نظام الدفاع الجوي "Gökdemir".. قفزة نوعية في الصناعات العسكرية التركية/ صورة: AA (AA)
تابعنا

وكان آخر ما أعلنته وزارة الدفاع التركية أنه سيدخل مخزونها الدفاعي قريباً هو نظام الإطلاق غوكدمير "Gökdemir" الذي طورته شركة "أسيلسان" الوطنية للصناعات الدفاعية بالتعاون مع معهد الأبحاث العلمية والتكنولوجية التركي (توبيتاك).

ويُعد نظام "غوكدمير" واحداً من أهم عناصر مشروع الدفاع الجوي الوطني التركي متعدد الطبقات "القبة الفولاذية" الذي يهدف إلى حماية المجال الجوي التركي من أي تهديد محتمل، إذ سيكون من الممكن استخدام "غوكدمير" في إطلاق صواريخ جو-جو وصواريخ أرض-جو، على مدى وارتفاع متوسط.

كما سيوفر النظام مرونة تشغيلية تمكنه من أداء مهام الدفاع الجوي والصاروخي ضد التهديدات الجوية المحتملة في وقت قصير، إذ يمكن تزويده بـ 8 أو 12 صاروخ جو-جو من طراز "جوكدوغان" الوطني الذي دخل حيز الاستخدام الشهر الماضي.

وحسبما نشرته شركة أسيلسان المصنعة لنظام الإطلاق على موقعها الإلكتروني، فإنه سيعترض التهديدات الجوية المحتملة المختلفة مثل الطائرات الحربية والمروحيات والطائرات بلا طيار المسلحة وغير المسلحة وصواريخ كروز وصواريخ جو-أرض.

وأجري أول اختبار لنظام الإطلاق في يونيو/حزيران 2022، وأثبت نجاحه في قدرته على الانتشار وإطلاق النار المتسلسل في وقت قصير وتدمير التهديدات المحتملة بزاوية 360 درجة بفضل هيكله الدوار.

عنصر حاسم في نظام "القبة الفولاذية"

يُعد "غوكدمير" عنصراً حاسماً في مشروع الدفاع الجوي الوطني التركي متعدد الطبقات "القبة الفولاذية" الذي يهدف إلى الحماية الكاملة للمجال الجوي التركي، ويتمتع بعدة مميزات وخصائص تجعل منه قفزة نوعية في مجال الصناعات الدفاعية الجوية.

وعلى رأس تلك الخصائص تأتي الحركة والمرونة العالية، فهو نظام دفاع جوي محمول ومتنقل، ما يوفر القدرة على نشره وإعادة وضعه بسرعة في ساحة المعركة، كما أن النظام صُمم لتركيبه على مجموعة متنوعة من المنصات، ما يسمح له بالتكيف مع سيناريوهات التشغيل المختلفة.

كذلك لدى النظام، القدرة الدفاعية متعددة الطبقات، إذ يمكنه العمل بشكل متكامل مع أنظمة الدفاع الجوي الأخرى، خاصة عند استخدامه مع أنظمة مثل HISAR، فإنه ينشئ شبكة دفاعية متعددة الطبقات.

من ناحية أخرى يتمتع "غوكدمير" بتقنيات رادارية وأجهزة استشعار متقدمة، إذ جُهز النظام برادار ومستشعرات كهروضوئية، تكتشف الأهداف وتتتبعها بدقة عالية حتى في ظروف الرؤية المنخفضة.

ويُستخدم GÖKDEMIR في المقام الأول لحماية المجال الجوي في المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية والبنى التحتية الحيوية، وتشمل القواعد العسكرية والمناطق والمدن الحدودية، و سيظل النظام في حالة تأهب دائم للتهديدات قصيرة ومتوسطة المدى من أجل إحباط الهجمات.

كذلك سيتكمن نظام الاطلاق متعدد الأهداف الذي عُرض لأول مرة العام الماضي في معرض صناعة الدفاع IDEF في يوليو/تموز 2023، من اكتشاف وتتبع وتحييد الأهداف المتعددة في آن واحد، ما يشكل ميزة حاسمة خاصة في حالات الهجوم المكثف.

ما مشروع "القبة الفولاذية" التركي؟

يُمثل مشروع القبة الفولاذية الذي يعد "غوكدمير" جزءاً منه، قفزة نوعية في قدرات تركيا الدفاعية، فهو ليس مجرد نظام دفاع جوي تقليدي، بل شبكة متكاملة من الرادارات والصواريخ وأنظمة الحرب الإلكترونية تعمل بتناغم فريد.

وسوف تزود الشبكة بالذكاء الصناعي وأنظمة أسلحة الدفاع الجوي والرادار، وأجهزة الاستشعار الكهروضوئية، ووحدات الاتصالات، ومحطات التحكم والقيادة، وستتمكن من رصد وتتبع وتدمير مجموعة واسعة من الأهداف الجوية بدقة عالية وسرعة فائقة، بدءاً من الطائرات المقاتلة وصولاً إلى الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة.

واعتمدت تركيا في بنائها منظومة "القبة الفولاذية" على القدرات المحلية في تطوير أنظمة الإنذار والمراقبة، وتعد شركة "أسيلسان" من الشركات الرائدة في هذا المجال، فهي العمود الفقري لمشروع القبة.

وعن أهمية مشروع القبة الفولاذية، أكد رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التابعة للرئاسة التركية (SSB) هالوك غورغون أهمية تطوير نظام موحد "لأنظمة متعددة"، مؤكداً أن هذا المشروع الوطني سيعمل على دمج جميع أجهزة الاستشعار والأسلحة ضمن شبكة متكاملة مع أنظمة الدفاع الجوي الطبقية.

وأضاف غورغون أن ذلك "يتيح إنشاء صورة جوية مشتركة وإرسالها في الوقت الفعلي إلى مراكز العمليات، وتقديمها لصانعي القرار، مدعومة بالذكاء الصناعي لاتخاذ القرارات". وأوضح أن شركات أَسَيلسان وروكِتسان وتُبِيتاك ساج ومصنع MKE ستتعاون في تنفيذ هذا المشروع.

ووفقاً للصحفي والكاتب في TRT Haber سيرتاش أكسان، فإنه يمكن تقسيم شبكة الدفاع الجوي الجديدة إلى 4 طبقات: قصيرة المدى، وقريبة المدى، ومتوسطة المدى، وطويلة المدى، أما الطبقة القصيرة المدى فتهدف إلى التصدي للتهديدات القريبة جداً. وتشمل الأنظمة التركية مثل "كوركوت"، و"غوكبرك"، و"شاهين"، و"غوكير"، و"إخطار"، و"سونغور".

وثانياً الطبقة قريبة المدى، التي تتعامل مع أهداف على مديات تتراوح من (5-10 كيلومترات)، وتستخدم تركيا أنظمة مثل "هيريكس"، و"سي-رام"، و"حصار أ+" و"غورز" في هذه الطبقة.

والطبقة الثالثة هي متوسطة المدى التي تتراوح بين (10-15 كيلومتراً)، وتستخدم تركيا في هذه الطبقة أنظمة مثل "كَلْكَان 1" و"كَلْكَان 2" و"حصار أو+" في هذه الطبقة. يلعب نظام "كَلْكَان" دور رادار الإنذار المبكر، إذ يكتشف الأهداف الجوية بسرعة ودقة.

ويضيف أكسان أن تركيا طورت أنظمة للتعامل مع الأهداف الطويلة المدى، التي تتراوح بين 15-30 كيلومتراً، ومدى أفقي يزيد على 60 كيلومتراً، وأهم هذه الأنظمة "سيبر" وهو النظام الرئيسي في هذه الطبقة. ومن المتوقع أن يدخل نظام "سيبر" الخدمة هذا العام، وستكون له عدة نسخ بأمدية مختلفة، إذ ستصل النسخة النهائية إلى قدرات اعتراض الصواريخ البالستية التكتيكية.

TRT عربي