في خطوة استجابة لاستغاثة إسرائيل بسبب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة حماس، أمرت وزارة الدفاع الأمريكية بإبحار حاملة الطائرات الهجومية الأمريكية يو إس إس جيرالد فورد (USS Gerald Ford) إلى شرق البحر المتوسط، وترافقها قوة بحرية ضخمة تضم ما يقرب من 5000 بحار وتشكيلة من الطائرات الحربية والطرادات والمدمرات.
تعد يو إس إس جيرالد فورد واحدة من أفخم وأكبر حاملات الطائرات في العالم، إذ يصل وزنها إلى 100 ألف طن. جرى تصميمها بتقنيات هندسية وتكنولوجية متقدمة، وهي تعمل بالدفع النووي، وتجسد رمزاً للقوة العسكرية للولايات المتحدة.
حاملة الطائرات الهجومية "يو إس إس جيرالد فورد"
في عالم البحار والعمليات العسكرية البحرية، تبرز حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس جيرالد فورد (USS Gerald Ford) تحفة هندسية وتكنولوجية استثنائية جرى تطويرها في السنوات الأخيرة. تعد هذه الحاملة الحادية عشرة في الأسطول الأمريكي وتمثل جيلاً جديداً من السفن العاملة بالدفع النووي.
اختير اسم يو إس إس جيرالد فورد تكريماً للرئيس الثامن والثلاثين للولايات المتحدة، جيرالد فورد، الذي تولى منصب الرئاسة في الفترة من 1974 إلى 1977، بعد استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون في أعقاب فضيحة ووترجيت. خلال الحرب العالمية الثانية، قدم فورد خدمته في البحرية وحصل على رتبة ملازم أول، إذ خدم على متن الحاملة يو إس إس مونتيري (CVL 26).
بناء يو إس إس جيرالد فورد
بدأ بناء حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد فورد في 11 أغسطس/آب 2005 بواسطة شركة نورثروب جرومان لبناء السفن، وهي تهدف إلى استبدال حاملة الطائرات يو إس إس إنتربرايز (CVN-65) التي انتهت خدمتها بعد 51 عاماً من الخدمة النشطة في ديسمبر 2012.
جرى توقيع عقد قيمته 2.7 مليار دولار بين شركة نورثروب والبحرية لبناء هذه الحاملة. وبنيت السفينة في مرافق نيوبورت نيوز لبناء السفن في هنتنغتون إينغلز (الآن تابعة لشركة نورثروب جرومان) في نيوبورت نيوز، فيرجينيا.
كان من المتوقع تسليم الحاملة في عام 2015، ولكن تأخرت بسبب مشكلات فنية متعددة، بما في ذلك مشكلات في نظام المصاعد الذي ينقل الأسلحة. جرى تسليم الحاملة إلى البحرية في 31 مايو/أيار 2017. وشهدت أول رحلة لها في 4 أكتوبر/تشرين الأول 2022. وبدءاً من عام 2017، أصبحت يو إس إس جيرالد فورد أكبر حاملة طائرات في العالم، وأكبر سفينة حربية بنيت على الإطلاق.
في مايو/أيار 2023، أبحرت حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد فورد من قاعدة نورفولك في ولاية فيرجينيا لتنفيذ أول مهمة لها والمشاركة في تدريبات في المحيط الأطلسي.
خصائص يو إس إس جيرالد فورد
تتميز حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد فورد بعدة خصائص فريدة. تعتبر أول حاملة طائرات في فئتها في البحرية الأمريكية وتحمل قدرة نووية، ووصفها الرئيس السابق دونالد ترامب بأنها "رسالة إلى العالم تزن مئة ألف طن".
وفقاً لصحيفة "نافي تايمز" المتخصصة في شؤون البحرية الأمريكية، تبلغ مساحة حوالي يو إس إس جيرالد فورد 18210.85 متر مربع، ويبلغ طولها 333 متراً وتصل سرعتها إلى أكثر من 54 كيلومتراً في الساعة.
تتسع الحاملة لـ 76 طائرة ويشغلها طاقم يضم 5000 فرد، وتستخدم محركَين نوويَّين للإبحار في المحيطات والبحار.
تكلف بناء يو إس إس جيرالد فورد مبلغ 12.9 مليار دولار، متجاوزة الميزانية المحددة للمشروع بأكثر من 20%. وجرى تجهيز السفينة بأحدث التقنيات والأنظمة.
وتمتلك يو إس إس جيرالد فورد ثلاثة أضعاف قدرة إنتاج الطاقة بواقع 600 ميغاوات من مفاعلاتها النووية، مقارنة بالحاملات القديمة مثل "نيميتز" التي تبلغ قدرتها القصوى 200 ميغاوات.
وللدفاع عن نفسها، تحمل فورد قاذفتي صواريخ من طراز Mk. 29، تحتوي كلتاهما على 8 صواريخ ESSM، بالإضافة إلى قاذفتي صواريخ متحركة.
تحتوي سفينة فورد أيضاً على 4 أنظمة أسلحة Phalanx Close-In للدفاع ضد الطائرات والصواريخ والسفن الصغيرة، و 4 مدافع رشاشة من نوع M2.50.
وتعتبر يو إس إس جيرالد فورد أول حاملة طائرات جرى تصميمها بمرافق كهربائية كاملة، مما يقضي على خطوط خدمة البخار ويقلل من متطلبات الصيانة ويحسن مراقبة التآكل. كما جرى تصميم السفينة لتكون قادرة على حمل أسلحة مستقبلية جرى تطويرها.
توفر حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد فورد قدرة محسنة على القتال وتحسينات في جودة حياة طواقم البحارة الأمريكيين. وتوفر حاملة الطائرات القدرات الأساسية للوجود الأمامي والردع والسيطرة البحرية وإظهار القوة والأمن البحري والمساعدة الإنسانية.
من المتوقع أن تحقق حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد فورد زيادة بنسبة 25٪ في العمليات الجوية للطائرات والمروحيات المستخدمة، وزيادة توليد الكهرباء من المحركات بالمقارنة مع الطراز السابق، وذلك بسبب تقنية المقاليع الكهرومغناطيسية (EMALS).
مهام يو إس إس جيرالد فورد
في 4 أكتوبر/تشرين الأول 2022، غادرت حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد فورد المحطة البحرية نورفولك في أول رحلة لها، إذ كانت رحلة مخططة لتنفيذ عمليات وتدريبات مشتركة مع حلفاء الناتو وشركائهم في المحيط الأطلسي.
توجهت يو إس إس جيرالد فورد في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2022 إلى ميناء هاليفاكس في نوفا سكوتيا، كندا، والذي يُعتبر أكبر منشأة عسكرية في البلاد والميناء الرئيسي للأسطول الأطلسي التابع للبحرية الملكية الكندية.
ثم في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وصلت يو إس إس جيرالد فورد إلى المملكة المتحدة ورست في خليج ستوكس بالقرب من جوسبورت لمدة أربعة أيام، قبل أن تعود إلى نورفولك في 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
وفي 24 مايو/أيار 2023، وصلت يو إس إس جيرالد فورد إلى أوسلو، النرويج، حيث شاركت في مناورات حلف شمال الأطلسي واستضافت زيارة ولي العهد النرويجي الأمير هاكون.
في 26 يونيو/حزيران 2023، أبحرت يو إس إس جيرالد فورد إلى البحر الأبيض المتوسط ووصلت إلى مدينة سبليت في كرواتيا لإعطاء الفرصة لطاقمها للراحة.
وفي أوائل أكتوبر/تشرين الأول 2023، أجرت جيرالد آر فورد مناورات بحرية مع البحرية الإيطالية في البحر الأيوني.
في 8 أكتوبر/تشرين الثاني 2023، بعد عملية طوفان الأقصى على إسرائيل، أمر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بإرسال حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد فورد إلى شرق البحر الأبيض المتوسط رداً على تلك الأحداث.