الرئيس الأمريكي جو بايدن يجري حملاته في مدينة  رالي / صورة: Reuters (Elizabeth Frantz/Reuters)
تابعنا

وحذر عدد من المانحين علناً وقفهم تمويل الحملة ما لم يُستبدل بايدن بوصفه مرشح الحزب، بعد أدائه في ​​المناظرة، التي "أثارت الذعر" في صفوف الحزب الديمقراطي، وفق وسائل إعلام أمريكية.

وعلى الرغم من اعتراف بايدن بأنه "ارتكب خطأ" في تلك المناظرة، فإنه تعهد بالبقاء مرشحاً للحزب في مواجهة ترمب في الانتخابات الرئاسية المقررة نوفمبر/تشرين الثاني المُقبل.

وأكد بايدن، خلال احتفالية عيد الاستقلال في الرابع من يوليو/تموز الحالي، أنه "لن يذهب إلى أي مكان"، وذلك ردّاً على أحد مؤيديه الذي طلب منه "مواصلة النضال".

تهديدات مانحي الحزب بوقف التبرعات

وفي اللحظات التي تلت المناظرة بين ترمب وبايدن، انحرفت السردية الأساسية لانتخابات هذا العام عن محورها الأساسي، وفق ما قال المذيع المخضرم في شبكة CNN جون كينغ، إذ ساد "ذعر واسع وعدواني بين الديمقراطيين".

وكانت وريثة عائلة ديزني، أماندا ديزني، أخبرت قناة CNBC الإخبارية، الخميس الماضي، أنها "لا تعتقد أن بايدن يمكنه الفوز على ترمب"، وقالت إن قرارها بسحب الدعم نابع من "واقعية، وليس عدم احترام".

وأضافت: "بايدن رجل طيب وخدم بلاده بشكل مشرف، لكن المخاطر عالية للغاية"، مشيرةً إلى أن عواقب الهزيمة في نوفمبر/تشرين الثاني المُقبل "ستكون كارثية للغاية".

وبذلك انضمت ديزني إلى عدد قليل آخر من المانحين الأثرياء الذين هددوا بوقف تمويل حملة بايدن، ومنهم رجل الأعمال جيديون شتاين، المعروف بعلاقته العميقة وتبرعاته للحزب الديمقراطي، وكان قد صرّح لصحيفة نيويورك تايمز بأن عائلته ستحجب 3.5 مليون دولار عن المنظمات غير الربحية والسياسية النشطة في السباق الرئاسي ما لم يتنحَّ بايدن.

أما المنتج في هوليوود، دامون لينديلوف، الذي تبرع بأكثر من 100 ألف دولار للديمقراطيين في دورة الانتخابات الحالية، فكتب مقالاً في مجلة Deadline يحثّ المانحين الآخرين على حجب أموالهم حتى يحدث تغيير.

ووفق صحيفة "نيويورك تايمز"، تعمل مجموعة من المانحين على جمع ما يصل إلى 100 مليون دولار لصندوق ضمان يُسمى صندوق "الجيل القادم PAC"، الذي سيُستخدم لدعم مرشح بديل، ونقلت الصحيفة عن أشخاص مقربين من هذه المبادرة قولهم إنه "إذا لم يتنحَّ بايدن، يمكن استخدام هذه الأموال لمساعدة مرشحين آخرين".

ويدعم المناصرون لتنحي بايدن، كامالا هاريس، نائبة الرئيس حاليّاً، وهي خيارهم المفضل لخلافة بادين.

ومن جهة أخرى، يهدد مانحون آخرون بمنع التبرعات، ليس فقط عن بايدن، بل أيضاً عن المجموعات الديمقراطية الأخرى، ما لم ينسحب بايدن من السباق الرئاسي.

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى وجود حركة منفصلة تسهم في جمع الأموال الموجهة إلى مرشحين آخرين، إذ يحث المانحون المرشحين للمنصب على الضغط على بايدن للانسحاب. ومن هؤلاء المانحين المؤسس المشارك لشركة نتفليكس، ريد هاستينجز، الذي أصبح في السنوات الأخيرة أحد أكبر المانحين للحزب الديمقراطي.

قطع "شريان حياة" الحملة

وذكرت صحيفة "فايننشيال تايمز"، الخميس، أن رجل الأعمال الأمريكي، الرئيس التنفيذي لشركة إنديفور، أري إيمانويل، قال في مؤتمر صحفي بكولورادو، إن "حجب التمويل هو المفتاح لضمان خروج بايدن من السباق"، معتبراً أن "شريان الحياة للحملة هو المال، وإذا بدأت الأموال تجف، فهي السبيل الوحيد للضغط".

من جهته، قال رجل الأعمال الأمريكي من أصل هندي، راميش كابور، الذي ينظم حفلات جمع التبرعات للديمقراطيين منذ عام 1988، لموقع BBC، إنه "حان الوقت لكي يمرر بايدن الشعلة"، في إشارة إلى وجود مرشح ديمقراطي جديد.

وعند سؤاله حول إصرار بايدن على الاستمرار، أجاب كابور بقوله: "أعلم أن لديه الدافع للاستمرار، لكن لا يمكنك محاربة الطبيعة" (في إشارة إلى كبر سن بايدن).

ومنذ المناظرة، أثار سن بايدن، 81 عاماً، المخاوف بين أوساط مؤيديه، وأشار استطلاع رأي، أجرته CBC نيوز، إلى أن 72% من الناخبين الديمقراطيين المسجلين يعتقدون أن الرئيس لا يتمتع بالصحة العقلية والإدراكية اللازمة لشغل منصب الرئيس.

لا وقت لمرشح جديد

ووفق ما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن "المانحين الأثرياء يستخدمون ثرواتهم بوصفها سياسة العصا والجزرة في آنٍ، وقد شرعوا في عدد من المبادرات للضغط على بايدن للتنحي عن قائمة المرشحين للانتخابات والمساعدة في تمهيد الطريق لمرشح بديل".

وتكشف هذه الجهود، التي يُعتبر "بعضها منسّقاً وبعضها متعارضاً ولا يزال في بداياته"، عن انقسام ملحوظ ومتزايد بين فئة المساهمين في الحزب ومرشحهم، "وهو انقسام قد يكون له تأثير في سباقات المرشحين الآخرين، سواء تأثر قرار بايدن بأفعال المانحين أم لا"، وفق نيويورك تايمز.

لكن من جهة أخرى، يشعر بعض المانحين بالقلق من عدم وجود وقت كافٍ لمرشح جديد للانضمام إلى السباق، لذا قرروا دعم بايدن إذا استمر، حسب ما نقلت شبكة BBC.

وقال مانح كبير تحدثت إليه الشبكة هذا الأسبوع، رفض كشف اسمه، إنه يخطط للمُضي قدماً في حفل جمع تبرعات للرئيس، مقرر في وقت لاحق من هذا الشهر في منزله بولاية فرجينيا.

وحسب موقع USA Today، جمعت حملة بايدن في شهر يونيو/حزيران الماضي 127 مليون دولار، بما في ذلك 38 مليون دولار في آخر أربعة أيام من الشهر، فقد سعت الحملة إلى إظهار القوة وسط تداعيات أداء بايدن الكارثي في المناظرة الأسبوع الماضي.

وبذلك فاقت أرقام بايدن في يونيو/حزيران المبلغ الذي أعلن دونالد ترمب وحلفاؤه جمعه في الشهر ذاته، وهو 112 مليون دولار، ما جعله أول شهر يتفوق فيه بايدن على ترمب في جمع التبرعات منذ مارس/آذار الماضي، وفق USA Today.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً