رفضت لندن، الخميس تهديدات الاتحاد الأوروبي باتخاذ إجراءات قانونية بشأن تشريع مثير للجدل متصل بخروج بريطانيا من الاتحاد.
وهرع نائب رئيسة المفوضية الأوروبية ماروس سيفكوفيتش إلى لندن للمطالبة بتوضيحات، وخلال الاجتماع الطارئ قال لوزير الدولة البريطاني مايكل غوف إنه ما لم تُسحَب إجراءات مشروع القانون "بحلول نهاية الشهر"، فإن بروكسل ستنظر في اللجوء إلى القضاء.
وحذرت المفوضية الأوروبية من أن بريطانيا "أضرت بشدة بالثقة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة"، واستخفت بحجة الحكومة البريطانية بأن مشروع القانون سيحافظ على السلام في إيرلندا الشمالية.
ومع ذلك، لم تبد الحكومة البريطانية استعدادها لأي تراجع، فيما قال غوف: "لقد أوضحت لنائب رئيسة المفوضية سيفكوفيتش أننا لن نسحب هذا التشريع وقد فهم ذلك. بالطبع أبدى أسفه".
وسيمنح مشروع القانون الوزراء البريطانيين سلطات أحادية الجانب لتنظيم التجارة بين إنجلترا واسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية، بمجرد انتهاء سريان قانون الاتحاد الأوروبي بعد فترة انتقالية من "بريكست" تستمر حتى نهاية هذا العام.
ويهدف مشروع القانون البريطاني الذي أطلق عليه "قانون السوق الداخلي"، إلى تغيير أجزاء من بروتوكول إيرلندا الشمالية، وهو جزء من اتفاق بريكست، والذي وضع للحفاظ على حدود مفتوحة بين إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا.
ويحوي مشروع القانون فقرات مصممة لضمان عدم تقييد التجارة بين الأقاليم الأربعة في المملكة المتحدة، وأن تبقى إيرلندا الشمالية جزءاً من الجمارك البريطانية.
وتجري بريطانيا، التي غادرت الاتحاد الأوروبي في 31 كانون الثاني/يناير الماضي، مفاوضات مع بروكسل للتوصل إلى علاقة تجارية مفيدة مع الكتلة الأوروبية.
وفي حال تعثر التوصل إلى اتفاق بين لندن وبروكسل حتى نهاية العام، فستكون العلاقات التجارية بين الطرفين وفقاً لقواعد منظمة التجارة العالمية بعد 31 ديسمبر/كانون الأول 2020.
ويأتي انسحاب بريطانيا بعد 3 أعوام ونصف عام من تصويت البريطانيين بنسبة 52% لمصلحة الخروج من الاتحاد في استفتاء أجري عام 2016.