مئات المسلحين وجرائم خطيرة.. ماذا تعرف عن عصابات الدراجات النارية بألمانيا؟
شنت الشرطة الفدرالية الألمانية حملة اعتقالات واسعة ضد عصابات الدراجات النارية الإجرامية، والتي تشهد انتشاراً واسعاً في كل مناطق البلاد. وعلى رأسها عصابة "يونايتد تربيون"، التي أصبحت "تهدد الأمن العام" حسب شرطة البلاد.
عصابات الدراجات النارية في ألمانيا. (Others)

أعلنت الشرطة الألمانية، صباح الخميس، شنها حملة مداهمة واسعة على بيوت ومقرات منسوبة إلى أعضاء في عصابة "يونايتد تريبيون" للدراجات النارية، شملت كل ولايات البلاد. حيث اعتقلت المئات من أفراد العصابة، وصادرت عدداً من الأسلحة والمعدات التي تستخدمها في أعمالها الإجرامية.

هذا وتستلهم هذه العصابات الألمانية فكرتها من نظيرتها عصابات الدراجات النارية الأمريكية الشهيرة، حيث تنتشر في الولايات الألمانية كافة، ويُنسب إليها عدد من الجرائم الخطيرة، على رأسها العنف المسلح والاتجار بالمخدرات والابتزاز.

مداهمات واعتقالات

وقبل المداهمة، أعلنت الشرطة الألمانية حظر نشاط عصابة "يونايتد تربيون"، قائلة بأن الجماعة تشكل "تهديداً خطيراً" للمواطنين وأنها مسؤولة عن مجموعة من الجرائم العنيفة. هذا وداهمت الشرطة عقارات منسوبة للعصابة بـ9 ولايات مختلفة، حيث صادرت عدداً من الأسلحة، بما في ذلك مضارب بيسبول ومناجل ومفاصل مدببة، بالإضافة إلى طابعة ثلاثية الأبعاد يُعتقد أنها استخدمت لصنع تلك الأسلحة.

وقالت وزارة الداخلية الألمانية إنها حظرت حوالي 100 شخص من أفراد "يونايتد تربيون"، وسيجري حل العصابة بالإضافة إلى فروعها الثلاثة عشر ومصادرة أصولها، كما سيجري تجريم نشر رموز العصابة أو استخدامها في الأماكن العامة.

وقالت وزيرة الداخلية نانسي فيسر في بيان بأن "أعضاء عصابة يونايتد تربيون ارتكبوا أخطر الجرائم: جرائم جنسية، جرائم اتجار بالبشر ومحاولة قتل"، كما "انخرطت في مواجهات عنيفة وتصفية حسابات" مع نظرائها من عصابات الدراجات النارية، ولهذا "جرى حظر العصابة".

ماذا تعرف عن عصابات الدراجات النارية في ألمانيا؟

يعود تأسيس عصابة "يونايتد تربيون" إلى سنة 2004، ببلدة فيليغن شوينينغن بالجنوب الغربي لألمانيا، على يد ملاكم سابق من أصول بوسنية يدعى أرمين تشولوم. ويعرف تشولوم عصابته بأنها مجموعة أخوية تعنى برياضات فنون القتال وكمال الأجسام، كما لا يجري قبول الانتماء إلى هذه العصابة إلا بموافقة الزعيم المذكور.

هذا ويعتقد بوجود أكثر من 1700 منتمٍ إلى هذا النوع من العصابات، التي ينتشر نشاطها على كل التراب الألماني. ويعرف هؤلاء المنتمون غالباً بقيادتهم دراجات نارية كبيرة، ولبسهم سترات جلدية سوداء عليها شارات العصابة التي ينتمون إليها. وتنخرط هذه العصابات في شتى أنواع الجريمة المنظمة، كالاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي، إضافة إلى العنف والمواجهات المسلحة.

ولا يقتصر نشاط هذه العصابات على ألمانيا وحدها، لكنها تمتد لتطال دول الجوار. فالعصابة "يونايتد تربيون"، على سبيل المثال، لها 13 فرعاً منتشرة في دول البلقان، والنمسا وسويسرا. وفي سنة 2014، كشف تقرير لصحيفة "Temps" السويسرية نشاط "يونايتد تربيون" في البلاد، قائلاً بأنهم يديرون جزءاً من سوق المخدرات هناك إضافة إلى شبكات الدعارة والاتجار بالبشر.

وحسب تقرير لوزارة العدل الأمريكية، فإن ألمانيا استوردت ثقافة عصابات الدراجات النارية من الولايات المتحدة، حيث أنشأ عدد من العصابات الأمريكية فروعاً لها بالقسم الغربي من البلاد خلال سنوات السبعينيات. ومن بين أبرز هذه العصابات الأمريكية كانت "آنجلز أوف هيل"، التي أنشأت فرعها الألماني سنة 1973.

هذا ويشكل هذا النوع من الجريمة المنظمة خطراً على عموم المواطنين، وتهدد عمليات تصفية الحسابات والمواجهات المسلحة، التي تقع غالباً في الأماكن العامة، حياة المدنيين وسلامتهم الشخصية.

TRT عربي