استشهد وأصيب مئات الفلسطينيين، اليوم الجمعة، في قصف إسرائيلي متواصل على عدة مناطق في قطاع غزة. بينما تكبدت قوات الاحتلال العديد من الخسائر بالمعارك مع فصائل المقاومة الفلسطينية.
وتركز القصف الإسرائيلي على مدينة غزة، التي ارتقى فيها العدد الأكبر من الشهداء.
وأكدت وكالة "وفا" الفلسطينية استشهاد 15 فلسطينياً على الأقل وإصابة العشرات، إثر إطلاق الطائرات المسيّرة النار باتجاه المدنيين، وأغلبيتهم من النساء والأطفال، في حي الزيتون شرق المدينة.
ولم تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول للشهداء والجرحى، نتيجة تواصل القصف.
كما قصفت المدفعية ستة منازل مأهولة في حي الزيتون، ما أدى لاستشهاد كثيرين، نقل عشرة منهم إلى مستشفى المعمداني.
وأطلقت المدفعية أيضاً عشرات القذائف على منازل في الزيتون قرب شارع صلاح الدين، مخلفة عشرات الإصابات.
في حي الشجاعية شرق المدينة، دمّرت الطائرات الحربية الإسرائيلية، سوقاً شعبياً، إضافة إلى عشرة منازل مأهولة، ما أدى لاستشهاد تسعة وإصابة 25.
أما في حي الدرج، فقصفت مدفعية الاحتلال، للمرة الثانية، مدرسة فهمي الجرجاوي، إذ استشهد أربعة أشخاص وأصيب تسعة أغلبيتهم أطفال.
كما تعرضت منطقة الصحابة في الحي ذاته، إلى قصف صاروخي من الطيران الحربي ومدفعي من الدبابات، ما أدى لسقوط 20 شهيداً وعشرات الجرحى. واعتقل 25 شخصاً تتراوح أعمارهم بين (15-55 عاماً)، جرّدتهم قوات الاحتلال من ملابسهم.
وفي منطقة النصر والشيخ رضوان شمال المدينة، سقط العديد من الشهداء عقب تعرّض الحي ومنازل مأهولة فيه إلى إطلاق نار كثيف من الطائرات المسيّرة، وإلى قصف صاروخي من الطائرات الحربية، ولقصف مدفعي.
وأفادت "وفا" بتنفيذ جيش الاحتلال إعدامات ميدانية في منطقة مربع جامع فلسطين. إذ أعدم خمسة فلسطينيين على الأقل بينهم رجل مسن، واعتقل 15 آخرين، عقب تجريدهم من ملابسهم.
وفي معسكر جباليا شمال القطاع، قصفت طائرات الاحتلال عدة منازل مأهولة في محيط مستشفيي كمال عدوان والعودة، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى.
كما اقتحمت الدبابات مربع المدارس التابع لـ"الأنروا" في جباليا، وأطلقت النار العشوائي صوب المدنيين والنازحين، ما أدى لوقوع عشرات الإصابات، بينهم أطفال.
وفي منطقة أبراج الشيخ زايد في بلدة بيت لاهيا، قصفت المدفعية بعشرات القذائف عدداً من البنايات والشقق السكنية والمنازل المحيطة، ما أدى لارتقاء عدد كبير من الشهداء ولإصابة العشرات بجروح.
وأفاد مصدر طبي بأن 33 شهيداً وصلوا إلى مجمّع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب القطاع، خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأفادت وسائل إعلام محلية بوقوع شهداء ومصابين، اليوم الجمعة، في غارة إسرائيلية على منطقة الكتيبة بالمدينة.
وفي وقت سابق اليوم أيضاً، قصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين في خان يونس، ما أسفر عن استشهاد 12 شخصاً وإصابة العشرات.
وفي رفح جنوب القطاع، قصف طيران الاحتلال مربعاً سكنياً بالقرب من المستشفى الكويتي، ما أسفر عن وقوع العشرات من الشهداء والجرحى، جرى نقلهم إلى مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار في المدينة.
وقصف طيران الاحتلال أحياء سكنية ومنازل في دير البلح وغزة والنصيرات وجباليا، ما أسفر عن وقوع عدد من الجرحى.
استمرار الاشتباكات
في الأثناء، تحدثت وسائل إعلام عبرية عن اشتباكات بين قوات الاحتلال ومقاتلي الفصائل الفلسطينية في رفح، التي تتعرض لقصف إسرائيلي مكثف.
وهذه أول مرة تندلع فيها الاشتباكات في رفح، التي أجبر الجيش الإسرائيلي سكان قطاع غزة على النزوح إليها.
وبدورها قالت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس إن مقاتليها استهدفوا بقذيفة "تي بي جي" مبنى في جحر الديك تحصّن فيه جنود إسرائيليون وأوقعوهم بين قتيل وجريح.
وأعلنت الكتائب في وقت سابق الاشتباك "مع عشرة جنود صهاينة في خيمة قرب جحر الديك وسط القطاع واستولوا على بندقية إم 16".
كما أعلنت تدمير 72 آليةً عسكريةً إسرائيليةً كلياً أو جزئياً، وقتل 36 جندياً خلال الأيام الثلاثة الماضية في قطاع غزة.
وقال متحدث كتائب القسام أبو عبيدة إنهم "استهدفوا مقرات وغرف القيادة الميدانية الإسرائيلية ودكّوا التحشّدات العسكرية بقذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى في كل محاور القتال ووجهوا رشقات صاروخية نحو أهداف متنوعة".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي يشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى الخميس 18 ألفاً و787 شهيداً و50 ألفاً و897 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، حسب مصادر فلسطينية وأممية.