المرفأ الأمريكي في غزة.. كيف يعمل ومَن سيُدير توزيع المساعدات فيه؟
أعلن الجيش الأمريكي، الجمعة، تفريغ حمولة أول شحنة مساعدات إنسانية في قطاع غزة عبر المرفأ البحري المؤقت الذي أنشأه قبالة شاطئ بحر مدينة غزة.
الجيش الأمريكي يعلن الانتهاء من أعمال تثبيت الرصيف البحري قبالة شواطئ قطاع غزة / صورة: Reuters (Reuters)

وقالت القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) في بيان لها إن الشاحنات المحمّلة بالمساعدات الإنسانية وصلت غزة عبر الرصيف البحري المؤقت، مؤكدة أنّ "أيًّا مِن القوات لم تصل إلى شاطئ غزة".

وجدد الجيش الأمريكي تأكيده الطابع الإنساني للرصيف البحري المخصص للمساعدات التي تبرّعت بها الدول والمنظمات الإنسانية.

وأفادت وزارة الخارجية البريطانية، الجمعة، بوصول أول شحنة مساعدات بريطانية إلى شاطئ غزة.

وقالت الخارجية في بيان لها إن الشحنة التي جرى تفتيشها في ميناء لارنكا بجنوب قبرص اليونانية ضمّت مساعدات من الولايات المتحدة والإمارات تحوي مواد خاصة بالإيواء.

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إنّ "الطريق البحري ما هو سوى جزء واحد من الصورة الأكبر"، مشدداً على أنّ " الطرق البريّة هي أكثر الطرق فاعلية لإدخال المساعدات إلى غزة بالحجم المطلوب. فأهالي غزة مهددون بالمجاعة، وهم في حاجة ماسة جداً للإمدادات. يجب على إسرائيل ضمان فتح المعابر البريّة، ودخول المساعدات بأمان إلى حيث توجد حاجة إليها".

والخميس، أعلن الجيش الأمريكي الانتهاء من أعمال تثبيت الرصيف البحري قبالة شواطئ قطاع غزة، بعد أن توقفت لأيام بفعل الظروف الجوية السيئة، وأكد جاهزية المنشأة لاستقبال المساعدات الإنسانية.

كيف يعمل الرصيف البحري المؤقت؟

قال الأدميرال براد كوبر نائب قائد القيادة المركزية، الخميس، في إحاطة إعلامية حول الرصيف إن أكثر من ألف جندي و14 سفينة شاركوا في إنشائه.

ووفقاً لكوبر، فإنّ آلية إيصال المساعدات الإنسانية سوف تمرّ بخمس مراحل، تبدأ الأولى في جنوب قبرص اليونانية، ويجري فيها استقبال المساعدات براً أو جواً، وفيها ستُفتّش أمنياً. وفي المرحلة الثانية يجري تفريغ هذه المساعدات على منصات تسليم ونقلها إلى سفن تجارية أو عسكرية كبيرة، التي ستُبحر إلى المنصة العائمة التي أنشأها الجيش الأمريكي وتبعد عن الشواطئ الجنوب قبرصية ما يقرب من 320 كليومتر.

أول دفعة من شاحنات المساعدات وصلت إلى غزة أمس الجمعة (وسائل التواصل الاجتماعي)

وفي المرحلة الثالثة، يجري تحميل منصات التسليم على شاحنات تُحمل على سفن صغيرة تستوعب الواحدة من 5 إلى 15 شاحنة، وتُبحر إلى الرصيف البحري المؤقت. حيث يجري في المرحلة الرابعة نقل الشاحنات من السفن الصغيرة إلى منطقة تجميع أمام الرصيف على أن تجري العملية عبر سائقي شاحنات تتعاقد معهم وزارة الدفاع، فلا تطأ أقادم الجنود الأمريكان أرض غزة.

وفي المرحلة الأخيرة، تُشرف الأمم المتحدة على استلام المساعدات وتوزيعها في قطاع غزة. فالمنطقة التي فيها الرصيف يمكن الانطلاق منها إلى شمال القطاع أو جنوبه.

ووفقاً لوزارة الخارجية البريطانية، جرى رصد 9.7 مليون جنيه إسترليني بالإضافة إلى توفير السفينة كارديغان باي لتكون مقرّ مبيت أفراد القوات الأمريكية الذين يعملون على تشييد وتشغيل المنصة البحرية.

وسبق وأن كشفت وكالة رويترز عن مسؤولين أمريكيين أن تكلفة إنشاء الرصيف البحري سوف تصل إلى 320 مليون دولار.

من جهة توزيع المساعدات؟

أخذت قضية المساعدات التي ستصل من الرصيف البحري الأمريكي الكثير من النقاش، وذلك بعد أن قتلت إسرائيل في شهر أبريل/نيسان الماضي عمّال الإغاثة التابعين للمطبخ المركزي العالمي.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست أنّ الأمم المتحدة دخلت في مفاوضات مع وزارة الدفاع الأمريكية حول استلام المساعدات وتوزيعها.

وتركّزت المفاوضات، وفقاً للصحيفة، على قضية تأمين حركة وسلامة العاملين في المجال الإغاثي، بالإضافة إلى أزمة توفّر الشاحنات اللازمة في ظلّ تدمير الجزء الأكبر منها، وقضية الوقود الكافي لتشغيل الشاحنات ومدى إمكانية نقل الوقود عبر الرصيف البحري.

وقدّر مسؤولون في الإدارة الأمريكية أن الرصيف سيُمكّن في البداية نحو 90 شاحنة من المساعدات الإنسانية يومياً من دخول غزة، ثم يتوسّع بعد فترة وجيزة إلى 150 شاحنة يومياً، في حين وصل عدد الشاحنات اليومية التي كانت تدخل غزة قبل الحرب إلى ما يقرب من 500 شاحنة.

وقال المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي مارتن بينر، الخميس، إنّ منظومة الأمم المتحدة ستعمل مع الولايات المتحدة بشأن الممر البحري "شريطة معالجة مخاوف الأمم المتحدة بشأن الحياد والأمن، وتوسيع الوصول إلى الأراضي أيضاً".

ونقلت وكالة الأناضول عن مراسلها في غزة، أنّ عشرات الشاحنات المحمّلة بالمساعدات الإنسانية، وصلت مساء الجمعة إلى مخازن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بعد تفريغ حمولة أول سفينة مساعدات من الرصيف العائم على شواطئ القطاع.

تعاون برنامج الغذاء العالمي مع الجهود الأمريكية يشير إلى أنّ المفاوضات بينهم انتهت، خاصة بعد أن بدأت العملية المضي قُدماً.

تأمين المرفأ

أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في أكثر من مناسبة أنّ الولايات المتحدة لن تتورط في الحرب الدائرة في غزة، ولا يوجد أيّ من جنودها على أرض غزة.

والخميس أجرى أوستن اتصالاً هاتفياً مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت تناول خلاله عدداً من القضايا، على رأسها تأمين الرصيف البحري الأمريكي.

وخلال الفترة ما بين 10 و12 مايو/أيار الحالي، ووفق بيان صادر عن القيادة الأمريكية المركزية، فقد حضر قائدها الجنرال مايكل إريك كوريلا إلى إسرائيل والتقى فيها المسؤولين الأمنيين والعسكريين، وعلى رأسهم رئيس الأركان هرتسي هاليفي، كما زار كوريلا العاملين في بناء الرصيف البحري وناقش مع الإسرائيليين الترتيبات الأمنية المتعلقة بالرصيف.

وقال براد كوبر نائب قائد القيادة الأمريكية المركزية إنّ "إن حماية القوات الأمريكية المشاركة هي أولوية قصوى، وعلى هذا النحو، في الأسابيع القليلة الماضية، طوّرت الولايات المتحدة وإسرائيل خطة أمنية متكاملة لحماية جميع الأفراد". مشيراً إلى قدرة هذا الترتيب على حفظ أمن العاملين في الرصيف البحري.

ذات الأمر أكده المتحدث باسم جيش الاحتلال نداف شوشاني، الخميس، والذي أشار إلى أنّ البحرية الإسرائيلية والفرقة 99 سوف تؤمّن الرصيف والمرفأ الذي أنشأته الولايات المتحدة.

وكشفت صحيفة "إسرائيل تايمز" أنّ هناك سفينتين حربيّتين تابعتين للبحرية الأمريكية بالقرب من المنطقة الواقعة شرق البحر الأبيض المتوسط، وهما "USS أرلي بيرك"، و"USS بول إغناتيوس". وكلتا السفينتين عبارة عن مدمّرتين مجهّزتين بمجموعة واسعة من الأسلحة والقدرات لحماية القوات الأمريكية في الخارج والحلفاء على الشاطئ.

TRT عربي