وفي ردّها على سؤال لأحد الصحفيين بشأن ما إذا كان ترمب قد استبعد إرسال قوات أمريكية إلى غزة أم لا، قالت ليفيت خلال المؤتمر الصحفي اليومي: "ما أقوله هو أن الرئيس لم يلتزم ذلك (إرسال قوات لغزة) حتى الآن. لم يقدم هذا الالتزام".
وأضافت أن الرئيس "لم يتعهد بإرسال قوات إلى غزة، كما صرّح بأن الولايات المتحدة لن تتحمل تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة". وأردفت قائلة: "إدارته (ترمب) ستعمل مع شركائنا في المنطقة لإعادة بناء هذه المنطقة (قطاع غزة)".
واعتبرت أن مسألة إعمار غزة "فكرة غير تقليدية" لترمب، زاعمة أن هدف الأخير هو "تحقيق سلام دائم في منطقة الشرق الأوسط لصالح جميع شعوب المنطقة". وتابعت: "لقد أصبح واضحاً للرئيس أن على الولايات المتحدة أن تكون جزءاً من جهود إعادة الإعمار لضمان الاستقرار في المنطقة للجميع".
واستدركت: "لكن هذا لا يعني إرسال قوات إلى غزة، ولا يعني أن دافعي الضرائب الأمريكيين سيمولون هذه الجهود، بل يعني أن ترمب، الذي يُعدّ أفضل صانع صفقات على وجه الأرض (على حد وصفها)، سيتوصل إلى اتفاق مع شركائنا في المنطقة بهذا الخصوص".
وبشأن الشركاء الأجانب الذين يقول ترمب إنهم يدعمون مخططاته إزاء غزة، قالت ليفيت: "الرئيس أوضح أنه طرح هذه الفكرة منذ فترة طويلة، وكان يفكر بها ملياً. وقال في تصريحاته الليلة الماضية إن هذا ليس قراراً أو إعلاناً اتخذه باستخفاف". وأضافت: "الرئيس تحدث بالفعل مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كأول مكالمة له مع زعيم أجنبي. كما أنه سيجتمع الأسبوع المقبل مع ملك الأردن الملك عبد الله الثاني. وتحدث مع ملك البحرين ومع ولي العهد السعودي".
وفي تناقض مع تصريحات ترمب، الثلاثاء، التي تحدثت عن تهجير دائم لكامل سكان غزة بالخارج وسيطرة بلاده على القطاع الفلسطيني، قالت ليفيت: "كان الرئيس واضحاً وصريحاً جداً في أنه يتوقع من شركائنا في المنطقة، وبخاصة مصر والأردن، أن يقبلوا مؤقتاً استضافة اللاجئين الفلسطينيين، حتى نتمكن من إعادة بناء وطنهم".
وعرضت المتحدثة صوراً للدمار الهائل في غزة كدليل على ما اعتبرته وهو أن القطاع بات "منطقة غير صالحة للسكن البشري". وتساءلت مستنكرة: "هل تعتقدون حقاً أن العائلات يمكنها العيش في منطقة تبدو هكذا، بلا ماء جارٍ أو كهرباء؟". وأضافت: "المبعوث الخاص للرئيس إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، زار غزة مؤخراً، وعاد ومعه صور توضح الوضع المأساوي هناك".
وتابعت: "عرض ويتكوف هذه الصور على الرئيس، واتخذ الرئيس هذا القرار بدافع إنساني يشمل جميع شعوب المنطقة"، وفق زعمها.
من جانبه، وصف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عرض ترمب بأنه "فريد من نوعه.. وليس خطوة عدائية"، مؤكداً أنه يعكس "استعداد" الولايات المتحدة لتحمل مسؤولية إعادة إعمار غزة. وأضاف روبيو أن "عرض ترمب هو التدخل وإزالة الحطام وتنظيف المكان من كل الدمار". وأردف قائلاً: "شعب غزة سيضطر إلى العيش في مكان ما في أثناء إعادة البناء".
ومساء الثلاثاء، كشف ترمب خلال مؤتمر صحفي جمعه مع بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عزم بلاده الاستيلاء على غزة بعد تهجير كامل سكانه من الفلسطينيين إلى دول أخرى. ولم يستبعد ترمب إمكانية نشر قوات أمريكية لدعم إعادة إعمار غزة، متوقعاً أن تكون للولايات المتحدة "ملكية طويلة الأمد" في القطاع الفلسطيني.
ولاقت خطط ترمب إشادة وامتناناً واسعين على المستوى السياسي بإسرائيل، بما يشمل مختلف التوجهات. فيما صدرت في المقابل ردود فعل واسعة رافضة له بشدة من قبل الرئاسة والفصائل الفلسطينية، ودول ومنظمات إقليمية ودولية.