"صيد ثمين".. كيف أسقط الحوثيون أحدث المسيّرات الأمريكية من السماء اليمنية؟ / صورة: Reuters (Handout/Reuters)
تابعنا

في ظل العملية العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة ضد الحوثيين في اليمن، لم تستمر الجماعة في استهداف وإغراق السفن الإسرائيلية، ومعها الأمريكية والبريطانية، وحسب، بل وسعت من نطاق هجماتها لتطال المسيّرات الأمريكية التي تحلق فوق الأراضي اليمنية وبالقرب منها أيضاً.

وفي تطور لافت، أعلن الحوثيون، الأثنين، إسقاط طائرة تجسس أمريكية مُسيّرة من طراز MQ-9 Reaper بالقرب من مدينة الحديدة الساحلية غربي اليمن. وهو الأمر الذي أكده مسؤولان أمريكيان عندما قالا إن البنتاغون يحقق في سبب تحطم طائرة استطلاع عسكرية أمريكية بدون طيار قبالة سواحل اليمن صباح الاثنين، حسب ما نقلته نيويورك تايمز.

استهداف الحوثيين لأحدث طرازات المسيّرات الأمريكية لا يعتبر حدثاً جديداً، ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أعلنت الجماعة إسقاط طائرة تجسس أمريكية مُسيّرة من طراز MQ-9 في المياه الإقليمية لليمن. وقالت حينها "جرى إسقاطها بعون الله بالسلاح المناسب"، دون تحديد نوعية السلاح المستخدم.

صيد ثمين

اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" بتحطم طائرة مسيرة تابعة لها من طراز 9 MQ في اليمن، قائلة إن المؤشرات تدل على أنها "أسقطت بصاروخ أرض جو تابع للحوثيين".

وقال البنتاغون في بيان، مساء الثلاثاء، إن الحوثيون "يملكون مخزوناً كبيراً من الوسائل العسكرية ونعمل على تقليصه".

من جانبها، نقلت وكالة "رويترز"، عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن المعلومات تؤكد إصابة المسيرة الأمريكية قرب محافظة الحديدة اليمنية بصاروخ "أرض جو" أطلقه الحوثيون.

فيما قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، في تصريح صحفي، إن "الدفاعات الجوية اليمنية تمكنت من إسقاط طائرة أمريكية MQ-9 بصاروخ مناسب في أثناء تنفيذها مهام عدائية ضد بلادنا لصالح الكيان الصهيوني".

وتعتبر MQ-9 Reaper، التي يبلغ طول جناحيها 66 قدماً وتبلغ تكلفتها حوالي 32 مليون دولار، المسيّرة الهجومية الأساسية للقوات الجوية الأمريكية، نظراً إلى امتلاكها تكنولوجيا رصد واستشعار متطورة جداً وقدرة على التحليق لوقت طويل على ارتفاع أعلى من 15 كيلومتراً.

وتقول القوات الجوية إن مسيّرات Reaper تستخدم، في المقام الأول، لجمع المعلومات الاستخبارية، ولكن يمكن أيضاً تسليحها بما يصل إلى ثمانية صواريخ هيلفاير الموجهة بالليزر.

تصعيد جديد

يعد إسقاط المسيّرة التي تعد الدعامة الأساسية لأسطول المراقبة الجوية التابع للجيش الأمريكي، تصعيداً آخر في الصراع بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي في اليمن والبحر الأحمر. وقد قصفت الولايات المتحدة خمسة أهداف عسكرية للحوثيين، بما في ذلك غواصة مسيّرة تحت البحر، في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن يوم السبت، وفقاً لبيان صادر عن القيادة المركزية للجيش، وفق نيويورك تايمز.

وقال البيان إنه يعتقد أن استخدام المسيّرات تحت الماء يُعد المرة الأولى التي يستخدم فيها الحوثيون مثل هذا السلاح منذ أن بدؤوا حملتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وبينما تتهم الولايات المتحدة إيران بتزويد الحوثيين بالإمدادات والتكنولوجيا العسكرية، فإن المسؤولين الأمريكيين يعترفون أيضاً بأن طهران ليس لديها سيطرة مباشرة على الحوثيين أو عدد من المجموعات المسلحة الأخرى المدعومة من إيران في العراق وسوريا.

أسلحة متطورة بحوزة الحوثيين

نمت ترسانة الحوثيين من حيث الحجم والتنوع منذ عام 2014. ويقول خبراء الأسلحة إن الحوثيين يمتلكون صواريخ باليستية طويلة المدى وصواريخ كروز أصغر حجماً وطائرات مُسيّرة انتحارية، وكلها قادرة على الوصول إلى جنوب إسرائيل، فضلاً عن الزوارق والغواصات المسيّرة.

وبالإضافة إلى الترسانة الباليستية والجوية والبحرية الهجومية التي بحوزتهم، يمتلك الحوثيون أيضاً منظومة صواريخ دفاعية متطورة تأتي في نسختين هما: "برق-1" و"برق-2″. وتعتبر هذه المنظومة نسخة محسنة من صواريخ أرض-جو "صياد" الإيرانية، والقادرة على حمل رؤوس حربية متفجرة تعمل بالأشعة تحت الحمراء والرادار النشط أو شبه النشط.

كما يُعتقد أن الحوثيين يمتلكون حالياً أنظمة رادار متطورة قادرة على استقبال إشارات "إيه دي إس-بي" التي تُستخدم في التحكم في الحركة الجوية للطائرات وفك تشفيرها، مما يمكّن من كشف موقع الطائرات وسرعتها وارتفاعها وغيرها من المعلومات.

TRT عربي
الأكثر تداولاً