المرونة التي تتمتع بها عملية تصنيع السفينة "ميلغم" جعلتها قادرة على تلبية الاحتياجات المتنوعة للجيش التركي والجيوش الأخرى، التي تستخدم السفينة كالبحرية الباكستانية والماليزية ومؤخراً الأوكرانية.
وفي مقالة على موقع TRT Haber يشير الصحفي والكاتب سيرتاش أكسان إلى أن السفن المنتجة ضمن مشروع "ميلغم" وحدها القادرة على أن تضم أنظمة استشعار وأسلحة متنوعة بالإضافة إلى أربعة أنظمة دفع بحرية مختلفة. وتتولى أنظمة الدفع هذه مسؤولية تحريك السفينة في المياه، وتعد من أهم أنظمة المركبات البحرية التي يرتبط بها عنصرا السرعة والاقتصاد في الوقود.
وحول قدرة السفينة "ميلغم" على أن تعمل بأربعة أنظمة مختلفة يشير الباحث في الشؤون البحرية كوزان سلجوق أركان في حديثه مع TRT Haber إلى أنه "لا توجد دولة أخرى في العالم قادرة على تحقيق ذلك في فئة سفينة واحدة. إنه إنجاز كبير."
وأوضح أركان أن السفن المنتجة لصالح البحرية الأوكرانية مختلفة عن التي أنتجت لصالح البحرية الباكستانية والماليزية والتركية، فالشركات التركية كانت قادرة على إنتاج نماذج مختلفة بأنظمة تتناسب مع طلبات الدول.
فالبحرية الباكستانية أرادت أن تحتوي السفينة على أجهزة استشعار وأسلحة مختلفة عن بقية النماذج، فيما كانت للبحرية الماليزية طلبات تتناسب مع تهديداتها وأهدافها، هذه القدرة والمرونة تتيح تكامل الأنظمة الموجودة على السفينة مع العناصر البحرية الأخرى، وحتى مع العناصر البرية أو الجوية. يؤكد أركان أن هذه المرونة بالغة الأهمية.
على خلاف الغرب والصين
ويضيف الباحث في الصناعات البحرية أركان أنه "مع تطور العالم، انتهى عصر بناء سفينة واحدة وبيعها. كل بحرية في العالم لديها احتياجات مختلفة. بعض الدول ترغب في استخدام التقنيات التي طورتها على متن سفنها، ولكن، لا يسمح المنتجون الغربيون أو الصينيون بذلك كثيراً، فهم يتبعون نهجاً غير متسامح مع التباين في سفنهم للحفاظ على سيطرتهم."
ويشير أركان إلى أن تركيا أكثر الدول مرونة وتقبلاً للاختلاف، وظهر ذلك في كيفية تقبلها لطلبات الدول في أنظمة الاستشعار والأسلحة "الآن، أضفنا تنوعاً في أنظمة الدفع." ويرجع أركان الفضل في ذلك إلى المهندسين الأتراك وشركة STM المساهم الأساسي في بناء مشروع "ميلغم".
وحول أنظمة الدفع يشير أركان إلى أن تركيا تمكنت من إنتاج واحدة من أكثر السفن اقتصادية في العالم "باستخدام نظام دفع قياسي يتكون من محركين ديزل + توربين غاز، ولكن في بعض الأحيان تكون هناك متطلبات خاصة. نحن نوفر الحلول بسرعة. في بعض الأحيان نضيف توربينات، وأحياناً نستخدم محركي ديزل فقط. على سبيل المثال، البحرية الماليزية لم تطلب توربيناً. لذلك، بنينا لهم نظاماً يحتوي على أربعة محركات ديزل."
وعلى الرغم من الخطوات الكبيرة التي اتخذتها تركيا في بناء السفن الحربية فإنها ما زالت تواجه تحديات كبيرة، يقول أركان :"لقد حللنا كل شيء بشكل مثالي في مسألة بناء السفن باستثناء التمويل. إذا تمكنا من تحقيق تقدم في هذا المجال، فلن نتفوق فقط في تصدير "ميلغم"، ولكن في أنواع أخرى من السفن أيضاً، وستتمكن أحواضنا من بناء مشاريع بملايين الدولارات. أتمنى أن يبدأ في المستقبل حقبة جديدة نحصد فيها المزيد من ثمار قدراتنا".
بإدارة البحرية التركية وتنفيذ رئاسة الصناعات الدفاعية التركية، دشنت تركيا عام 2005 أول مشاريعها ضمن المشروع الوطني الأكبر لإنتاج سفن ومنصات بحرية بإمكانيات محلية خالصة. وحمل المشروع التركي الواعد حينها اسم "ميلغم (MİLGEM)" اختصاراً لـ"السفينة الوطنية (Millî Gemi)".
وفي عام 2014 تعاونت رئاسة الصناعات الدفاعية مع شركة (STM) التركية، التي تتعاون بدورها مع 50 شركة محلية أخرى لإتمام مهمة استكمال أعمال تصنيع الطرادات المتبقية من فئة "أدا"، ويأتي على رأسهما شركتا "أسيلسان" و"هافيلسان" التركيتان اللتان وُكّلت إليهما مهام تطوير مكونات وأنظمة القيادة والتحكم وإدارة الحرب الإلكترونية.