وخلال الزيارة، يُجري الوزير فيدان محادثات مع المسؤولين في شمال قبرص التركية بشأن القضايا الثنائية والتطورات الأخيرة المتعلقة بالقضية القبرصية.
ومن المتوقع أن يناقش فيدان خلال الزيارة تنظيم اجتماع غير رسمي في سويسرا تحت رعاية الأمين العام للأمم المتحدة، يضم قادة جزيرة قبرص، والدولتين الضامنتين (تركيا واليونان) وبريطانيا بتمثيل أقل، بالإضافة إلى مباحثات بين الوزير فيدان والسلطات في شمال قبرص التركية بشأن هذا الاجتماع المرتقب.
وشهدت قضية قبرص تحركاً ملحوظاً عام 2024 بعد فترة طويلة من الجمود. ففي 15 أكتوبر/تشرين الأول 2024، جرى تنظيم عشاء غير رسمي في نيويورك تحت رعاية الأمين العام للأمم المتحدة، بمشاركة رئيس شمال قبرص التركية إرسين تتار ورئيس إدارة جنوب قبرص اليونانية نيكوس هيرستودوليديس.
وفي أعقاب هذا العشاء، أفادت المتحدثة باسم الأمم المتحدة بأن الأمانة العامة للأمم المتحدة سجلت رسمياً عدم وجود أرضية مشتركة لبدء المفاوضات الرسمية بين الأطراف المعنية في قبرص، مع الإشارة إلى جهود المبعوث الشخصي السابق للأمين العام ماريا أنجيلا هولغوين كوييار.
بالمقابل، تواصل تركيا، بصفتها الدولة الضامنة، جهودها المستمرة لضمان أمن ورفاهية شعب جمهورية شمال قبرص التركية.
وفي هذا الصدد، كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد دعا في خطاباته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دوراتها رقم 77 و78 و79 في عام 2024، المجتمع الدولي إلى الاعتراف بجمهورية قبرص التركية.
وخلال اجتماع 5+ في جنيف في أبريل/نيسان 2021، أعلن رئيس جمهورية شمال قبرص التركية إرسين تتار عن سحب دعمه لنموذج الفيدرالية ذات المجتمعين والمنطقتين، مقترحاً حلاً قائماً على دولتين منفصلتين، وقد حصل هذا المقترح على دعم كامل من تركيا.
ويأتي دعم تركيا بعدما لم تسفر المفاوضات المستندة إلى الفيدرالية، التي استمرت لأكثر من نصف قرن، عن إيجاد حل للقضية القبرصية، إذ إن الجزيرة تتكون فعلاً من دولتين منفصلتين وشعبين مختلفين.
كما أن تركيا تؤكد أنه للوصول إلى حل عادل ودائم ومستدام، يجب أولاً أن يجري الاعتراف الدولي بحقوق الشعب شمال القبرصي التركي، بما في ذلك المساواة السيادية والاعتراف بالمكانة الدولية المتساوية.
وفي 20 يوليو/تموز 1974، أطلقت تركيا "عملية السلام" في الجزيرة بعد أن شهدت انقلاباً عسكرياً قاده نيكوس سامبسون، ضد الرئيس القبرصي مكاريوس الثالث، في 15 من الشهر نفسه.
وجرى الانقلاب بدعم من المجلس العسكري الحاكم في اليونان، فيما استهدفت المجموعات المسلحة اليونانية سكان الجزيرة الأتراك.
وبدأ الجيش التركي عملية عسكرية ثانية في 14 أغسطس/آب 1974، ونجحت العمليتان في تحقيق أهدافهما، وأُبرمت اتفاقية تبادل للأسرى بين الجانبين في 16 سبتمبر/أيلول من العام نفسه.
وفي 13 فبراير/شباط 1975، أُسست "دولة قبرص التركية الاتحادية" في الشطر الشمالي من الجزيرة، وانتُخب الراحل رؤوف دنكطاش رئيساً لها، وباتت تُعرف باسم جمهورية شمال قبرص التركية.