رداً على التوغل.. حزب الله يشن 20 هجوماً على إسرائيل ويتوعدها بخسائر إضافية
تكبّد جيش الاحتلال الإسرائيلي خسائر كبيرة خلال الاشتباكات الحدودية المندلعة بينه وبين حزب الله. فيما توعّده الأخير بـ"مزيد من الخسائر"، رداً على بدئه مرحلة ثانية من التوغل البري جنوبي لبنان.
صواريخ أُطلقت من لبنان على مواقع شمال إسرائيل / صورة: AFP (AFP)

وقال حزب الله، في بيان عبر تليغرام مساء أمس الثلاثاء، إن "القرار الذي اتخذته قيادة جيش العدو الإسرائيلي بالانتقال إلى المرحلة الثانية من المناورة البريّة في جنوب لبنان لن يكون مصيره سوى الخيبة، وسيكون حصاده الحتمي المزيد من الخسائر والإخفاقات".

وأكد أن "المقاومة اتخذت ضمن خططها الدفاعية كل الإجراءات التي تمكّنها من خوض معركة طويلة، لمنع العدو من تحقيق أهدافه، دفاعاً عن حرية وسيادة بلدها، ورفعة وكرامة شعبها الأبي".

وشدد على أن "الجبهة في كل المحاور والقطاعات تملك العة والعتاد اللازمين ومن مختلف الاختصاصات العسكرية لخوض معركة كهذه".

ورداً على الادعاءات التي أطلقها جيش الاحتلال بشأن السيطرة على قرى الحافة الحدوديّة، قال حزب الله إن مقاتليه تمكنوا "خلال الأيام الماضية من تنفيذ العديد من الرمايات الصاروخية من على الحدود اللبنانية الفلسطينية باتجاه العمق المُحتل، كما تمكنوا من مفاجأة العدو باشتباكات مباشرة خلف خطوط انتشاره".

ووفق الحزب فإنه "بفعل ضربات المقاومة الكثيفة والمركّزة، انسحبت قوات جيش العدو الإسرائيلي من معظم البلدات التي كانت قد تقدمت نحوها إلى ما خلف الحدود".

واستدرك: "ما عدا المراوحة منذ أكثر من أسبوع لتشكيلات الفرقة 146 في جيش العدو في أحراش اللبونة وشرقي بلدة الناقورة، التي يسعى للسيطرة عليها عبر التقدّم نحو وادي حامول من الجهة الشرقيّة للبلدة".

20 هجوماً في يوم

وتطرق البيان إلى "الحصيلة التراكمية لخسائر العدو"، مشيراً إلى "أكثر من 100 قتيلاً و1000 جريح من ضباط وجنود، وتدمير 43 دبابة ميركافا و8 جرافات عسكرية وآليتي هامر ومدرعتين وناقلتي جند، وإسقاط 4 مسيّرات من طراز "هرمز 450" ومسيّرتين من طراز "هرمز 900".

ومنذ صباح أمس الثلاثاء، شن حزب الله 20 هجوماً استهدف بعضها قاعدتين ومربضاً للمدفعية وتجمعات لقوات و5 مستوطنات، فيما تصدى لطائرتين مسيّرتين بجنوب لبنان.

وقال الحزب، في سلسلة بيانات منفصلة عبر تليغرام، إن مقاتليه أطلقوا للمرة الأولى سرب مُسيّرات انقضاضية على مصنع يكنعام عيليت للإنتاج التكنولوجي العسكري.

وأضاف أن المُسيّرات "أصابت أهدافها بدقة" في المصنع الموجود شرق مدينة حيفا، على بعد "50 كم عن الحدود اللبنانيّة-الفلسطينية".

كما استهدفوا للمرة الأولى قاعدة هحوتريم، وهي قاعدة رئيسية لسلاح الجو الإسرائيلي، وتحتوي على تشكيل التجهيز والنقل ومصنع محركات.

وأوضح الحزب أنهم قصفوا بدفعة من "الصواريخ النوعية" هذه القاعدة، التي "تبعد عن الحدود اللبنانية-الفلسطينيّة 40 كم جنوب مدينة حيفا المحتلة".

وشن مقاتلو الحزب أيضاً "هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية على قاعدة لوجستية للفرقة 146 (شمال بلدة الشيخ دنون) شرقي مدينة نهاريا، وأصابت أهدافها بدقّة"، وفق بيان

وقصفوا كذلك بدفعة صواريخ قاعدة شراغا العسكرية شمالي مدينة عكا، ومربض المدفعية بمستوطنة نافيه زيف.

كما أطلقوا صواريخ على تجمعات لقوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي في مستوطنات المنارة (مرتان) وشوميرا وزرعيت، إضافة إلى مستوطنات كفر بلوم وكفر يوفال وديشون.

فيما قال إن دفاعاته الجوية تصدت لطائرتين مسيّرتين من نوع "هرمز 450"، وأجبرتهما على مغادرة أجواء جنوب لبنان.

أما على الجانب الإسرائيلي، فقد دوّت صفارات الإنذار في مدن حيفا وعكا ونهاريا ومناطق الجليل الأعلى شمالاً، جراء إطلاق صواريخ ومسيّرات من لبنان، وفق إعلام عبري.

وقُتل شخصان مساء الثلاثاء، جراء سقوط صاروخ أُطلق من لبنان على مبنى في مدينة نهاريا بمنطقة الجليل الغربي شمال إسرائيل.

كذلك أُصيب شخصان آخران بـ"جروح طفيفة"، جراء سقوط شظايا صاروخ اعتراضي في منطقة "كابري" بالجليل الغربي أيضاً، وفق ما نقلته صحيفة "يسرائيل هيوم".

وقال الجيش في بيان: "بعد الإنذارات التي جرى تفعيلها عند الساعة 20:57 (18:57 ت.غ) في متسبيه رامون (بصحراء النقب)، رُصد هدف جوي مشبوه انطلق من الشرق واخترق الأراضي الإسرائيلية".

وأضاف في بيان منفصل، أنه "في أعقاب الإنذارات التي جرى تفعيلها في (مستوطنة) كفار عزة (على بعد نحو 5 كيلومترات إلى الشرق من قطاع غزة)، اعترض سلاح الجو صاروخاً أُطلِق من شمال القطاع".

وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها حزب الله، بدأت غداة شن إسرائيل حرب إبادة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 146 ألف فلسطينيين، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزواً برياً في جنوبه.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و287 قتيلاً و14 ألفاً و222 جريحاً، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلاً عن أكثر من مليون و200 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية حتى مساء الثلاثاء.

ويومياً يرد حزب الله بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقرات استخبارية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وفيما تعلن إسرائيل جانباً من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيماً صارماً على معظم الخسائر، حسب مراقبين.​

TRT عربي - وكالات