وقررت صحيفة واشنطن بوست، التي تتمتع بمكانة قوية في وسائل الإعلام الرئيسية والمعروفة بدعمها للمرشحين الديمقراطيين، عدم دعم أي مرشح في هذه الانتخابات التي تتنافس فيها الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترمب.
وكانت الصحيفة، التي أعلنت لأول مرة عام 1976 دعمها للمرشح الديمقراطي آنذاك جيمي كارتر، تعلن باستمرار عن دعمها لمرشح رئاسي في كل انتخابات منذ الانتخابات الرئاسية عام 1988.
وورد في البيان الذي وقعه رئيس التحرير ويليام لويس نيابة عن الصحيفة المملوكة لمؤسس أمازون جيف بيزوس أنه "لن تعلن واشنطن بوست دعمها لأي مرشح رئاسي في هذه الانتخابات، ولن تفعل ذلك في الانتخابات الرئاسية المقبلة".
وزعمت وسائل إعلام أمريكية أن واشنطن بوست كانت قريبة جداً من دعم هاريس، لكن بيزوس تدخل في هذا القرار وأعقب هذا التدخل بيان "عدم دعم أحد".
وكانت صحيفة لوس أنجلوس تايمز قد قررت بدورها أيضاً "عدم دعم أي مرشح"، بعد أن كان من المتوقع دعمها لهاريس.
في المقابل أعلنت صحيفة نيويورك تايمز في بيان لها يوم 30 سبتمبر/أيلول الماضي دعمها الديمقراطية هاريس في الانتخابات الرئاسية، معتبرة أن عودة المرشح الجمهوري ترمب إلى البيت الأبيض "لن تكون لها نتائج جيدة للبلاد".
دعم كلينتون وبايدن يفوق دعم هاريس
ووفق بيانات رسمية، أعلنت قرابة 80 مؤسسة إعلامية أمريكية دعمها لهاريس في هذه الانتخابات، فيما قرر نحو 10 مؤسسات إعلامية أخرى دعم ترمب.
وكان عدد المؤسسات الإعلامية التي أعلنت، عام 2016، دعمها للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بلغ نحو 240 مؤسسة، فيما قُدّر عدد المؤسسات الإعلامية التي أعلنت دعمها لبايدن عام 2020 بنحو 120 مؤسسة.
يشار إلى أن الإعلان عن دعم مرشح للانتخابات الرئاسية من عدمه يُعتبر "بيانَ موقف" تقليدياً للمؤسسات الإعلامية الأمريكية.
وعلى الرغم من أن هناك مناقشات باستمرار حول أن هذا التوجه لا يتوافق مع خطاب "الإعلام المستقل"، فإنه من المعروف أن وسائل الإعلام الأمريكية اليسارية الليبرالية تدعم إلى حد كبير المرشحين الديمقراطيين، في حين تدعم وسائل الإعلام اليمينية المرشحين الجمهوريين.
ويشير بعض الخبراء إلى أنه بسبب الانقسام السياسي العميق في الولايات المتحدة والصعوبات الاقتصادية التي تواجهها وسائل الإعلام، ترغب الصحف المحلية في تجنب خطر فقدان بعض مشتركيها من خلال دعم أي مرشح رئاسي.