وجّه أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين، ثلاث رسائل لحل الأزمة الليبية القائمة منذ سنوات.
جاء ذلك في مداخلة عبر دائرة تلفزيونية خلال مؤتمر وزاري حول ليبيا تنظمه الأمم المتحدة وألمانيا، قال غوتيريش فيها: "أريد توجيه ثلاث رسائل بسيطة".
وتابع: "أولاً، مستقبل ليبيا على المحك، وأدعو جميع الليبيين لمواصلة العمل من أجل وقف دائم لإطلاق النار، والمساهمة بشكل بنّاء في منتدى الحوار السياسي الليبي الذي تيسره الأمم المتحدة، ومراعاة مصالح الشعب الليبي أولاً".
وتابع: "ثانياً، يجب تنفيذ الالتزامات التي جرى التعهد بها في مؤتمر برلين بشأن ليبيا (19 يناير/كانون الثاني الماضي)، ومنها التنفيذ الكامل وغير المشروط لحظر توريد الأسلحة، الذي فرضه مجلس الأمن، وأن تتوقف فوراً الشحنات الخارجية للأسلحة وغيرها من أشكال الدعم العسكري".
أما الرسالة الثالثة، حسب غوتيريش، فهي أنه "يجب أن نجتمع معاً لتستعيد ليبيا قدرتها علي توفير الخدمات الأساسية والأمن لسكانها، الذين تدهورت ظروفهم المعيشية باستمرار، ليس فقط نتيجة للصراع، ولكن أيضاً بسبب سوء الإدارة والفساد المستشري".
ويعاني البلد الغني بالنفط صراعاً مسلحاً، فبدعم من دول عربية وغربية، تنازع مليشيا الجنرال الانقلابي خليفة حفتر الحكومة الليبية المعترف بها دولياً، على الشرعية والسلطة، ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب دمار مادي هائل.
ودعا غوتيريش إلى "الرفع الفوري والدائم وغير المشروط للحصار المفروض على إنتاج النفط وتصديره (من جانب قوات موالية لمليشيا حفتر)، الذي كان له تأثير مدمر على الاقتصاد".
كما دعا إلى "تفكيك شبكات الاتجار بالبشر الإجرامية في جميع أنحاء البلاد على الفور، وإطلاق سراح اللاجئين والمهاجرين المحتجزين في ظروف غير إنسانية وتوفير مأوى آمن لهم".
وحثّ "الدول الأعضاء (بالأمم المتحدة) على توفير المزيد من أماكن إعادة التوطين والإجلاء للاجئين وطالبي اللجوء الذين تقطعت بهم السبل في ليبيا".
ولفت غوتيريش إلى استقالة الحكومة (المؤقتة غير المعترف بها) شرقي ليبيا، في 13 سبتمبر/أيلول الماضي، وإعلان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق (المعترف بها دولياً) فائز السراج في 16 من الشهر نفسه، تسليم السلطة بحلول نهاية أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
واعتبر أن هذين الحدثين "يوفران دافعاً إضافياً للجهات الفاعلة الليبية لاستئناف الحوار السياسي وإدارة عملية تعيد البلاد إلى السلام المستدام والاستقرار والتنمية".
وزاد غوتيريش بأن البعثة الأممية في ليبيا "تحضِّر لسلسلة اجتماعات ومشاورات لتسهيل استئناف المحادثات السياسية الليبية الشاملة، بقيادة وملكية ليبية".
ويشارك في "مؤتمر برلين الثاني" وزراء وممثلون عن الدول والمنظمات الإقليمة والدولية التي حضرت مؤتمر يناير/كانون الثاني الماضي، بهدف تثبيت وقف إطلاق النار القائم منذ 21 أغسطس/آب الماضي.