نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

وأدى خروج بايدن المفاجئ، أمس الأحد، وتأييده لهاريس إلى "قلب السباق رأساً على عقب"، وذلك بعد ثمانية أيام فقط من نجاة ترمب من محاولة اغتيال في تجمّع انتخابي، حسب وكالة رويترز.

وقالت مصادر للوكالة إن حملة ترمب كانت تستعد منذ أسابيع لهاريس في حالة انسحاب بايدن، بينما أيّد بايدن نائبته لتحل محله مرشحةً للحزب الديمقراطي.

هاريس، البالغة من العمر 59 عاماً، جاءت في استطلاعات الرأي الأخيرة أقل من ترمب بنقطتين مئويتين فقط في المتوسط على الصعيد الوطني، بـ46% مقابل 48%، وهذا يعتبر تحسناً عن موقف بايدن في السباق بثلاث نقاط مئوية في متوسط استطلاعات الرأي، بـ47% مقابل 44%، بحسب ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز".

ومع فوز الديمقراطيين في انتخابات 2020، تولت هاريس منصب نائب الرئيس، وأدت اليمين مع الرئيس الأمريكي المنتخب بايدن في حفل التسليم يوم 20 يناير/كانون الثاني عام 2021، وبذلك أصبحت أول امرأة وأول أمريكية من أصول سوداء وآسيوية تصل إلى منصب نائب الرئيس الأمريكي.

ابنة مهاجرين

ولدت هاريس في أوكلاند، كاليفورنيا في 20 أكتوبر/تشرين الأول 1964، وهي الابنة الكبرى للباحثة الهندية المتخصصة بسرطان الثدي، شيامالا جوبالان، ودونالد هاريس، الخبير الاقتصادي من جامايكا، وغالباً ما كانت تشارك وهي طفلة في مظاهرات تنادي بالحقوق المدنية إلى جانب والدها ووالدتها.

درست هاريس في مدرسة ابتدائية وثانوية في مونتريال/كندا، وبعد المرحلة الثانوية، التحقت بجامعة هوارد، وحصلت على شهادة في العلوم السياسية والاقتصاد، وفي عام 1989، حصلت على درجة الدكتوراه في القانون من كلية هاستينغز للقانون بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو.

من مدعية عامة إلى عضو في مجلس الشيوخ

شغلت هاريس منصب المدعية العامة في مدينة سان فرنسيسكو لولايتين بين العامين 2004 و2011، ثم انتخبت مرتين مدعية عامة لولاية كاليفورنيا بين العامين 2011 و2017، قبل أن تصبح أول امرأة وأول شخص أسود يدير الأجهزة القضائية في أكثر ولايات البلاد تعداداً للسكان.

في عام 2016، انتخبت لعضوية مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية كاليفورنيا، لتصبح ثاني امرأة سوداء على الإطلاق تخدم في مجلس الشيوخ الأمريكي، وفق شبكة CNN.

وذكرت الشبكة أن هاريس، بصفتها عضواً في مجلس الشيوخ، كانت معروفة بأسلوبها في الاستجواب الادعائي في أثناء جلسات الاستماع مع مسؤولي إدارة ترمب ومرشحيها، بما في ذلك المدعي العام جيف سيشنز وقاضي المحكمة العليا المستقبلي بريت كافانو.

العين على الرئاسة منذ 2019

كانت هاريس واحدة من أكثر من اثني عشر ديمقراطياً، بما في ذلك بايدن، الذين سعوا للحصول على ترشيح الحزب لعام 2020.

وفي عام 2019، بعد عامين من أدائها اليمين الدستورية في مجلس الشيوخ، أعلنت هاريس ترشحها للرئاسة. وبرزت بقوة خلال المناظرة التمهيدية الرئاسية الديمقراطية الأولى إذ انتقدت بايدن بسبب معارضته في سبعينيات القرن الماضي إقرار قانون يزيل بعض تدابير الفصل العنصري.

ففي عام 1978، شارك بايدن في رعاية التشريع الذي كان من شأنه أن يحد من قدرة القضاة الفيدراليين على إجبار المناطق التعليمية على دمج المدارس العامة عن طريق نقل الطلاب ذوي البشرة السمراء إلى المناطق البيضاء والعكس صحيح، وسعى على وجه الخصوص لدعم عضو الكونغرس الديمقراطي عن ولاية ميسيسيبي المنادي بالفصل العنصري حينها جيمس إيستلاند.

ونقل موقع The Hill بعد المناظرة عام 2021، أن "الرئيس بايدن فوجئ في أثناء ترشحه للانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي عام 2019 بتعليق منافسته السياسية آنذاك كامالا هاريس في المناظرة حول موقف بايدن في السبعينيات من الحافلات، والذي أصبح أحد أكثر اللحظات انتشاراً في مسار الحملة الانتخابية".

ورغم أن حديث هاريس لفت الأنظار حينها، لكنه لم يسمح لها بالفوز بترشيح الحزب الديموقراطي، وقد انسحبت من السباق حتى قبل بدء الانتخابات التمهيدية، فإن بايدن استدعاها لتكون نائبة له، ما عرضه لهجمات من منافسه الجمهوري دونالد ترمب.

مهام صعبة كنائبة الرئيس

وبحسب CNN، فإن طوال فترة عمل هاريس نائبة للرئيس كافحت في التعامل مع حقيبة قضايا تضمنت موضوعات صعبة، مثل حقوق التصويت ووقف موجة المهاجرين القادمين من أمريكا الوسطى.

وفيما يتعلق بالقضية الأولى، فشلت الجهود المبذولة لدعم قانون حقوق التصويت في الكونغرس. وفيما يتعلق بالهجرة، تعرضت هاريس لانتقادات من اليمين لعدم قضائها وقتاً كافياً على الحدود، ومن اليسار لأنها سبق أن قالت للمهاجرين في خطاب "لا تأتوا".

وهاريس داعمة قوية لحقوق الإجهاض، وهي قضية تلقى صدى لدى الناخبين الشباب والتقدميين، وفق رويترز.

ومن المتوقع أن تحافظ إلى حد كبير على نهج بايدن في السياسة الخارجية بشأن ملفات مثل الصين وإيران وأوكرانيا، لكنها قد تتبنى لهجة أكثر صرامة مع إسرائيل بشأن حرب غزة إذا حصلت على ترشيح الحزب الديمقراطي، وفازت في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المُقبل.

"تجسيد للحلم الأمريكي"

ووصف ديمتري ميلهورن، مستشار ريد هوفمان، مؤسس موقع "لينكد إن" وأحد كبار المتبرعين للحزب الديمقراطي، هاريس بأنها "تجسيد للحلم الأمريكي".

وأشار إلى أنها "ابنة مهاجرين، وتجسيد للصلابة، فقد نشأت من مسقط رأسي في أوكلاند بولاية كاليفورنيا لتصبح المدعي العام الأعلى للولاية. ومع تنحي جو، لا أطيق الانتظار للمساعدة في انتخاب الرئيسة هاريس".

كما سارع العديد من الديمقراطيين يوم الأحد إلى دعم هاريس للترشح، لكن بعض الأعضاء الأقوياء في الحزب، بمن فيهم رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، والرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما ظلوا صامتين.

من جهتها أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن القادة البارزين في المؤسسة الديمقراطية رحبوا بسرعة بهاريس، وذلك "على أمل أن تؤدي الخلافة السلسة إلى إنهاء شهر من الفوضى وتحويل المسابقة التي يُعتقد على نطاق واسع أنها تميل لمصلحة الجمهوريين".

وألقى جميع رؤساء الحزب الديمقراطي الخمسين في الولايات بثقلهم خلف نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس لتكون المرشحة الرئاسية الجديدة للحزب، بحسب ما قالته مصادر مطلعة لوكالة رويترز.

بينما قالت هاريس في بيان: "سأبذل قصارى جهدي لتوحيد الحزب الديمقراطي وتوحيد أمتنا لهزيمة دونالد ترمب وأجندة مشروعه 2025 المتطرفة، لدينا 107 أيام حتى يوم الانتخابات، معاً سنقاتل، ومعاً سنفوز".


TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً