كيف تلقت إسرائيل والغرب نبأ اختيار السنوار رئيساً للمكتب السياسي لحماس؟
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس أمس الثلاثاء، اختيار يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي للحركة خلفاً لإسماعيل هنية الذي استُشهد في عملية اغتيال  بالعاصمة الإيرانية طهران.
يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. / صورة: AA (AA)

السنوار الذي تولى قيادة إقليم غزة في حركة حماس منذ عام 2017 تتهمه إسرائيل بأنه مهندس عملية طوفان الأقصى التي نفّذَتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وفي أول ردّ فعل على اختيار الحركة، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين في مؤتمر صحفي عقده في أنابوليس: "لقد كان ولا يزال هو صاحب القرار الرئيسي عندما يتعلق الأمر بإبرام اتفاق وقف إطلاق النار".

وأضاف بلينكين: "وهذا يؤكد فقط حقيقة مفادها أن الأمر متروك له حقاً لاتخاذ القرار بشأن المضي قدماً في وقف إطلاق النار الذي من الواضح أنه سيساعد عديداً من الفلسطينيين المحتاجين بشدة".

إسرائيل: تعيين السنوار رسالة تحدٍّ

وتعقيباً على الحدث طالب وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس عبر حسابه على منصة إكس باغتيال السنوار "بأسرع وقت".

وقال محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" آفي يسخاروف، إن حركة حماس اختارت "أخطر شخص لقيادتها"، كما أشارت صحيفة "معاريف" إلى أن اختيار السنوار يمثّل "مناورة من جانب حماس" حسب وصفها.

وأوضحت هيئة البثّ الإسرائيلية أن تعيين السنوار لرئاسة حماس "مفاجئ ورسالة إلى إسرائيل بأنه حي وأن قيادة حماس بغزة قوية وقائمة وستبقى".

وأشار محلّل الشؤون الفلسطينية أوهاد هيمو في حديثه لقناة 12 الإخبارية مساء الثلاثاء، إلى أن السنوار "أصبح الآن الشخصية الأقوى في حماس، رسمياً أيضاً"، وأضاف: "كانت هذه هي الحال بالفعل، والآن أصبح الأمر رسمياً".

وقف إطلاق النار والعلاقة مع إيران

تناولت صحف عالمية اختيار السنوار زعيماً لحركة حماس، ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن محللين سياسيين أن "قرار تعيين السنوار يشير إلى أن قادة الحركة الفلسطينية ما زالوا، بعد مرور عشرة أشهر على الحرب، متمسكين بقرار مهاجمة جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول".

وأكدت أن هذا القرار "يشير إلى أن الجهود الإسرائيلية الرامية إلى شل حركة الحركة من خلال قتل قادتها ربما أدت فقط إلى ترسيخ الموقف المتشدد الذي اتخذته حماس".

والثلاثاء، أعلنت حماس اختيار السنوار خلفاً لإسماعيل هنية الذي استُشهد نهاية يوليو/تموز الماضي بقصف مقر إقامته خلال زيارة لطهران. وبينما اتهمت إيران وحماس تل أبيب باغتيال هنية، تلتزم الأخيرة الصمت، وإن ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مسؤولية بلاده.

وبحسب القيادي في حماس أسامة حمدان في تصريح إعلامي مصور، فقد اختير السنوار "بإجماع" مجلس شورى الحركة وأجهزتها القيادية المختلفة، وأردف بأن اختيار السنوار لرئاسة المكتب السياسي، الهيئة التنفيذية للحركة، "جاء ليؤكد وحدة الحركة وإدراكها المخاطر التي تواجهها". وشدّد حمدان على أن هذه الخطوة تؤكد أن "سياسة الاغتيالات الإسرائيلية لن تنجح في كسر شوكة المقاومة".

TRT عربي - وكالات