وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أمس الجمعة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتاد مدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية، وعشرات من أفراد الطواقم الطبية في المستشفى بمحافظة شمال غزة إلى التحقيق.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن قوات الاحتلال أحرقت ودمرت المستشفى ما أدى إلى إخراجه عن الخدمة، مع اقتياد طواقم طبية وجرحى إلى جهة مجهولة، فيما أعلن جيش الاحتلال إطلاق عملية عسكرية في منطقة مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا.
وقال في بيان الجمعة: "قوات فريق القتال التابعة للواء 401 تحت قيادة الفرقة 162 وبتوجيه استخباري من هيئة الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام (الشاباك)، بدأت العمل خلال الساعات الماضية في منطقة مستشفى كمال عدوان بجباليا".
وأقر الجيش في بيانه بإخلاء مرضى وموظفي المستشفى والسكان بمحيطه من خلال ما قال إنه "محاور إخلاء محددة".
ولأكثر من مرة، قال نازحون فلسطينيون إنهم يتعرضون للاستهداف والقتل والاعتقال في محاور الإخلاء والطرق التي يحددها جيش الاحتلال كما أنه ينصب فيها حواجز عسكرية وأمنية للتفتيش.
ومنذ هجوم الجيش على محافظة الشمال في 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والمتزامن مع حصار عسكري مطبق، تعرض المستشفى لعشرات من عمليات الاستهداف بالصواريخ والنيران حيث قال مسؤول صحي إن الجيش يعامله "كهدف عسكري".
وتسببت هذه العملية في خروج المنظومة الصحية عن الخدمة بشكل شبه كامل وفق تصريحات مسؤولين حكوميين، فضلا عن توقف عمل جهاز الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
قصف متواصل على القطاع
وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجمات برية وجوية واسعة على عموم قطاع غزة، مع تصاعد عمليات التدمير ونسف المربعات السكنية في محافظة رفح (جنوب)، ومناطق شمال القطاع، ما تسبب بسقوط أكثر من 40 شهيدا، وأكثر من 110 جرحى خلال الـ24 ساعة الماضية، وقتلت قوات الاحتلال 11 فلسطينيا منذ فجر اليوم السبت بينهم 9 في مخيم المغازي وسط القطاع.
وفي آخر تحديث لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي 3 مجازر في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، مما أدى إلى استشهاد 37 فلسطينياً وإصابة نحو 100 آخرين، ما يرفع حصيلة الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة إلى 45 ألفاً و436 شهيداً، وأكثر من 100 ألف جريح منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفجر اليوم السبت استشهد تسعة فلسطينيين بينهم ثلاثة أطفال، وأصيب عدد آخر بجروح، جراء قصف للاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وأفادت الوكالة أن طواقم الإنقاذ انتشلت 9 شهداء وعدد من الجرحى جراء قصف من الاحتلال استهدف منزلاً لعائلة النعامي في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، وجرى نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح المجاورة.
وأضافت أن مسعفين من الهلال الأحمر الفلسطيني، نقلوا عددا من الجرحى إلى مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، إثر قصف مدفعي وإطلاق نار من آليات الاحتلال الاسرائيلي على خيام النازحين في منطقة مواصي مدينة رفح، جنوب القطاع.
وفي جنوب القطاع، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الطبيب أحمد الزهارنة الذي يعمل ضمن الطاقم الطبي في "مستشفى غزة الأوروبي" بخان يونس استشهد نتيجة البرد القارس، وقد عُثر على جثته داخل خيمته في منطقة المواصي.
وتأتي هذه الحادثة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها النازحون في غزة، حيث تزداد معاناة سكان القطاع بسبب انخفاض درجات الحرارة، ونقص وسائل التدفئة في الخيام.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.