ترجم ضعف زخم زيارة الرئيس الموريتاني للمملكة العربية السعودية وهزال نتائجها ورفض الطرف الموريتاني الترويج لها واعتبارها زيارة ناجحة مستوى الخلاف والغضب اللذين صاحبا الزيارة وما بعدها في مسار العلاقات بين البلدين.
خلاف عكس نتائج هزيلة..
على الرغم من أنها الزيارة الأولى التي ينفذها رئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني إلى السعودية منذ انتخابه رئيساً للبلاد في انتخابات 22 يونيو 2019، إلا أن نتائجها كشفت عن خلاف عميق في وجهات النظر بين غزواني وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
ويرى الصحفي والمحلل السياسي بابا ولد زيال، أن نتائج الزيارة التي قام بها ولد الغزواني للرياض جاءت دون تطلعات كافة الدوائر السياسية والإعلامية بموريتانيا، حيث انتهت هذه الزيارة الأولى من نوعها دون تقديم الطرف السعودي أي مساعدات مالية أو الوعد باستثمار في البلد عكس ما كان متوقعاً.
نتائج الزيارة التي قام بها ولد الغزواني للرياض جاءت دون تطلعات كافة الدوائر السياسية والإعلامية بموريتانيا.
وأَضاف ولد زيال، في تصريح لـTRT عربي، أن الصمت الذي أعقب زيارة الرئيس الموريتاني للسعودية وعدم تثمينه لنتائجها أثبت للجميع وجود خلاف عميق مع الجانب السعودي الذي اكتفى هو الآخر باستقبال باهت لولد الغزواني انتهت آثاره مع انتهاء توقيت الزيارة.
القشة التي قصمت ظهر البعير..
ظلت أسباب فشل زيارة الرئيس الموريتاني للسعودية غائبة عن المشهد تاركة المجال للتخمينات حول أسباب ضعف التنسيق والتعاون الدبلوماسي والاقتصادي بين البلدين، والجفاء الذي بدى واضحاً للجميع داخلياً وخارجياً بعيد هذه الزيارة، وعدم محاولة أي طرف التواصل مع الآخر لرأب الصدع وتجاوز الخلاف العميق.
وقد كشف موقع "أفريكا أنتليجانس"، عن خفايا الخلاف الذي كان سببه الضغط السعودي على الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني ومحاولة دفعه إلى إعادة العلاقات مع إسرائيل لسابق عهدها بعد سنوات من القطيعة، وهو الطلب الذي تسبب في صدمة وغضب واستهجان ولد الغزواني، ودفعه للتعبير الفوري عن رفضه جملة وتفصيلاً.
محاولة ابن سلمان لإقناع الرئيس الموريتاني بإعادة التطبيع مع إسرائيل تمثل أموراً مجتمعة من شأنها التأثير على مستقبل العلاقات بين البلدين.
وقد حاول ابن سلمان ـ حسب الموقع ـ اقناع الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني بالتواصل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ما دفع به للرد ببديهة سريعة أن الأمر سيتطلب سياسة عربية موحدة تجاه إسرائيل.
إحباط وسعي للابتزاز..
لم يكتفِ ابن سلمان بمحاولة إقناع ولد الغزواني بإعادة علاقات موريتانيا مع إسرائيل فقط، بل حاول ابتزازه بعد أن تأكد من رفضه القاطع عودة بلاده للتطبيع، حيث امتدح ابن سلمان الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز أمام الغزواني في مخالفة نادرة للبروتوكولات الدبلوماسية.
ويرى المحلل السياسي أحمد ولد الديه في تصريح لـTRT عربية، أن محاولة ابن سلمان لإقناع الرئيس الموريتاني بإعادة التطبيع مع إسرائيل، وسعيه لابتزازه من خلال تمجيد سلفه ولد عبد العزيز في حضوره، تمثل أموراً مجتمعة من شأنها التأثير على مستقبل العلاقات بين البلدين، ودفع الأخير لمراجعة دعم بلاده المطلق لسياسات السعودية في المنطقة.
ورجح ولد الديه أن تتقاعس موريتانيا مستقبلاً عن دعم المواقف والسياسات السعودية عربياً وإقليمياً، في صمت ودون أن يتم التصريح به في الفترة الحالية الحرجة التي يمر بها العالم بسبب انتشار فيروس كورونا.