قدمت البعثة الأممية لدولة الإمارات مساء الأربعاء، مشروع قرار لمجلس الأمن، يهدف إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة لدواعٍ إنسانية، مؤكدة أن الوضع في قطاع غزة كارثي قد يصل إلى نقطة لا رجعة منها.
وقالت البعثة في بيان عبر منصة إكس إن "الإمارات دعت إلى اعتماد قرار عاجل لوقف إطلاق النار في غزة لدواعٍ إنسانية، وقد قدمت الأربعاء مشروع قرارٍ لمجلس الأمن".
وأضافت: "على المجلس أن يتصرف بحسم للمطالبة بوقف إطلاق النار لدواعٍ إنسانية. الوضع في قطاع غزة كارثي قد يصل إلى نقطة لا رجعة منها، ولا يمكننا الانتظار أكثر".
وأشارت البعثة في بيانها إلى أن المشروع "يحظى بدعم المجموعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، الذي يُعَدّ ضرورة أخلاقية وإنسانية، نحثّ عبرها جميع الدول على دعم دعوة الأمين العامّ (غوتيريش)".
والأربعاء وجّه الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رسالة إلى مجلس الأمن يفعّل فيها المادة رقم 99 من ميثاق الأمم المتحدة التي تتيح للأمين العامّ تنبيه المجلس حول أي مسألة يرى أنها قد تهدّد السلم والأمن الإقليميين".
في سياق متصل صرّح مسؤولون في الإدارة الأمريكية بأنها حذرت إسرائيل "على وجه التحديد" بخصوص هجماتها على قطاع غزة، لذلك يمكن أن تنتهي الهجمات الإسرائيلية بحلول يناير/كانون الثاني المقبل.
وصرّح بعض كبار المسؤولين الأمريكيين لشبكة CNN فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم، بأن إدارة الرئيس جو بايدن أبلغت الحكومة الإسرائيلية أن "الهجمات على غزة لا يمكن أن تستمر بشكلها الحالي" نتيجة معارضة الرأي العامّ العالمي.
وأشار المسؤولون إلى أن هجمات إسرائيل البرية، التي كثّفتها في جنوب غزة، يمكن أن تستمر "في نطاق أضيق وبكثافة أقلّ" ضدّ أعضاء حماس وقادتها ربما في يناير/كانون الثاني.
وأشارت مصادر رفيعة المستوى إلى أنه خلال المحادثات "الصعبة" بين واشنطن وحكومة تل أبيب، حُذّرَت إسرائيل "بشكل قاطع" من أنها يجب أن "تخفض عدد الضحايا المدنيين في غزة".
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال كشفت أن وزير الخارجية بلينكن أبلغ مجلس الحرب الإسرائيلي أن واشنطن ترى ضرورة إنهاء الحرب في غزة خلال أسابيع.
واشتدّت حدة القصف الإسرائيلي في مختلف مناطق القطاع مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري، مع انتهاء هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أُنجزت بوساطة قطرية-مصرية-أمريكية، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة إلى القطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
ويشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حرباً مدمرة على غزة، أسفرت عن استشهاد أكثر من 16 ألفاً و250 فلسطينياً، وجرح أكثر من 43 ألفاً، كما خلّفت دماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقاً لمصادر فلسطينية وأممية.
