وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأربعاء، إن الوضع قرب مدينة بوكروفسك الواقعة في شرق أوكرانيا، والتي تعد مركزاً لوجيستياً مهماً في منطقة دونيتسك، أصبح "بالغ الصعوبة"، حيث تتقدم قوات روسيا في الآونة الأخيرة باتجاه بوكروفسك وأعلنت مراراً السيطرة على قرى مجاورة للمدينة.
ولفت الرئيس الأوكراني في مداخلته المسائية إلى أن الوضع في "بوكروفسك وغيرها من أنحاء منطقة دونيتسك بالغ الصعوبة. تتركز هناك الجهود الأساسية لروسيا والعديد الأكبر لقواتها"، مشيراً إلى تقرير لقائد الجيش أولكسندر سيرسكي.
بدورها، قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إنه "حتى الآن، نفَّذ العدو 38 محاولة لاقتحام مواقع أوكرانية. ولا يزال القتال مستمراً في 14 موقعاً"، فيما قال حاكم منطقة بيلغورود الروسية فياتشيسلاف غلادكوف، اليوم الخميس، إن مدنياً قُتل وأُصيب اثنان آخران في قصف أوكراني على بلدة شيبيكينو.
في السياق، أشار ديفيد كوهين، نائب مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، أمس الأربعاء، إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيشنّ هجوماً مضاداً لمحاولة استعادة الأراضي التي سيطرت عليها القوات الأوكرانية في منطقة كورسك، لكن القوات الروسية ستواجه "قتالاً صعباً".
وذكر كوهين في مؤتمر حول صناعة الأمن القومي، أن أهمية التوغل الأوكراني في نحو 777 كيلومتراً مربعاً تقريباً داخل كورسك الروسية ستتضح في ما بعد.
وأضاف كوهين، في قمة الاستخبارات والأمن القومي، أنه رغم تصريحات أوكرانيا بأنها لا تعتزم ضم المنطقة التي استولت عليها، تبنَّت القوات الأوكرانية خطوطاً دفاعية ويبدو أنها تنوي الاحتفاظ بـ"بعض هذه الأراضي لفترة من الوقت".
واستطرد قائلاً: "متأكدون من أن بوتين سيشن هجوماً مضاداً لمحاولة استعادة تلك الأراضي... نتوقع أن المعركة ستكون صعبة على الروس".
وذكر أن بوتين سيضطر إلى "التعامل مع تداعيات خسارة أراضٍ روسية أمام شعبه".
وأعلنت أوكرانيا أنها سيطرت على مئة تجمع سكني في كورسك الروسية، فيما تواصل القوات الروسية التقدم داخل منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا.
وقال كوهين إن روسيا تحقق هذه المكاسب بـ"تكلفة هائلة" في القوات والعتاد و"ربما" تستولي على مدينة بوكروفسك، المركز اللوجيستي الأوكراني المهم، وتابع: "لكن في نهاية المطاف، لا يغيِّر ذلك من الأمر شيئاً من حيث الاستراتيجيات" بالنسبة إلى الروس.
وفي 6 أغسطس/آب الجاري، أطلقت القوات الأوكرانية عملية واسعة النطاق على كورسك الروسية الحدودية، أسفرت عن اندلاع اشتباكات عنيفة مع الجيش الروسي، وتتواصل الاشتباكات العنيفة بين الجيشين منذ إطلاق العملية.
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوماً عسكريّاً على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه "تخلي" كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعده كييف "تدخلاً" في شؤونها.
