فشل مجلس الأمن ليل الجمعة، مجدداً في إصدار قرار بوقف إطلاق النار في غزة بعد استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض (الفيتو) ضد القرار الذي قدمته الإمارات العربية المتحدة وشارك فيه أكثر من 80 دولة بينها تركيا.
وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فشل أيضاً مجلس الأمن في اعتماد قرار قدمته روسيا بشأن وقف إطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية، بعد أن فشل مشروع القرار في الحصول على الأصوات الكافية لتمريره. وكان من المتوقع أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض ضد القرار إذا حصل على ما يكفي من الأصوات لوضعه على طريق الموافقة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت 17487 شهيداً، و46480 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، حسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
تاريخ الفيتو الأمريكي لحماية إسرائيل
رفض الولايات المتحدة لقرارات مجلس الأمن، الخاصة بإسرائيل، يتماشى مع استخدامها التاريخي لحق النقض (الفيتو) لمنع أي قرارات قد تنتقد إسرائيل أو تدعو إلى إقامة دولة فلسطينية.
وحول مشاريع القرارات التي قدمت لمجلس الأمن تتعلق بفلسطين وإسرائيل، من قبل أحد الأعضاء الخمسة الدائمين، جرى استخدام حق النقض ضد 36 مشروع قرار لمجلس الأمن منذ عام 1945، ومن بين هذه القرارات، اعترضت الولايات المتحدة على 34 قراراً، بينما اعترضت روسيا والصين على قرارين اثنين فقط.
واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرارات تدين إسرائيل 46 مرة، بما في ذلك الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان وكذلك ضم إسرائيل لمرتفعات الجولان السورية، التي لا تزال تحت الاحتلال الإسرائيلي. واعترفت واشنطن رسمياً بالسيادة الإسرائيلية في عام 2019 على مرتفعات الجولان.
وتعد المرة الوحيدة، التي لم تستخدم فيها الولايات المتحدة حق النقض، بخصوص مشروع قرار يتعلق بإسرائيل كانت في عام 1972، إذ دعا مشروع القرار جميع الأطراف إلى الوقف الفوري لكل العمليات العسكرية وممارسة أكبر قدر من ضبط النفس لصالح السلام والأمن الدوليين.