وتعد مدينة نابلس قلب فلسطين، إذ تقع على مفترق الطرق الرئيسية التي تربط شمال فلسطين بجنوبها وشرقها بغربها./ صورة: Getty Images (Nurphoto/Getty Images)
تابعنا

تقع مدينة نابلس الفلسطينية شمال الضفة الغربية وهي إحدى المدن الفلسطينية ذات التاريخ العريق والغني، إذ يعود تاريخها الى العصر الحجري الحديث، كما أنها كانت مركزاً للتجارة والثقافة في العصور القديمة.

وتعد مدينة نابلس قلب فلسطين، إذ تقع على مفترق الطرق الرئيسية التي تربط شمال فلسطين بجنوبها وشرقها بغربها.

معلومات عن مدينة نابلس

مدينة نابلس الفلسطينية هي إحدى أكبر المدن الفلسطينية من حيث عدد السكان، وتعد نابلس مركزاً لشمال الضفة الغربية إضافةً إلى كونها عاصمة لمحافظة نابلس التي تضم 56 قرية، كما أن لديها عدة ألقاب منها جبل النار، ودمشق الصغرى، وملكة فلسطين غير المتوجة.

تضم مدينة نابلس جامعة النجاح الوطنية إحدى أكبر وأرفع الجامعات الفلسطينية، بالإضافة إلى كلية الروضة للعلوم المهنية.

كما أنها تضم عديداً من المراكز الثقافية مثل المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني، والنادي الثقافي الاجتماعي، ومركز حواء الثقافي، وفرع للمجلس الثقافي البريطاني.

وتضم المدينة مكتبة بلدية نابلس العامة التي تعد من أكبر وأقدم المكتبات في الضفة الغربية والتي أنشئت عام 1960، بالإضافة إلى احتواء المدينة على 3 دور سينما أغلقت إحداها عام 1989 خلال الانتفاضة المتعاقبة، وأعيد افتتاحها عام 2009.

وفي عام 1869 أُسست بلدية نابلس التي تشرف على تنظيم المدينة والمرافق العامة، وتشتهر المدينة بصناعة الصابون القديم، وبالكنافة النابلسية، التي تعد من أشهر الحلويات الشرقية في بلاد الشام، وتشتهر أيضاً بالزعتر النابلسي والجبن النابلسي.

وفي المدينة عشرات العيون المائية التي زادتها جمالاً، ومنها عين العسل وعين الست وعين الكاس، وغيرها كثير من العيون.

موقع مدينة نابلس

تقع مدينة نابلس في شمال الضفة الغربية، على بعد 69 كم من مدينة القدس، وتبعد عن البحر المتوسط 42 كم، ويبلغ ارتفاع نابلس عن سطح البحر نحو 800 م.

كما تقع على مفترق الطرق الرئيسية التي تربط شمال فلسطين بجنوبها، وشرقها بغربها، فهي تعد قلب فلسطين، كما أنها تتوسط إقليم المرتفعات الجبلية الفلسطينية وجبال نابلس.

تقدر مساحة المدينة العمرانية بنحو 12700 دونم، إذ يمتد عمران المدينة فوق جبل عيبال شمالاً وجبل جرزيم جنوباً، وبينهما وادٍ يمتد نحو الغرب.

عدد سكان مدينة نابلس

يقدر عدد سكان مدينة نابلس الفلسطينية حسب إحصائية 2017 قرابة 388,321 نسمة، موزعين على مساحة تبلغ 28.6 كم²، مما يعطيها كثافة سكانية تبلغ 540 نسمة لكل كم².

طقس مدينة نابلس

تتمتع نابلس بمناخ متوسطي معتدل، إذ تتميز المدينة بشتائها البارد والممطر، وصيفها الحار والجاف، كما يبلغ متوسط درجات الحرارة في نابلس في فصل الشتاء نحو 10 درجات مئوية، وفي فصل الصيف نحو 25 درجة مئوية.

ويحل فصل الربيع في مدينة نابلس في أواخر شهر مارس/آذار وأوائل شهر أبريل/نيسان، ويعد شهرا يوليو/ تموز وأغسطس/آب من أحر شهور السنة.

بينما يعد شهر يناير/كانون الثاني من أبرد شهور السنة، وتتساقط الأمطار بين شهري أكتوبر/تشرين الأول وأبريل/نيسان، ويبلغ معدل الهطولات السنوي 589 مم.

اقتصاد مدينة نابلس

تعد مدينة نابلس العاصمة الاقتصادية لفلسطين، كما أنها كانت المركز التجاري والاقتصادي لفلسطين قبل النكبة، وأصبحت الضفة الغربية بعد ذلك.

كما جعلها موقعها الجغرافي المميز، وأمطارها الغزيرة التي تعد الأغزر في فلسطين، مركزاً لإنتاج المنتجات الزراعية، وعلى حدود نابلس سوق لتبادل المواشي الحية والمنتجات الزراعية مع الضفة الغربية.

كما تشتهر المدينة بصناعة الصابون والمصنوعات اليدوية والأثاث والبلاط، كما تتميز بجودة حجارتها ومهارة حجاريّها، بالإضافة إلى صناعة النسيج ودباغة الجلود.

كما أن نابلس كانت مركزاً للإدارات الإقليمية للمصارف الفلسطينية والعربية الموجودة في الضفة الغربية، قبل نقلها إلى رام الله مع تأسيس السلطة الفلسطينية هناك.

تاريخ مدينة نابلس الفلسطينية

في عهد أبو بكر الصديق، فتحت مدينة نابلس الفلسطينية مع باقي مدن فلسطين وبلاد الشام، وبعد الفتح حُول اسمها من نيابوليس إلى نابلس، وازداد عدد المسلمين في المدينة.

وفي عام 1099 سقطت نابلس في حكم الصليبيين، ثم عادت مرة أخرى إلى المسلمين في عهد الأيوبيين والمماليك، وفي العهد العثماني أصبحت نابلس عاصمة سنجق نابلس.

وفي العقد الرابع من القرن التاسع عشر خضعت المدينة للحكم المصري لمدة 9 أعوام، ومن ثم عادت إلى سيطرة العثمانيين.

وفي الحرب العالمية الأولى احتلها البريطانيون بعد سقوط الدولة العثمانية، وخضعت للانتداب البريطاني، وفي عام 1976 سقطت نابلس تحت الاحتلال الإسرائيلي مع باقي الضفة الغربية.

لماذا سميت نابلس بهذا الاسم؟

توجد عدة روايات حول سبب تسمية نابلس هذا الاسم، فإحدى الروايات تقول أن اسم نابلس مشتق من الكلمة الآرامية نابلوس، والتي تعني مدينة المياه، والرواية الأخرى تقول أن اسم نابلس مشتق من الكلمة العبرية ناب والتي تعني المنبع.

كما لقبت مدينة نابلس بلقب عش العلماء وذلك يعود إلى كون نابلس مركزاً علمياً وأدبياً، بالإضافة إلى ظهور كثير من العلماء والأدباء والشعراء منها على مدى العصور.

معالم مدينة نابلس

تضم المدينة عديداً من المعالم التاريخية والثقافية الهامة، ومن أشهر هذه المعالم:

مسجد نابلس: هو أحد أقدم المساجد في فلسطين ويعود تاريخه إلى القرن الثامن الميلادي.

كنيسة القديس بربارة: هي كنيسة أرثوذوكسية شرقية وتعود إلى القرن الرابع الميلادي.

قلعة نابلس: هي قلعة بيزنطية، وأعيد بناؤها في العهد الصليبي.

ساحة النصر: هي ساحة عامة تقع في قلب نابلس وتضم عديداً من المباني التاريخية.

سوق نابلس: هي سوق تقليدية تضم عديداً من المحال التجارية التي تبيع المنتجات الفلسطينية.

أهمية مدينة نابلس

تتمتع مدينة نابلس بأهمية اقتصادية وثقافية وتاريخية كبيرة، فهي مركز اقتصادي مهم لشمال فلسطين، وتضم عديداً من المؤسسات التجارية والمالية والتعليمية.

كما أنها مركز ثقافي مهم إذ تضم عديداً من المتاحف والمعارض الفنية، وعلاوة على ذلك تتمتع نابلس بأهمية تاريخية كبيرة إذ كانت موطناً للعديد من الحضارات التاريخية.

دور نابلس في النضال الفلسطيني

تعد مدينة نابلس من أكثر المدن الفلسطينية تعرضاً للحصار وللضربات العسكرية خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000.

وبسبب الحصار المستمر من الاحتلال الإسرائيلي، تدهورت مكانة المدينة الاقتصادية، وانتشرت البطالة بشكل كبير مما دفع أبناء نابلس للهجرة إلى رام الله ومدن أخرى.

كما تصف إسرائيل مدينة نابلس الفلسطينية بأنها "مصنع الإرهاب"، وشنت إسرائيل عديداً من العمليات العسكرية داخل المدينة ومن أشهرها عملية الدرع الواقية عام 2002، وذلك نتيجة ورداً على عدد الاستشهاديين الذين خرجوا منها.

وكانت نابلس أكثر المدن الفلسطينية تضرراً من الناحية الاقتصادية إذ خسرت أكثر من 2630 منشأة من أصل 17,167 منشأة أو ما نسبته 15%، وهذه أعلى نسبة سجلت في فلسطين.

علاقة مدينة نابلس بدمشق

ولُقبت بدمشق الصغرى لتشابهها مع مدينة دمشق من حيث المعالم والمناخ والمياه والينابيع والخضروات والفاكهة والعادات والتقاليد حتى في اللهجة.

كما يعود أصل عديد من عوائل نابلس إلى مناطق في سورية، مثل عائلة نمر التي قدمت من حماة وحمص، وعائلة طوقان التي قدمت من حماة.

وكان تجار نابلس يترددون على دمشق بكثرة، وكانوا يأخذون معهم الصابون والمنتجات المحلية الأخرى إلى دمشق، ويعودون بالأقمشة والتوابل.

TRT عربي
الأكثر تداولاً