباليا البلد شمال قطاع غزة مليئاً بالفوضى والغبار والدخان المتصاعد من الأنقاض والحطام جراء ارتكاب جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الأحد مجزرة جديدة بحق المدنيين الآمنين النائمين في مبنى سكني لعائلة علوش.
استُشهد 41 فلسطينياً وأصيب آخرون فيما لا يزال عدد آخر مفقوداً في مجزرة جديدة ارتكبها جيش الاحتلال، الأحد، بعد قصفه منزلاً في بلدة جباليا. / صورة: AA (AA)

واستُشهد بالمجزرة 41 فلسطينياً بينهم 15 طفلاً وأصيب العشرات بجراح فيما لا يزال عدد في عداد المفقودين تحت الأنقاض، وفق ما قاله مصدر طبي لمراسل الأناضول.

وحسب مراسل وكالة الأناضول، بدت أشلاء الأطفال والضحايا مختلطة بركام المنزل الذي استهدفته الطائرات الحربية الإسرائيلية بصواريخ شديدة الانفجار فجأة في أثناء نوم سكانه والنازحين بداخله، ليتحول في لحظات إلى كومة من الأنقاض. وأضاف أن المبنى المكوّن من 3 طوابق سوّي بالأرض، وتوافد الجيران مسرعين إلى المكان سعياً لإنقاذ الأطفال والنساء والسكان وما يمكن إنقاذه من وسط الدمار.

وقال حاج عبد الناصر علوش، أحد أقارب العائلة وشاهد عيان على المجزرة، إن المواطنين كانوا يزيلون الأنقاض بجهود فردية وبأيدٍ عارية، ومع غياب المعدات، إذ لجؤوا إلى الحفر بأيديهم وأدوات بدائية، في محاولات يائسة للوصول إلى الضحايا.

وأضاف: "مع كل كومة حجارة تُزال تتكشف مشاهد مؤلمة، إذ تتساقط الحجارة على جثث الأبرياء من نساء وأطفال، غطت أجسادهم الرمال والغبار، ولم يبقَ من ملامح وجوه البعض منهم إلا القليل".

وتحولت المنطقة بأكملها، حسب الحاج الخمسيني، إلى ساحة دمار وخراب في لمح البصر، فجميع المباني المحيطة تضررت من شدة القصف، وأصيب العشرات بجراح وحالات خوف وفزع.

وتابع: "هذه المنطقة التي كانت مليئة بالحياة أضحت مكاناً مليئاً بالصراخ والبكاء، والناس تحمل الضحايا على قطع من القماش والبطانيات نحو عربات الكارو (تجرها الخيول والحمير وأصبحت البديل عن سيارات الإسعاف للمصابين الفلسطينيين خلال فترة الحرب) والسيارات المدنية ومركبة إسعاف واحدة هي المتاحة في المكان".

وفي المستشفى المعمداني، الذي استقبل هذا الكم الكبير من الشهداء والجرحى، كان بالكاد يستطيع تلبية الاحتياجات المتزايدة في ظل نقص المعدات والمستلزمات الطبية والأدوية.

وقال الشاب سائد محمد، أحد جيران المنزل المستهدف، وهو يبكي من هول ما حصل: "شاهدت أكثر من 30 شهيداً وعشرات الجرحى بعد تدمير المنزل بصواريخ شديدة الانفجار، 3 طوابق سويت بالأرض بشكل كامل، وأصبحت أثراً بعد عين".

وبينما كان محمد يقف داخل مستشفى المعمداني في مدينة غزة، مرافقاً للمصابين من عائلته بفعل القصف الإسرائيلي العنيف، تعرف على جثامين عدد من الشهداء عائلة علوش والنازحين لديهم من أحفاد صاحب المنزل.

ويشير بيده إلى جثمان طفلة صغيرة بين عدد من الجثامين الملقاة على الأرض في ساحة المستشفى، ويقول: "هذه الطفلة نزحت مع عائلتها من معسكر جباليا إلى جباليا البلد هرباً من القصف والغارات الإسرائيلية، لكن الموت لاحقها إلى حيث نزحت واستشهدت في منزل جدها". ويضيف باستغراب واستهجان: "غالبية هذه الجثامين لأطفال، وهم أشلاء، فما الذنب الذي اقترفته هذه العائلة؟! وما الدافع لقتل هؤلاء الأطفال الأبرياء؟!".

وببين أن "هذه العائلة لا ينتمي أفرادها إلى أي تنظيم فلسطيني، ولا علاقة لها بأي عمل عسكري، وإنما جميع أفرادها هم من المدنيين، لكن للأسف لم ينجُ أحد ممن كانوا داخل المنزل"، ويؤكد أن الإصابات التي وصلت إلى المستشفى المعمداني بمدينة غزة جميعها من الجيران، وليست من العائلة.

وتعليقاً على المجزرة، طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عبر بيان اليوم الأحد بتدخل عاجل من الدول العربية والإسلامية إزاء ما يشهده شمال قطاع غزة من مجازر وتطهير عرقي في إطار الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال في كامل القطاع منذ أكثر من عام.

وقالت الحركة في البيان: "إن ما يحدث في شمال غزة من مجازر وحرب إبادة وحرب تجويع وانتهاكات واسعة لكل القيم والقوانين والأعراف يستدعي موقفاً عاجلاً من قادة الدول العربية والإسلامية الذين يجتمعون في الرياض وتحمل مسؤولياتهم بوقف هذه الجرائم".

وأضافت أن مواصلة جيش الاحتلال جرائمه وعدوانه بعد أكثر من 400 يوم من حرب الإبادة، واستهدافه للأحياء السكنية، وملاحقة النازحين، يعد "تأكيداً لعمليات تطهير عرقي موصوفة، يمارسها خصوصاً في شمال قطاع غزة منذ أكثر من شهر، في ظل حصار مشدد وتجويع مستمر وتدمير كامل لكل مقومات الحياة، بما فيها المستشفيات".

TRT عربي - وكالات