سوريون يحولون المخلفات المعدنية إلى أواني طبخ / صورة: AA  (AA)
تابعنا

في ورش يعمل فيها عشرات النازحين في مناطق شمالي سوريا، يجري تحويل المخلفات المعدنية إلى أواني مطبخ صالحة للاستخدام، لتدر لجامعي المخلفات والفنيين أرباحاً يواجهون بها شظف العيش ويحاربون خلالها تلوث البيئة.

وتوفر ورش إعادة تدوير العلب المعدنية وتحويلها إلى أواني مطبخ فرص عمل للعشرات في مناطق شمالي سوريا الخارجة عن سيطرة النظام السوري.

وأسس هذه الورش نازحون يقيمون في محافظة إدلب وريف حلب ويعمل فيها عشرات من النازحين وسكان المنطقة، وتدر عليهم دخلاً معقولاً لإدامة حياتهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها مناطقهم.

وتجمع علب الدهان والسمنة والجبنة والمشروبات من مراكز تجميع القمامة، وتباع لهذه الورش التي تحولها إلى أواني مطبخ بعد مرورها بعدة مراحل، وبذلك يُخفف التلوث البيئي الذي تسببه هذه النفايات بعد تحويلها إلى مواد نافعة.

ويجري في المرحلة الأولى تنظيف العلب بشكل جيد، ومن ثم تذويبها في أفران خاصة وتحويلها إلى سبائك ألمنيوم، ويجري بعدها إرسالها إلى ورش تصنيع الأواني المنزلية في مدينة الباب بريف حلب.

صعوبات كبيرة

وفي ورش تصنيع الأواني تُضغط السبائك المستخلصة من المخلفات المعدنية وقطعها وتصنيع أواني المطبخ مثل الطناجر وأباريق الشاي والصحون، ويجري بعد ذلك إرسالها إلى الأسواق وبيعها إذ توفر قسماً من احتياجات المنطقة من الأواني.

تتمثل الصعوبات، في غلاء أسعار المحروقات وتدني الأجور وضعف الطلب في السوق (AA)

وتتمثل الصعوبات، في غلاء أسعار المحروقات وتدني الأجور وضعف الطلب في السوق، ما يضطرهم أحياناً إلى تخزين قسم من إنتاجهم لعدم تمكنهم من بيعه.

إعادة تدوير

يقول النازح صالح علوش الذي ترك مدينته حلب هرباً من قوات النظام وأسس ورشة لصناعة أواني المطبخ يعمل فيها 55 شخصاً.

وأوضح أنه يجري معالجة طن ونصف من الألمنيوم في ورشته يومياً حيث يجري تأمينها من ورش إعادة التدوير.

يتم جمع الخردة الألمنيوم والعلب المعدنية وتحويلها لأواني طهي (AA)

وشرح علوش مراحل تصنيع الأواني قائلاً: "نسكب قوالب الألمنيوم ونعطيها أشكالاً متعددة ومن ثم نضغط على الأشكال لتسوية سطحها، ومن بعدها يجري صنع الطناجر وأباريق الشاي والصحون والمعالق وأواني المطبخ الأخرى".

رضا الله غالب، أب لـ5 أطفال ويعيش في منطقة معرة مصرين، أكد أنه يجمع الخردة الألمنيوم والعلب المعدنية لتوريدها لصالح ورش إعادة التدوير.

وأوضح غالب أنه يكسب يومياً 80 ليرة تركية (نحو 3 دولارات) لافتاً إلى أنهم يعيشون بفضل بيع المواد القابلة للتدوير، مشيراً إلى أن "جمع الخردة وبيعها أفضل من العيش على الدين".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً