بهذه الكلمات تنقل الشابة نيفين الدوارسة (21 عاماً) ما يشهده شمالي قطاع غزة من إبادة مستمرة يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم العشرين حيث يستمر القصف والحصار والتجويع.
ورصدت TRT عربي شهادات لفلسطينيبن عاشوا حصار الاحتلال وأهوال إبادته التي ارتكبها في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، حيث أُجبروا على النزوح من المخيم.
ولليوم العشرين على التوالي يواصل جيش الاحتلال القصف الجوي والمدفعي المكثف وإطلاق النار شمال قطاع غزة، وخاصة مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا في مشاهد تُوصف بأنها "إبادة" يشاهدها العالم على الهواء مباشرة.
"نحن في إبادة"
تروي نيفين، التي كانت تعمل مسعفة في مركز إيواء في بركة أبو راشد بمخيم جباليا، عن آخر مجزرة حضرتها وأصيب أقربائها فيها إذ أوعز الاحتلال عبر طائرته "كواد كابتر" الساعة التاسعة صباحاً بإخلاء المدرسة الساعة العاشرة صباحاً لكنه قصفها بعد 10 دقائق من التحذير، ما وصفته نيفين بـ"الغدر" إذ لم يكونوا أخلوا المركز بعد.
وتقول لـTRT عربي: "صارت حالة غدر، أعطونا مهلة ساعة بعد عشر دقايق قصفونا كان في المدرسة مجازر كثيرة، من ضمن المجازر هي إصابة بنات وأولاد عمي، وأنا باعتباري مسعفة لم أستطع إسعافهم فاضطريت إلى إخراج جوالي لتوثيق المجزرة والإبادة التي صارت عندنا في المدرسة".
ورغم أن نيفين نجت من المجزرة، فإنها تشكو تعبها وصدمتها من الأهوال التي شهدتها، وعن هذا تقول: "عدة مرات أكون المسعفة في نقاط طبية ويقصفونها من ضمن المرة هذه أصبت في مدرسة أبو حسين عندما قصفوها عدة مرات".
وتضيف: "أنا بنت عمري 21 سنة عشت حاله هلع وخوف، أنا في المستشفى لا أستطيع أن أعالج نفسيتي ولا أعالج الخوف الذي أعيشه الآن، كما أن لدي طفلة في حضانتي استشهد أهلها".
ووجهت الشابة رسالة إلى دول العالم ومنظمات حقوق الإنسان بالضغط لوقف الحرب في غزة، مشيرة إلى أنها "إبادة" حيث عاشوا القصف والحصار والتجويع ورغم ذلك "لم يهتم بنا أحد"، حسب تعبيرها.
وتتابع: "الحمد لله نجاني الله من الموت أكثر من مرة.. تعرضت للقصف أكثر من مرة، كنت أوصل الإصابات بكرسي متحرك إلى مستشفى كمال عدوان إذ لم توجد عربات إسعاف تنقل الإصابات التي كانت تحدث في المدرسة.. الوضع صعب عندنا والطريق غير آمن عدا الاعتقالات التي صارت في المدرسة والاستهزاء بالسيدات وكبار السن والأطفال من الاحتلال الإسرائيلي".
وخلال حديثها، عرضت نيفين مقطعاً مصوراً وثقته لسيدة وهي في الشارع مع ابنتها قدمها مبتورة وطفل أحشاؤه للخارج وطفل قدمه مبتورة، أولادها جميعهم استشهدوا.
لا مكان آمن
بدوره، يقول إبراهيم مقاط المنحدر من شمال قطاع شمال غزة الذي أُجبر أيضاً على النزوح قسراً إنه "كنا في بيوتنا آمنين سالمين فجأة نزلت علينا الصواريخ.. استشهد من استشهد وأصيب من أصيب"، حسب تعبيره.
ويضيف إبراهيم في مقابلة مع TRT عربي أن الإصابات أغلبها مخ وأعصاب بسبب كسور في الجمجمة ما أدى أيضاً إلى نزيف داخلي كما توجد إصابات حروق.
وحول ظروف نزوح إلى مستشفى المعمداني في مدينة غزة، يشير ابراهيم إلى أنهم "كانوا يتحركون بحذر، حيث لا يوجد مكان آمن وكل المناطق عرضة لاستهداف الاحتلال الإسرائيلي"، ويؤكد أن منزله قُصف دون سابق إنذار من الاحتلال بقوله "فجأة نزل صاروخان على البيت وأغلب من استشهدوا وأصيبوا في المنزل هم أطفال ونساء، يعني أطفال أخرجناهم من بين الركام".
أما الشاب عوض أبو ليلة أصابته شظية صاروخ في بطنه بعد أن استهدف منزله في مخيم جباليا حيث كان مع أخويه وصديقهم، استشهدوا جميعهم وكان هو الناجي الوحيد.
ويقول لـTRT عربي: "أَسعفَنا والدي بعربة إلى مستشفى العودة، بقينا فيه 5 أيام ثم حولونا إلى مستشفى المعمداني.. بقينا عشر ساعات في الطريق.. وأنا في الطريق أنزلنا جنود الاحتلال وصورونا ووجهوا مدفع الدبابة إليّ".
عوض الآن في مستشفى المعمداني إلى جانب عديد من المصابين الآخرين الذين نزحوا من مخيم جباليا حيث يندر العلاج، في حين يواجه المعمداني وهو الوحيد الذي يعمل في مدينة غزة وسط صعوبات كبيرة في تقديم العلاج للمصابين، بسبب أعدادهم الكبيرة، وقلة الكوادر الطبية المتخصصة، ونقص حاد في المستلزمات.
ويتواصل قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي لمناطق مختلفة في شمال قطاع غزة، بالتزامن مع استمرار مساعي الجيش لإفراغ المنطقة من المواطنين عبر التهجير القسري، وفق شهود عيان.
وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، شرع الاحتلال بقصف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة في شمال القطاع، وبدأ في اليوم التالي اجتياحه لها بذريعة "منع حركة حماس استعادة قوتها في المنطقة".