أعلنت البحرين، الجمعة، التوصل إلى اتفاق على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، برعاية أمريكية، لتلحق بذلك بالإمارات التي سبق أن اتخذت خطوة مماثلة في 13 أغسطس/آب الماضي.
ومن المتوقع إجراء مراسم توقيع الاتفاقين، الثلاثاء المقبل، في البيت الأبيض بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزيري الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، والبحريني عبد اللطيف الزياني.
في غضون ذلك أثار الإعلان عن الاتفاق ردود فعل من أحزاب وجمعيات عربية ورفضاً شعبياً عربياً ومن شخصيات ومواطنين بحرينيين.
أحزاب وجمعيات عربية تدين الاتفاق
دانت أحزاب وجمعيات عربية، السبت، اتفاق التطبيع الذي توصلت إليه البحرين وإسرائيل برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بحسب ما جاء في بيانات منفصلة، وتغريدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تعبيراً عن رفض الاتفاق.
ففي البحرين دعت جمعية العمل الإسلاميّ (أمل) شعوب العالم العربي والإسلامي لإدانة ما سمته بـ"جريمة" التطبيع البحريني مع إسرائيل، وطالبت أيضاً في بيان لها، بممارسة كل أشكال الضغط لوقف "الجريمة" عبر كل الوسائل المشروعة والمتاحة، وشدّدت على "حق الشعوب في سيادتها على أراضيها، وحقها في تقرير مصيرها".
وكانت جمعيات بحرينية أعلنت مؤخراً رفضها واستنكارها لكل أشكال التطبيع مع إسرائيل، وذلك "توافقاً مع الموقف العربي الثابت بعدم التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني".
جاء ذلك في بيان مشترك، وقعه كل من تجمع الوحدة الوطنية، وجمعية المنبر الوطني الإسلامي، والتجمع الوحدوي، وجمعية الصف الإسلامي، وجمعية التجمع القومي، وجمعية المنبر التقدمي، وجمعية التجمع الوطني الدستوري، وجمعية الوسط.
وذكر البيان: "نجدد رفضنا لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، نؤكد اعتزازنا بموقف شعب البحرين وفخرنا بمواقف الشعب الخليجي بمواقفه التاريخية في رفض التطبيع".
وفي الأردن دان حزب جبهة العمل الإسلامي (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين) الاتفاق، واعتبر أنه "يمثل جريمة تاريخية يجب التراجع عنها، بما ينسجم مع موقف الشعب البحريني".
وأضاف الحزب، في بيان له، أن "الاتفاق استمرار لمسلسل تساقط الأنظمة العربية في مستنقع التطبيع الذي يشكل طعنة للقضية الفلسطينية ولجهاد الشعب الفلسطيني، وخيانة لمواقف الشعوب العربية".
وأكد أن "هرولة هذه الأنظمة للتطبيع مع العدو الصهيوني والتحالف معه لا تعبر عن مواقف الشعوب العربية، ولن تضمن مصالح الأنظمة".
وفي اليمن استنكر حزب "المؤتمر الشعبي العام" في العاصمة اليمنية صنعاء، أحد أجنحة الحزب الأكبر الذي كان يرأسه الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، الاتفاق البحريني الإسرائيلي.
واعتبر في بيان له، ليل الجمعة/السبت، أن تطبيع البحرين مع إسرائيل "متاجرة بقضايا الأمة وتسابق على إرضاء العدو".
واستنكر البيان "بأشد العبارات" اتفاق التطبيع الأخير، ومن قبله اتفاق الإمارات وإسرائيل، "والذي يأتي ضمن ما يسمى بصفقة القرن واستكمالاً لمخطط تدمير الدول العربية التي كانت ولا تزال تقف في وجه مقاومة خطط التطبيع".
ودعا "جميع أحرار وشرفاء وشعوب الأمة وفي مقدمتها الأحزاب العربية، إلى إدانة واستنكار ورفض مواقف التطبيع مع إسرائيل، باعتبار ذلك خيانة للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني".
بعيداً عن البرلمان
تساءل مغردون بحرينيون إن كانت تمت استشارة مجلس النواب (الغرفة الأولى) ومجلس الشورى (الغرفة الثانية)، بشأن اتفاق التطبيع الأخير.
وقال حساب يحمل اسم "أبو عبد الله" على تويتر: "لماذا لم يؤخذ رأي مجلس الشورى على الأقل لإعطاء القرار صفة شرعية؟".
كما تساءل حساب آخر لمواطن يحمل اسم "إبراهيم أحمد" في تغريدة على تويتر: "هل أخذ رأي مجلس الشورى أم أنه مغيب؟".
من جهته، دعا البرلمان البحريني ممثلاً بمجلسي الشورى والنواب، حكومة البلاد إلى التشاور مع السلطة التشريعية بشأن اتفاق التطبيع المعلن مع إسرائيل برعاية أمريكية، بحسب ما جاء في بيان مشترك نشره الموقع الإلكتروني لمجلس الشورى.
وذكر البيان أن مجلسي الشورى والنواب يدعوان "الحكومة إلى التشاور مع السلطة التشريعية عند اتخاذ أي خطوات قادمة في هذا السياق (التطبيع)"، ومع ذلك رحب المجلسان بالاتفاق، قائلين إنهما "يباركان إعلان إقامة العلاقات مع إسرائيل، ويؤكدان أن الخطوة تصب في مصلحة أمن المنطقة واستقرارها"، بحسب البيان.
رفض شعبي
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، نشر عدد من المغردين العرب والبحرينيين تغريدات ومنشورات عبروا فيها عن رفض اتفاق التطبيع واستمرار دعم الشعب والقضية الفلسطينيين، مستخدمين وسوماً من قبيل: #بحرينيون_ضد_التطبيع و#التطبيع_خيانة و#لا_للتطبيع_مع_الكيان_الصهيوني.
وقالت المغردة البحرينية سمية المجذوب: إنه "مهما كانت اتجاهات الرياح الجيوسياسية، فإن الدعم والتضامن الشعبيين مع فلسطين في البحرين ودول الخليج سيظل مستمراً وغير متغيّر. إنه موقف مبدئي".
من جهتها، قالت الناشطة الحقوقية البحرينية مريم الخواجة إن قرار حكومتها لا يمثل الشعب البحريني، وإن "شعب البحرين ليس حراً، وليس له أي دور فيما يفعله أو يقرره النظام الحاكم، على المستويين المحلي والدولي. المعركة من أجل العدالة والحرية مستمرة".
وكتب المغرد علوي الغريفي: "أنا مواطن بحريني. ولا يمثلني أي تطبيع رسمي مع #الكيان_الصهيوني الغاصب، فلسطين قضيتي، كانت وستبقى".
وقال فاضل عباس مهدي على فيسبوك: "لا للتطبيع.. كل شعب البحرين يرفض الكيان الصهيوني.. نعتذر لشعب فلسطين وأي تطبيع لا يمثل شعب البحرين".
بدوره، كتب عضو الأمانة العامة في جمعية الوفاق البحرينية المعارضة، ماجد ميلاد: "من الأوهام أن يدخل الشعب البحريني نفق التطبيع، فالشعب المصري حتى اللحظة رأسه مرفوع ضد التطبيع".
في حين قال رئيس منظمة سلام للديمقراطية وحقوق الإنسان البحرينية، جواد فيروز: إن "أكبر وأفظع جريمة اقترفتها السلطة الحاكمة في البحرين في تاريخها، بحق الشعب والوطن والأمتين العربية والإسلامية والقيم الإنسانية، هي التطبيع مع الكيان الصهيوني".
عربياً، قال الداعية الكويتي طارق السويدان على فيسبوك: إن "الاحتلال لا يزول إلا بالمقاومة، التطبيع خيانة واستسلام مجاني، تعساً لكم"، وأضاف: "يهرولون نحو الخيانة، وماذا يأخذون بالمقابل، اللعنة في السماء والأرض، التطبيع خيانة".
وغرّد رئيس "حزب الأمة" الكويتي حاكم المطيري، قائلاً: إن "كان ترمب ونتنياهو ومن يطبعون معهم يتصورون أن شعوب الخليج والجزيرة العربية ستستسلم لهم وتفتح الطريق للمحتل الصهيوني ليتحكم بها وبأرضها وثرواتها ومقدساتها فهم والله واهمون حالمون".