لحظات تقشعر لها الأبدان، وتحتبس معها الأنفاس، عيون الحاضرين تنظر بكل ألم وحزن إلى السوري تركي النعيمي وهو يعانق صغيرته في مطار الملكة علياء الدولي بالعاصمة الأردنية عمان.
مراسل وكالة الأناضول تابع لحظات لمّ الشمل بين الطفلة ووالدها، الذي كان ثمرة جهود مشتركة للجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر التركي ونظيره الأردني ومفوضية شؤون اللاجئين.
تفاصيل القصة تعود إلى عام 2012، بعد أن كان الأب غادر سوريا ولجأ إلى الأردن تاركاً ابنته البالغة من العمر، حينها، ثلاثة أعوام عند عمّها، والذي توّفي في وقتٍ لاحق لتظل مع زوجته التي سافرت إلى تركيا فيما بعد هرباً من النزاع المسلّح في بلادها.
لم ينقطع تواصل الأب مع ابنته، واستمر الأمر، حتى قرر تركي عام 2019، اللجوء إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وهنا، قالت متحدثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالأردن، سجى عليوة، للأناضول: "بعد تواصل تركي معنا، بدأنا على الفور التواصل مع الهلال الأحمر التركي والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للم الشّمل بين الأب وابنته".
وبينت: "قصة حلا هي رمز لآلاف العائلات السورية التي تفرقت بفعل الحرب والنزاع المسلح، وتشير إحصاءاتنا إلى وجود نحو 25 ألف حالة لأشخاص مماثلين، فقدوا أو انفصلوا عن عائلاتهم منذ بدء النزاع عام 2011".
وأكدت "بصفتنا اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وبالتعاون مع شركائنا في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، نعمل على إتمام أكبر عدد من عمليات لم الشمل بين الأطفال وعائلاتهم".
وبينما دموع الفرح تنهال على وجنتيه، فور مشاهدة لحلا، قال تركي "مشاعري لا توصف اليوم وأنا أكمل فرحتي بلقاء حلا بعد كل هذه الأعوام".
وتابع للأناضول "أتقدم بجزيل الشكر لكل من ساهم في إتمام هذه اللحظة، وتحديداً اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والهلال الأحمر التركي والأردني، ومفوضية شؤون اللاجئين، وقيادتي الأردن وتركيا".
كبرى ديلفيليه، مسؤولة إعادة الروابط الأسرية في الهلال الأحمر التركي، اعتبرت في حديثها للأناضول، أن "تفاصيل الحالة تعود إلى عام 2019، وعملنا مع الصليب الأحمر والهلال الأحمر الأردني ومفوضية شؤون اللاجئين، لإعادة حلا إلى حضن والدها".
وأضافت "الجهات الأردنية والتركية الكل ساعدنا، واليوم وبعد 10 أعوام نجمع شمل الأب مع ابنته، وتقابلت حلا مع أبيها، لم نفقد الأمل ولكننا بالعمل الجدي وصلنا إلى رؤية هذه اللحظة".
ويرتبط الأردن مع جارته الشمالية سوريا بحدود طولها 375 كيلومتراً، ما جعل المملكة من بين الدول الأكثر استقبالاً للسوريين، بعدد بلغ مليوناً و300 ألف شخص، نصفهم فقط يحملون صفة "لاجئ".