في قمتها الخامسة المنعقدة في العاصمة الطاجيكية دوشنبه، أكدت منظمة التعاون وبناء تدابير الثقة في آسيا -سيكا- في بيانها الختامي، السبت، على أهمية التكاتف لمواجهة التحديات التي تواجه أعضاء المنظمة والتي جاء على رأسها ملفات محاربة الإرهاب واللاجئين.
تكتسب قمة سيكا أهميتها والتي تعد بمثابة تجمع دولي فاعل، بحضور أبزر قادة الدول من أعضاءها السبعة والعشرين ومن بينهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والصيني شي جين بينغ، والإيراني حسن روحاني، وتضم المنظمة بالإضافة إلى الدول الأعضاء دول مراقبة وممثلي منظمات دولية منها الامم المتحدة وجامعة الدول العربية.
وبحثت القمة المنعقدة تحت عنوان "رؤية مشتركة من أجل منطقة سيكا أكثر أمنا ورفاهية"، موضوعات عدة بين بينها الوضع في سوريا والحرب في اليمن، والقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى قضية هجوم خليج عمان.
أهمية قمة سيكا
تعقد قمة رؤساء الدول واجتماع وزراء الخارجية لمنظمة "سيكا" كل أربع سنوات، وتضم 27 دولة عضو و13 دولة ومؤسسة دولية مراقبة.
ويرى أستاذ العلاقات الدولية سمير صالحة في حديث لـTRT عربي، أن التجمع الدولي لمنظمة سيكا تكمن أهميته في انه يضم تنوع دول إقليمية، ففيه إكثر من لاعب وأكثر من طرف ودور في التعامل مع الملفات في آسيا.
ويتابع "وبالتالي يمكن لهذا التكتل المساهمة في حل الكثير من المشاكل، لكن في نفس الوقت هناك تدخلات من أطراف خارج المنظومة تسعى للتأثير على القرارات التي تتخذها المجموعة، فهناك خروقات وتباعد بين سياسات الأعضاء داخل التجمع".
ويضيف "الكثير من الدول الموجودة تحت سقف هذا التجمع تتباين سياساتها وبالتالي فإنفاذ قرارات البيان الختامي صعب ويتطلب تنسيق حقيقي على الأرض بين الدول الأعضاء".
تركيا ترفض الأمر الواقع في القدس
في إطار مشاركته في القمة، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمته عن رفض بلاده للمساعي التي تحاول فرض أمر واقع في القدس، داعياً دول العالم لدعم القضية الفلسطينية والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وحذّر من سياسات القضاء على منظمة إرهابية باستخدام منظمة إرهابية أخرى، في إشارة إلى استخدام الولايات المتحدة تنظيمات PKKو YPG الإرهابية للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي.
إيران ستواصل تقليص التزاماتها
وفي وقت تتصاعد فيه التوترات مع الولايات المتحدة بعد هجمات على ناقلتي نفط خليج عمان، قال الرئيس الإيراني أنه لا يمكن لبلاده أن تظل الطرف الوحيد الملتزم في الاتفاق النووي من جانب واحد، وأن إيران ستواصل تقليص التزاماتها في ظل غياب "إشارات إيجابية" من الأطراف الأخرى في الاتفاق.
مؤكداً أنه يتطلب من هذه الأطراف السعي في الحفاظ على الاتفاق أيضاً، وصرح أن السبب وراء زعزعة أمن الشرق الأوسط يكمن في تدخل دول عظمى في المنطقة، وأن تزايد الدور الأمريكي في الشرق الأوسط لن يزيد الأمور إلا تعقيداً.
روسيا والصين
وفي كلمته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي أثر سلبياً على جهود حظر انتشار الأسلحة، وأضاف ان حل الأزمة يتمثل في التزام جميع الأطراف بالوفاء ببنود الاتفاق.
وحول تصريحاته حول الحرب التجارية، قال بوتين إن الولايات المتحدة تخوض "حروب تجارية" دون الالتزام بقواعد المنافسة الاقتصادية، ومعها محاولات التنمر، والقضاء على المنافسين بطرق غير قانونية، مشدداً على ضرورة إعادة تأسيس الثقة والمنافسة العادلة بين الدول،وضرورة إزالة الإجراءات الحمائية، والعقوبات، والقيود السياسية
ودعا في خطابه إلى بذل الجهود لتشكيل نظام عالمي عادل، وتعزيز التعاون بين الدول الآسيوية في مجال مكافحة الإرهاب، ودعم التسوية السلمية للنزاعات الإقليمية وتخفيف التوترات في المناطق الساخنة عبر الحوار
وتتهم روسيا الولايات المتحدة بفرض عقوبات غير مشروعة ضدها كما أن بوتين انتقد مرارا في عدة مناسبات "الحرب التجارية" من قبل الولايات المتحدة ضد الصين.
كما أكد الرئيس الصيني في كلمته إلى ضرورة تبني الحوار بدلا من المواجهة لحل الأزمات، وإنشاء خريطة أمنية شاملة تراعي خصوصيات القارة الآسيوية، وقال إن على دول القارة توحيد الجهود لمواجهة التحديات وتحقيق الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب بشكل جماعي.
وتأتي هذه القمة بعد يوم من استضافة قرغيزستان قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي اتهم فيها روحاني الولايات المتحدة بأنها "تهديد خطير للاستقرار" الإقليمي والدولي عبر انتهاكها كل القواعد الدولية العامين الأخيرين، ودعا بقية أطراف الاتفاق النووي بالالتزام بتعهداتها.
وتُعقد قمة رؤساء الدول واجتماع وزراء الخارجية كل أربع سنوات، وتجري بالتناوب كل عامين. وتتولى الدولة التي تستضيف القمة منصب الرئاسة، وتقع أماناتها العامة الدائمة في مدينة ألماتي الكازاخية.