ورفض دونالد ترمب، المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية، تحديد أي جدول زمني لمناظرة هاريس، وقالت الحملة الانتخابية لترمب أمس الخميس، إن "ترمب يرفض في الوقت الراهن تحديد أي جدول زمني لمناظرة منافسته الديمقراطية المفترضة كامالا هاريس، لأنها لم تحصل رسمياً بعد على ترشيح الحزب الديمقراطي".
وذكر ستيفن تشيونغ، المتحدث باسم حملة ترمب، أنه "لا يمكن الانتهاء من تفاصيل مناظرة الانتخابات العامة قبل أن يقرر الديمقراطيون رسمياً مرشحهم". وأضاف أنّ "من غير المناسب تحديد موعد مع هاريس لأن من الممكن أن يغيّر الديمقراطيون آراءهم".
من جهتها، أبدت هاريس استعدادها لمناظرة ترمب الذي رأى أن "من غير المناسب" تنظيم لقاء مع منافسته الجديدة قبل أن يُعيّنها الحزب الديمقراطي رسمياً.
وكتبت المرشحة الديمقراطية عبر حسابها على منصة إكس ساخرةً: "ماذا حدث لـ(في أي زمان وأي مكان؟"، وهي العبارة التي استخدمها ترمب للرد على التحدي الذي وجهه إليه الرئيس جو بايدن عندما دعاه لمناظرته.
هجوم لاذع
وشنت هاريس، أمس الخميس، هجوماً لاذعاً على ترمب وأنصاره الجمهوريين. وفي خطاب ألقته في هيوستن أمام نقابة للمعلمين، تحدثت عن برنامجها الانتخابي الذي ركزت فيه على السياسة الاقتصادية وحقوق العمال، والرعاية الصحية ورعاية الأطفال بأسعار معقولة، فيما اتهمت الجمهوريين بعرقلة فرض قيود على الأسلحة في أعقاب إطلاق النار في المدارس، حسبما نقلت وكالة رويترز.
وقالت هاريس أمام حشد كبير: "إن معركتنا هي من أجل المستقبل. نحن في معركة من أجل حرياتنا الأساسية. وأقول: هيا بنا".
وبالإضافة إلى ذلك، يعد ملف "الحق في الإجهاض" من أكثر الملفات التي تدعمها هاريس، ودافعت عنها مراراً خلال حملة بايدن الانتخابية بعد أن ألغت المحكمة العليا قانون "رو ضد ويد" خلال عام 2022.
وهاجم ترمب برنامج هاريس الذي يسعى لمنع القيود الفيدرالية أو المحلية على حق الإجهاض، وقال في تجمع حاشد في شارلوت بولاية نورث كارولاينا يوم الأربعاء الماضي، وهو الأول له منذ انسحاب بايدن من السباق، إن هاريس "شخص متطرف ومجنون".
وأضاف ترمب: "عندما تقارن موقفي بشأن الإجهاض بموقف كامالا هاريس، فإن موقفي أعلى بثماني نقاط في استطلاعات الرأي"، حسبما نقلت وكالة بلومبرغ.
ولم يتردد ترمب في توجيه انتقادات لاذعة إلى هاريس، متهماً إياها بـ"اليسارية المتطرفة" سواء أمام أنصاره أو عبر منصات التواصل الاجتماعي، كما وصفها بـ"الماركسية الراديكالية" ورأى أنها "أسوأ" من ذلك، قائلاً: "نحن لسنا مستعدين لرئيس ماركسي".
واتهم عمار موسى، المتحدث باسم حملة هاريس، ترمب بمحاولة تشتيت انتباه الناخبين عن القضايا المهمة.
وقال موسى في بيان نقلته صحيفة نيويورك تايمز: "سيكون الاختيار في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بين أجندة مشروع ترمب 2025 لحظر الإجهاض على مستوى البلاد ومنح نفسه سلطة غير محدودة وغير مقيدة، وبين نائبة الرئيس هاريس، التي تقاتل من أجل حماية الحرية وضمان حصول كل أمريكي على فرصة عادلة".
وفضلاً عن قضية الإجهاض، هاجم ترمب في خطاباته سجل هاريس كمدّعية عامّة، زاعماً أنّها كانت "متساهلةً في قضايا الجريمة"، بالإضافة إلى مواقفها بشأن الهجرة وحقوق حمل السلاح، "مما يقدم لمحةً عن كيفية تحويله رسائله للتكيف مع خصم جديد"، حسبما نقلت صحيفة نيويورك تايمز.
"العودة إلى سياسات فاشلة"
وخلال تجمعها الانتخابي في تكساس، الخميس، أكدت هاريس أن "دونالد ترمب وحلفاءه المتطرفين يريدون إعادة البلاد إلى سياسات اقتصادية فاشلة".
وسبق أن قالت هاريس، إن "ترمب ومشروعه المتطرف سوف يُضعف الطبقة الوسطى ويُعيد الولايات المتحدة إلى الخلف". وذكرت في وقت سابق: "حملتي الانتخابية لا تتعلق بدونالد ترمب فقط، بل أيضاً برؤيتنا لمستقبل الولايات المتحدة".
والأربعاء، وافقت لجنة قواعد الحزب الديمقراطي على خطة لترشيح هاريس رسمياً للرئاسة بحلول أغسطس/آب، قبل مؤتمر الحزب من 19 إلى 22 من نفس الشهر في شيكاغو، كما ستختار هاريس مرشحاً لمنصب نائب الرئيس بحلول السابع من الشهر ذاته.