تعيش ألمانيا حالة من التأهب تحسباً لانقطاع محتمل في الإمدادات من عملاق الغاز الروسي المملوك للدولة غازبروم، وذلك في ظل رفض الدول الغربية شراء الغاز الروسي بالروبل، ما يهدد بأزمة نقص حادة في الطاقة ستطال مختلف القطاعات في البلاد.
ويختار الألمان أن تُحرق جثثهم عندما يموتون بشكل متزايد، إلا أن ذلك سيواجه عراقيل في الأشهر المقبلة إذا قطعت روسيا إمدادات الغاز.
وتعكف شركات من بينها محارق الجثث على تطوير خطط طوارئ للتغلب على ارتفاع تكاليف الغاز واحتمال أنه لن يكون متاحاً بأي سعر.
وقال سفيند يويرك سوبولفسكي رئيس اتحاد محارق الجثث في ألمانيا إنه في حال تطبيق أي نظام للحصص فإن القطاع ينبغي أن تكون له الأولوية لأنه بدون الغاز لن تتمكن معظم محارق الجثث من العمل.
وأضاف قائلاً: "لا يمكنك وقف الموت".
وتشير أرقام من جمعية متعهدي الجنائز في ألمانيا إلى أنه من بين مليون شخص تقريباً يموتون كل عام في البلاد فإن حوالي ثلاثة أرباعهم تُحرق جثثهم.
وقال ستيفن نيوسر رئيس الجمعية إنه مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى فإن تلك نسبة مرتفعة.
وأضاف أنه في الأجل الطويل، فإن التحول من الغاز إلى الكهرباء قد يكون خياراً، لكن ذلك قد لا يحدث سريعاً.
ويختار المزيد من الناس الآن أرخص الطرق لحرق الجثث مباشرة، بدون وجود خدمة مراسم، إذ يعتبر حرق الجثث أقل تكلفة من شراء نعش أو حجز قبر أو حتى تكبد عناء الإنفاق على الزهور ما يزيد الأعباء المالية للأسر الألمانية.
وكانت صحيفة الغارديان البريطانية قالت في تقرير لها إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصبح أقوى من أي وقت مضى، بسبب فشل العقوبات الغربية المفروضة على روسيا إثر هجومها على أوكرانيا.
وقال الكاتب في الصحيفة سيمون جنكيز: "تعتبر العقوبات الغربية ضد روسيا من أكثر السياسات سوءاً وتأتّياً بنتائج عكسية في التاريخ الدولي الحديث، إن المساعدة العسكرية لأوكرانيا لها ما يبررها، لكن الحرب الاقتصادية غير فعالة ضد النظام في موسكو، ومدمرة".
يأتي ذلك فيما بدأت مدن في ألمانيا فرض تدابير وقائية لتوفير الطاقة إذ لجأت إلى إطفاء الأنوار وفرض الحمامات الباردة في المسابح العامة، في الوقت الذي تتسابق فيه البلاد لتقليل استهلاكها من الطاقة في مواجهة أزمة الغاز الروسية التي تلوح في الأفق، حسب صحيفة الغارديان.
ويواجه الاتحاد الأوروبي تحدياً بعد أن وافق على خفض استهلاك الغاز بنسبة 15% في محاولة لتفادي أزمة الشتاء الناجمة عن خفض حاد أو إغلاق كامل لإمدادات الغاز الروسي إلى الاتحاد، في حين تساءلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن مدى فاعلية هذا الإجراء في حماية تلك الدول من الشتاء القارس القادم.
وكانت دول الاتحاد الأوروبي اتفقت قبل أيام على تلك الخطة التي أقرها وزراء الطاقة في بروكسل، واعتبرت رداً فعالاً على استخدام روسيا ثروتها الطاقية سلاحاً اقتصادياً.
وتلزم الخطة دول الاتحاد الأوروبي خفض استخدامها الغاز بنسبة 15% خلال فصل الشتاء، مع استثناءات لبعض الدول، إلا أن المجر كانت البلد العضو الوحيد الذي عارضها قائلاً على لسان وزير خارجيته بيتر سيّارتو: "هذا اقتراح غير مبرر وعديم الفائدة وغير قابل للتنفيذ وضار".