تتواصل الجهود الحكومية في المحافظات التركية الإحدى عشرة المتضررة من الزلازل من أجل تحديد الأضرار التي لحقت بالمباني في المناطق المنكوبة. تحدّد فرق وزارة البيئة والتطوير العمراني حالة الضرر للمباني بالدراسات التي تجريها وفقاً للمعايير العالمية.

وعلى الفور توفّر الفرق المختصة البيانات التي حصلت عليها حول المباني، على موقع الحكومة الإلكترونية (E-Devlet)، حتى يتسنى للمواطنين معرفة حجم الضرر الذي تعرضت له منازلهم، وما إذا كان بإمكانهم دخولها أو العودة للسكن داخلها مجدداً.

ووفقاً لهيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (AFAD)، يجب عدم الدخول إلى المباني المتضررة بشدة أو المتضررة ضرراً متوسطاً. ومن المتوقع هدم المباني التي تَقرَّر إزالتها عاجلاً في أسرع وقت ممكن، لأنها تشكل خطراً على محيطها.

مراحل تقييم الأضرار

غالباً ما يُخلَط بين تقييم الضرر واختبار مقاومة المبنى للزلازل. الاختباران مختلفان تماماً من حيث الغرض والطريقة، ففي تركيا تُقيَّم الأضرار بعد الزلزال على 3 مراحل:

في المرحلة الأولى، الهدف الأساسي هو تحديد تأثير الكارثة. لهذا تُستخدم برامج خاصة للطائرات المسيَّرة والدرونات لتحديد رقعة الدمار وحجم المباني المدمَّرة والمنطقة المراد العمل عليها من الجو.

في المرحلة الثانية يبدأ المهندسون المدنيون والفرق الأخرى العمل الميداني، فيحمّلون البيانات التي حصلوا عليها من خلال جولات الفحص والتقييم، على موقع الحكومة الإلكترونية ليسهل على المواطنين الوصول إليها.

في المرحلة الثالثة تُجرَى الفحوصات بأجهزة خاصة في النقاط الخطرة في المراكز الرئيسية، وفقاً لموقع TRT Haber.

كيف تُقيَّم الأضرار؟

إلى جانب فرق الوزارة و"أفاد"، تفحص فرق فنية متخصصة تتكون من مهندسين مدنيين ومهندسين معماريين وفنيي إنشاءات ممن تَلقَّوا تدريباً في هذا المجال، المباني بالتفصيل بطريقة "فحص العين". تقدّر الفرق الفنية الأضرار التي لحقت بالمباني، مع مراعاة الأضرار التي سببتها الكارثة.

وفي عملية تقييم الأضرار، ينظر المهندسون في وجود ضرر ناتج عن الزلزال للهيكل الإنشائي للمبنى، من خلال فحص حالات مثل التلف والالتواء والقصّ والتشقُّق في الأعمدة والجسور والجدران الحاملة.

خلال هذه العملية لا تُجرَى عملية التقييم بناءً على عمر المبنى، فالتقييم يجري على جميع المباني قديمة كانت أو جديدة. كما لا يهمّ كيف تكون الخرسانة أو الحديد، بل ينظرون إلى المبنى عموماً، متّبعين في ذلك الإرشادات والمعايير الخاصة بتقييمات الضرر التي أُجريَت وفق المعايير العالمية.

ونتيجة لعملية التقييم هذه، يُصنَّف المبنى على أنه غير تالف أو متضرر بشكل طفيف أو متضرر بدرجة متوسطة أو متضرر بشدة. بينما يمكن استخدام المباني غير التالفة والمتضررة بشكل طفيف، يجب تقييم أداء الزلازل المفصل للمباني المتضررة بشكل معتدل. فيما يجب عدم استخدام المباني التي تعرضت لأضرار جسيمة والتي يجب هدمها بطريقة خاضعة للرقابة.

يمكن لأولئك الذين يرغبون في تحديد ما إذا كان المبنى الخاص بهم قد تعرض للضرر من خلال زيارة موقع الحكومة الإلكترونية أو www.hasartespit.gov.tr.

فحص أكثر من 3 ملايين وحدة سكنية

حسب بيان صادر عن وزارة البيئة والتطور العمراني وتغير المناخ التركية، الأحد، استُكملت أعمال تحديد الأضرار في 830 ألفاً و783 مبنىً في مناطق الزلازل جنوبي البلاد. وأضاف البيان أن الفرق المختصة "أكملت أعمال تحديد الأضرار في 3 ملايين و273 ألفاً و605 وحدات مستقلة في تلك المباني".

وتَبيَّن في الفحوصات أن 384 ألفاً و545 وحدة مستقلة في 105 آلاف و794 مبنىً تضررت بشدة مما يتطلب هدمها عاجلاً.

كما حُدّدَت 133 ألفاً و575 وحدة مستقلة في 24 ألفاً و464 مبنى تعرضت لأضرار متوسطة، وأن مليوناً و91 ألفاً و720 وحدة مستقلة في 205 آلاف و86 مبنى تعرضت لأضرار طفيفة، ومليون و409 آلاف و654 وحدة مستقلة في 407 آلاف و786 مبنىً لم تتعرض لأضرار.

فيما كشف البيان أيضاً عن تعذُّر الكشف عن 254 ألفاً و111 وحدة مستقلة في 87 ألفاً و653 مبنى لعدم إمكانية دخولها.