استشهاد 24 فلسطينياً بينهم أطفال وإصابة 93 آخرين في مجزرتَين ارتكبهما جيش الاحتلال بعد قصفه مدرسة ومسجداً يؤويان نازحين وسط قطاع غزة. / صورة: AA (AA)
تابعنا

وعادة تمهد إنذارات الإخلاء لهجمات شرسة بحجة استهداف عناصر وبنى تحتية لحماس، رغم أنها في كل مرة تودي بحياة عشرات من المدنيين بمن فيهم أطفال ونساء ومسنون.

ورغم أن جيش الاحتلال قصف كثيراً المناطق التي يزعم أنها "آمنة"، أنذر المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي، في بيان عبر حسابه على منصة إكس، السكان في شمالي القطاع بالانتقال عبر شارعي الرشيد (البحر) وصلاح الدين (شرق)، إلى المنطقة "الإنسانية" بالمواصي جنوبي قطاع غزة. وأضاف: "أذكركم بأن منطقة شمال قطاع غزة لا تزال تعتبر منطقة قتال خطيرة".

وفي مدينة جباليا شمالي القطاع، أعلن الجيش بدء اجتياح بري للمدينة بدعوى "منع حركة حماس من إعادة تأهيل قواتها".

وقال في بيان منفصل نشره الأحد على منصة إكس: "بدأت قوات الفرقة 162 عملياتها ليلاً في منطقة جباليا، وذلك بعد معلومات استخباراتية أولية وبعد التقييم المستمر للوضع ونشاط القوات الميدانية"، مدّعياً أن لحماس عناصر و"بنى تحتية" في المنطقة.

وبرر الهجمات الجديدة بادعاء "محاولات ترميم البنى التحتية التي تجريها حماس في المنطقة"، وتابع الجيش: "أكملت الفرق القتالية للفرقة 401 و460 تطويق المنطقة والقوات مستمرة الآن في العمل بالمنطقة".

وقال: "قبل بداية العملية هاجمت قوات سلاح الجو عشرات الأهداف العسكرية لمساندة القوات المناورة ومن بينها مستودعات أسلحة وبنى تحت أرضية وخلايا مخربين وبنى عسكرية إضافية"، وفق بيانه.

شهداء في غارات على الشمال

وفجر الأحد، استشهد 30 فلسطينياً وجرح العشرات، في سلسلة غارات إسرائيلية على شمال قطاع غزة، هي الأعنف منذ مايو/أيار الماضي، فيما توغلت آليات عسكرية إسرائيلية شرق بلدة جباليا تحت غطاء ناري مكثف، وفق وكالة الأناضول.

وشهدت مناطق شرق وغرب محافظة شمال غزة مساء السبت، حركة نزوح للفلسطينيين وسط قصف إسرائيلي جوي ومدفعي الأعنف منذ 5 شهور، ورافق القصف إطلاق نار من الطائرات الإسرائيلية المروحية بشكل عشوائي.

كما شنت المقاتلات الإسرائيلية الحربية شن غاراتها المكثفة على مناطق مختلفة من شمالي القطاع، استهدف بعضها منازل مواطنين.

وقبل حوالي شهر، كشفت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن مسؤولي جيش الاحتلال يدرسون قبول خطة تحويل شمال قطاع غزة إلى منطقة عسكرية، تحمل اسم "خطة اللواءات".

و"خطة اللواءات" هي خطة اقترحها مطلع سبتمبر/أيلول الحالي الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي اللواء احتياط "غيورا أيلاند"، ودعمها العشرات من كبار الضباط الحاليين والسابقين بالجيش وتهدف إلى سيطرة إسرائيل على توزيع المساعدات الإنسانية من خلال فرض حصار على شمال قطاع غزة وتهجير سكانه، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت.

ووفق الخطة، فإن المنطقة الواقعة شمال ممر نتساريم (أقامه الاحتلال وسط قطاع غزة لفصل شماله عن جنوبه)، أي مدينة غزة وجميع أحيائها، ستصبح منطقة عسكرية مغلقة، وبذلك سيضطر جميع سكان المنطقة، الذين يقدّر الجيش عددهم بنحو 300 ألف شخص، إلى المغادرة فوراً عبر ممرات "آمنة" للجيش، وفق المصدر ذاته.

ولا يثق الفلسطينيون بما تعتبره إسرائيل ممرات أو مناطق "آمنة"، إذ سبق أن نزحوا قسراً إلى مناطق صنفتها آمنة، ثم تعرضوا لقصف إسرائيلي أسفر عن قتلى وجرحى ودمار هائل.

ووسط قطاع غزة، استشهد 24 فلسطينياً بينهم أطفال وأصيب 93 آخرون، فجر اليوم الأحد، في مجزرتين ارتكبهما جيش الاحتلال بعد قصفه مدرسة ومسجد يؤويان نازحين وسط قطاع غزة.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن "جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرتين وحشيتين بقصف مسجد شهداء الأقصى الملاصق لمستشفى شهداء الأقصى في دير البلح (وسط) ومدرسة ابن رشد في الزوايدة (وسط)، ما تسبب باستشهاد 24 فلسطينياً وإصابة 93 آخرين".

وأضاف المكتب، في بيان، أن "هاتين المجزرتين الوحشيتين تأتيان بعد سلسلة من المجازر ارتكبها جيش الاحتلال بقصفه 27 منزلاً ومدرسة ومركز نزوح في مختلف محافظات قطاع غزة خلال الساعات الـ48 الماضية، وأدى هذا القصف الفظيع المتواصل إلى ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى".

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر إبادة جماعية في قطاع غزة أسفرت عن أكثر من 138 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل حرب الإبادة على قطاع غزة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً