وفي بيانها قالت الحركة: "ننعى لأبناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم الأخ القائد الشهيد المجاهد إسماعيل هنية رئيس الحركة، الذي قضى إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد".
مَن إسماعيل هنية؟
وُلد إسماعيل عبد السلام أحمد هنية لاجئاً في 23 مايو/أيار 1963 في مخيم الشاطئ وعاش فيه، بعد أن هاجرت عائلته قسراً من قرية جورة عسقلان، خلال أحداث النكبة عام 1948.
ومنذ عام 2019 يقيم القائد السياسي لحماس في قطر، وهو أب لـ13 من الأبناء، اغتال الاحتلال الإسرائيلي في الحرب الحالية على غزة 3 منهم في أبريل/نيسان 2024 بمخيم الشاطئ.
درس هنية الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في غزة، وحصل على الثانوية العامة من معهد الأزهر، ثم التحق بالجامعة الإسلامية في غزة، عام 1981، وتخرّج منها مُجازاً في الأدب العربي، كما شغل بالجامعة عدة وظائف قبل أن يصبح عميداً لها في 1992.
أَسر ونفي
بدأ هنية نشاطه السياسي داخل "الكتلة الإسلامية" الذراع الطلابية لجماعة الإخوان المسلمين، التي انبثقت عنها لاحقاً حركة حماس.
أسر الاحتلال هنية للمرة الأولى في 1987 بعد الانتفاضة الفلسطينية ولبث 18 يوماً في سجونه. ثم أسره للمرة الثانية في العام التالي لـ6 اشهر. وفي 1989 دخل سجون الاحتلال الإسرائيلي مجدداً وقضى به 3 سنوات، بـ"تهمة الانتماء لحركة حماس".
وبعد فك أسره، نفاه الاحتلال إلى منطقة مرج الزهور، جنوبي لبنان، في 17 ديسمبر/كانون الأول عام 1992، ثم عاد إلى غزة بعد قضائه عاماً في المنفى إثر توقيع اتفاقية أوسلو.
خلال الانتفاضة الأولى، عُرف على أنه أحد قادة "حماس" الشباب وخطيب مفوه. وشغل منصب مدير مكتب الشيخ أحمد ياسين بعد فك أسره عام 1997.
كما ترأس هنية كتلة "التغيير والإصلاح" التابعة لحماس في الانتخابات التشريعية عام 2006، وشغل منصب رئيس الحكومة حتى يونيو/حزيران 2007.
انتُخب هنية رئيساً للمكتب السياسي للحركة في مايو/أيار 2017، وأُعيد انتخابه لدورة ثانية في 2021 لمدة 4 أعوام.
وقبل هنية، اغتالت إسرائيل مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين في 22 مارس/آذار 2004، وخلفه عبد العزيز الرنتيسي الذي اغتيل بعده بأسابيع قليلة، وتولى هنية قيادة الحركة في غزة.
محاولات اغتيال
تعرض هنية لمحاولات اغتيال ومضايقات، حيث جُرحت يده يوم 6 سبتمبر/أيلول 2003 إثر غارة إسرائيلية استهدفت بعض قياديي حماس من بينهم الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة.
كما تعرض موكبه لإطلاق نار في غزة يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول 2006 في أثناء صدام مسلح بين حركتي فتح وحماس، واستهدفت إسرائيل منزله في غزة بالقصف في حروبها على غزة خلال السنوات الماضية سعياً لاغتياله.
واغتال الجيش الإسرائيلي 3 من أبناء إسماعيل هنية و3 من أحفاده يوم 10 أبريل/نيسان 2024 كانوا على متن سيارة لأداء صلة الرحم وتهنئة السكان بمناسبة عيد الفطر.
كما اعتقلت الشرطة الإسرائيلية يوم 1 أبريل/نيسان 2024 إحدى شقيقات هنية قرب مدينة بئر السبع في النقب بتهم تشمل التواصل مع أعضاء في الحركة.
وخلال الحرب الإسرائيلية الحالية على قطاع غزة التي بدأت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قصفت الطائرات الإسرائيلية منزل هنية في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غربي مدينة غزة.
وأدرجت وزارة الخارجية الأمريكية هنية على "قوائم الإرهاب" في يناير/كانون الثاني 2018، في فترة شهدت توتراً بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
جهود للهدنة بغزة
قاد هنية الجهود السياسية لوقف الحرب على قطاع غزة، عبر الإشراف على مسار مفاوضات التهدئة، وقيادة الجهود السياسية للضغط على إسرائيل لوقف حربها على قطاع غزة.
ويصفه المتخصص في الشؤون الفلسطينية بجامعة قطر، أديب زيادة، هنية بأنه "يقود المعركة السياسية لحماس مع الحكومات العربية"، مشيراً إلى أنه "الواجهة السياسية والدبلوماسية لحماس".
وفي عام 2012، عندما سُئل من صحفيين من رويترز، عمّا إذا كانت حماس قد تخلت عن المقاومة المسلحة، أجاب هنية بالنفي القاطع، مؤكداً أن المقاومة ستستمر بجميع أشكالها: الشعبية، والسياسية، والدبلوماسية، والعسكرية.
وكان آخر ظهور لهنية في طهران خلال حفل تنصيب الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، مساء أمس الثلاثاء، وأفادت رويترز نقلاً عن وسائل إعلام رسمية إيرانية، بأن اغتيال قائد حركة حماس وقع في نحو الثانية صباحاً بتوقيت إيران، وكان يقيم في مقر خاص لقدامى المحاربين في طهران.